إذا قررت أن تتمتع بعمرة خلال شهر رمضان المبارك، فعليك أن تدفع كل ما يطلبه منك مكتب الحملة التي ستستضيفك، وعلى شفتيك ابتسامة رضا وقبول، أما إذا فكرت أن تفاصل في السعر، بحجة أنه مرتفع جداً مقارنة بأسعار شهور بقية العام الأخرى، فأنت إذاً واهم أن تخفض الحملة ريالاً واحداً. وبينما كشفت حملات، أسباباً عدة لرفع الأسعار، من بينها أعمال الصيانة والبناء في المنطقة المركزية لمكةالمكرمة، طالب معتمرون، وزارة الحج بوضع آلية لضبط الأسعار، ووضع سقف لها، لا تتجاوزه مهما كانت الأسباب، محذرين من أن أسعار حملات العمرة والحج ستجعل زبائنها من الميسورين فقط. كل سنة في مثل هذا الوقت من كل سنة، تبدأ أفواج المعتمرين بالتوجه إلى الأماكن المقدسة، لاقتناص فرصة أداء عمرة رمضان التي وردت أحاديث نبوية كثيرة تؤكد فضلها، وما إن يقترب الشهر الكريم، حتى تكتظ مكاتب الحملات بالزوار الراغبين في الذهاب إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك العمرة في هذا الشهر الفضيل. وعبر محمد الهاجري عن امتعاضه من حملات العمرة، وقال: «ارتفاع أسعار حملات الحج والعمرة مستمر، ويبدو أنها لن تتوقف وتيرة الارتفاع عند حدود معينة، لدرجة أن الزيادة كل أسبوع أو كل شهر»، موضحاً «سعر الشخص الواحد يتراوح بين 8 و 12 ألف ريال، لمدة عشرة أيام، بحسب نوع الرحلة، هل هي برية أم طيران، الأمر الذي يجعلنا نتوقع أن يصل سعر عمرة رمضان في الأعوام القليلة القادمة إلى 20 ألف ريال، وهذا سعر قريب من سعر فريضة الحج». الدول الإسلامية وأضاف الهاجري «أصحاب حملات الحج دائماً ما يضعون الأعذار غير المقنعة والتي تجعلهم يتلاعبون في الأسعار، ويرون أن الإقبال المتزايد على الذهاب إلى الأماكن المقدسة، سواء من المعتمرين من الداخل أو من الدول الإسلامية في هذا الشهر الفضيل، والازدحام الحاصل على الفنادق والشقق، حجة لرفع أسعارهم». أجواء روحانية ويقول عبدالرحمن القحطاني: «أداء العمرة في هذا الشهر الفضيل، يعتبر سعادة غامرة يشعر بهل كل مسلم، فصيام رمضان أو جزء منه في مكةالمكرمة أو المدينة، يجعلك تعيش أجواءً روحانية خالصة، لكن لا بد من الاعتراف أن قدرات الناس المادية غير متساوية، وعلى أصحاب الحملات أن لا يستغلوا محدودي الدخل من المسلمين المعتمرين، لأن هذا شهر رحمة وتعاطف وليس مواسم تجارية واستغلال لا داعي له». شهر رمضان ويتابع القحطاني أن «سعر حملات العمرة في شهر رمضان شهد ارتفاعاً في السنوات الأخيرة، وهو ارتفاع غير مبرر، مع العلم أن الخدمات نفسها التي تقدمها مكاتب الحملة في غير رمضان هي نفسها التي يقدمها في شهر رمضان، وهذا استغلال واضح يجب أن ينتهي، خاصة في هذه الأيام المباركة، التي يزداد فيها الإقبال على زيارة الأماكن المقدسة». الأيام المباركة أما مسفر العقيلي فيقول إن «أصحاب هذه المكاتب يرفعون الأسعار من تلقاء أنفسهم، كلما أرادوا ذلك، مستفيدين من استعداد الناس لدفع ما يطلب منهم، مقابل تحقيق رغبتهم في أداء العمرة في هذه الأيام المباركة بالذهاب وقضاء أيام من هذا الشهر الكريم في أقدس الأماكن وأكثرها بركة، وهذا يعد استغلالاً ما بعده استغلال، ويجب أن يتوقف عند الحدود المعقولة التي لا تضر بأصحاب المكاتب ولا بالمعتمرين». تأجير سيارات ورأى العقيلي أن الحل يكمن في منع المكاتب غير المرخصة من العمل في هذا القطاع؛ لأنها هي التي تتسبب في تضارب الأسعار والفوضى الموجودة كل عام. وقال: «فبعد التحري عن بعض هذه المكاتب، تبين أنها مكاتب مرخصة لجلب الخدم والأيدي العاملة، ومكاتب تأجير سيارات وخدمات عامة، وما زالت هذه المكاتب تمارس هذا العمل الذي أربك الجميع». توحيد الأسعار ودعا العقيلي إلى أنه «يجب حسم موضوع ارتفاع أسعار حملات العمرة من خلال قيام وزارة الحج بوضع آلية لعمل المكاتب التي تعنى بتقديم خدمات العمرة، بحيث توضع شروط ومواصفات وضوابط، يجب توافرها في أي مكتب يقدم خدمات شعيرة العمرة، وأي مكتب لا تتوفر فيه هذه الشروط والمواصفات، يتم منعه من الدخول إلى هذا القطاع، كذلك الحال بالنسبة لتحديد وتوحيد الأسعار، وإيجاد مكتب يستقبل شكاوى المعتمرين، فهذه الأمور هي التي ستنظم هذا النشاط، وتحد من تضارب الأسعار الحاصل بين المكاتب».
البرية: حملات «الخارج» ترفع أسعار حملات «الداخل» أرجعت حملة حج وعمرة، أسباب ارتفاع الأسعار إلى ما تشهده المنطقة المركزية القريبة من الحرم المكي من تطوير وأعمال إنشاء، من خلال هدم العديد من الفنادق والشقق القديمة المحيطة بها، مؤكدة أن هذا السبب من أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع تكاليف رحلات الحج والعمرة بالنسبة لحجاج الداخل، خاصة بالنسبة لإيجار الفنادق والشقق القريبة من الحرم، وأدت إلى مضاعفة الأسعار. وذكر عبدالاله البرية صاحب مكتب للحج والعمرة في المنطقة الشرقية أن «هذه الأسعار ليست مقتصرة على موسم الحج، بل هي خاصة بشهر رمضان، وتحديداً مع اقتراب العشرة الأواخر من الشهر الفضيل، وبناءً على ذلك، من المستحيل أن تجد شققا متوافرة في تلك المنطقة القريبة من الحرم، ولهذا يضطر بعض أصحاب الحملات لاستئجار شقق بعيدة عن الحرم من أجل المحافظة على سمعة حملته». وأوضح البرية أن «موجة ارتفاع الحج والعمرة ليست مقتصرة على السكن، بل حتى أسعار المواد الغذائية والمواصلات، سواء النقل البري أو الجوي، هي من الأسباب الرئيسة التي جعلت أصحاب الحملات يرفعون السعر في وجه المعتمرين، فهم لديهم التزامات ينبغي عليهم توفيرها لمعتمريهم». وبين البرية أن «أسعار الشقق والفنادق في المنطقة المركزية القريبة من الحرم المكي أصبحت باهظة الثمن، ولا يمكن أن تجد شققا متوافرة، خاصة في موسم رمضان أو الحج وذلك، لأنها محجوزة بالكامل لبعثات الدول الإسلامية، وهذا الشيء جعل الاسعار مرتفعة»، موضحاً «السبب في ذلك، يرجع إلى أن أصحاب الحملات في مكة يتفقون مع ملاك الفنادق والشقق في المنطقة المركزية على أن تؤجر لهم لمدة سنة كاملة مدفوعة الثمن مسبقاً، وهم بدورهم يقومون بتأجيرها على بعثات الدول الاسلامية، حيث إن هذه الفنادق مغلقة بالكامل وعندما يقترب موسم العمرة في رمضان أو موسم الحج تجدها تعج بالحجاج».