ظلت المخاوف حول استمرار التعافي في الاقتصاد العالمي هي الدافع الرئيسي للتراجع في اسعار النفط في ظل الأزمات التي تمر بها الاسواق المالية العالمية، كما ساهم عدم الاستقرار في سعر الدولار في تراجع اسعار النفط الخام في ظل عمليات بيع عنيفة في اسواق الاسهم العالمية ومحاولة المستثمرين المستمرة للتخلص من الاستثمارات الخطرة في اسواق السلع والعملات. وشكل تراجع التصنيف الائتماني للولايات المتحدةالامريكية والتوقعات السلبية حول انخفاض استهلاك الطاقة في اكبر مستهلك للنفط في العالم الى جانب سعي الصين (ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم) للحد من توسيع النمو الاقتصادي فيها عوامل اضافية لدفع اسعار النفط للهبوط في حين واصلت اليابان (ثالث اكبر مستهلك للنفط) حربها مع (الين المرتفع) والذي يؤثر سلبا على صادرات اليابان التي تراجعت بنسبة 3.3 في المائة خلال شهر يوليو الماضي بأكثر من التوقعات. وانسجاما مع التطورات التي تعيشها الاسواق اختتمت العقود الاجلة للنفط الخام الامريكي تعاملاتها نهاية الاسبوع الماضي (الجمعة) على هبوط بعد تراجعها اواخر الجلسة بسبب استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد بعد سلسلة من البيانات السلبية يوم الخميس، وبفعل تنفيذ بعض المستثمرين عمليات البيع لجني الارباح قبل عطلة نهاية الاسبوع او لتسوية مراكزهم قبل حلول اجال استحقاق عقد شهر سبتمبر. وفي ختام التعامل في بورصة نايمكس انخفض سعر الخام الامريكي الخفيف في عقود سبتمبر 0.12 دولار او 0.15 في المائة ليصل الى 82.26 دولار للبرميل بعد ان جرى التداول عليه بسعر بين 79.17 دولار و83.55 دولار. وعلى مدى الاسبوع ختم عقد اقرب استحقاق التعامل منخفضا 12ر 3 دولار أو 3.65 في المائة من 85.38 دولار عند الاغلاق في 12 من أغسطس مسجلا بذلك رابع هبوط اسبوعي له على التوالي. وأنهت الاسهم الاوروبية تعاملات يوم الجمعة على تراجع كبير بسبب مخاوف بشأن النمو العالمي والديون السيادية وتمويل البنوك التي دفعت المستثمرين الى الهروب من مخاطر سوق الاسهم وهوت بمؤشر البنوك الرئيسية الى أدنى مستوى له في عامين. بعد ان كانت قد سجلت انتعاشا من خسائرها المبكرة اوائل التعامل، وأدت الى حدوث قفزة بسعر النفط الخام الامريكي في العقود الاجلة نحو دولار ليصل الى 08. 83 دولار للبرميل في اخر تداولات الاسبوع بعد ان جرى التداول عليه بسعر بين 79.17 دولار و 83.55 دولار. وبعد ان كان منخفضا في تعاملات متقلبة مع هبوط «وول ستريت» ووسط مخاوف واسعة بشأن مشاكل ديون منطقة اليورو والنمو الاقتصادي العالمي. أنهت الاسهم الاوروبية تعاملات يوم الجمعة على تراجع كبير بسبب مخاوف بشأن النمو العالمي والديون السيادية وتمويل البنوك التي دفعت المستثمرين الى الهروب من مخاطر سوق الاسهم وهوت بمؤشر البنوك الرئيسية الى أدنى مستوى له في عامين وارتفع سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لتسليم اكتوبر دولارين الى 108.99 دولار للبرميل بعد ان تقلب في نطاق بين 105.06 دولار و109.40 دولار. ولم يشمل هذا الانتعاش سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي الذي سجل هبوطا مقتربا من مستوى 106 دولارات للبرميل مواصلا خسائره السابقة مع تجدد المخاوف بشأن ضعف الطلب، علما ان السعر قد هبط بنحو عشرة بالمائة هذا الشهر وهو أسوأ أداء منذ هبوطه 15 بالمائة في مايو 2010. ويأتي هذا التراجع متزامنا مع الانخفاض العنيف الذي شهدته المؤشرات الأمريكية والأوروبية وسط قلق من تباطؤ نمو الاقتصادات الكبرى في العالم مثل الصين والولايات المتحدة ومن ثم تباطؤ الطلب على النفط. وفي هذه الأثناء انخفض سعر سلة خامات نفط اوبك إلى 105.42 دولار للبرميل من 106.88 دولار في الجلسة السابقة. كما نخفض سعر برميل النفط الكويتي 51 سنتا ليستقر عند مستوى 28ر104 دولار للبرميل من 79ر104 دولار للبرميل. وفي هذا الاطار تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية الى ارتفاع الطلب العالمي على النفط في العام 2012 بواقع 1.5مليون برميل يومياً، ليصل إلى91 مليون برميل بسبب تزايد الاعتماد على النفط في الدول غير الصناعية. مبينة بعد مراجعة تقديراتها للطلب الإجمالي على النفط في العام 2011، إن الطلب يتعين أن يصل إلى 5 .89 مليون برميل يومياً، ما يقارب 200 ألف أعلى من التوقعات السابقة. ويعود السبب في الارتفاع الكبير في الطلب على النفط الخام في العام الجاري 2011 إلى تزايد الطلب من الاقتصاديات الناشئة يواجهه انخفاض ضئيل على الطلب من الدول الصناعية في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، الذي تأثر بارتفاع أسعار النفط وضعف النشاط الاقتصادي. وتوقعت الوكالة في تقريرها ارتفاعاً كبيراً في مصافي الطاقة الإنتاجية خلال الربع الثالث من العام 2011 بارتفاع قدره 2.3 مليون برميل، ليصل إلى 75.9 مليون برميل من الربع الثاني إلى الثالث. وفي غضون ذلك ارتفع إمداد النفط خلال يونيو بواقع 1.2مليون برميل عن مايو ليصل إلى متوسط 88.3 مليون برميل، مع ارتفاع النفط الخام من «أوبك» ب800 ألف مليون، ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الدول خارج منظمة «أوبك» من النفط إلى 54 مليون برميل يومياً في العام 2012.