أضحك دون أن تتراءى لي تلك النقاط السوداء خلف أضلعي وتسألني كيف تجرئين وأنا هنا؟ أبكي ليكون اغتسالا يساقط بردا وسلاما على روحي حتى الصباح. أمشي حافية القدمين على شاطئ بعيد لا أسمع فيه سوى صوت الموج الذي لم يمل التكرار. أقف طفلة على عتبة ذلك الباب في شارع 17 وأستعد لرحلة الحياة وأتوسل أن تمنحني لعبة جديدة وثوبا جديدا وحذاء جديدا يأخذني في دروب جديدة. أصلي كصلاة «أمي نورة» على رأس كثبان الرمل الناعم وأبكي خشوعا ورجاء وأتوسل إلى الله بآياته وأسمائه. أنام ملء جفني ساعة قيلولة في قيظ لافح داخل حجرة صغيرة حولها المكيف إلى ثلاجة كبيرة تفوح منها رائحة الجوافة. أستمع إلى أنغام (ودارت الأيام) لعلها تستطيب اللحن الجسد فتبدأ من جديد. أحتسي فنجان قهوة مرة طيبتها أمي بالهيل والزعفران لأقول لها شكرا.. فلطالما شربتها وأسرعت خارجة إلى العمل. أجلس أمام والدي وأستمع إلى صمته المهيب وهدوئه الذي صنع ما لم يصنعه هياج الآخرين. أغرف ماء البحر وأقدمه لكل الكاذبين ليغتسلوا به أو يشربوه لعل الملح يذيب خبائثهم. أكتب ما لا يمكن أن يكتب فلا يمنع نشره فيتداوله الناس سرا مثل شرورهم. أصلي كصلاة «أمي نورة» على رأس كثبان الرمل الناعم وأبكي خشوعا ورجاء وأتوسل إلى الله بآياته وأسمائه. أتوقف عن الكتابة قبل أن تسد مساماتي رائحة حبر الطباعة المسروق. أتذوق قطعة جبن أبيض مع خبز التنور المنفوخ وكأس شاي محلى على مائدة التف حولها الحب على هيئة أجساد. أكذب حتى أجد من يصفني بالصدق والتقوى. أفتح النوافذ ولا أجد من يتلصص علي ويغزل على شرفتي نسيجا من العيون والأفواه. وأحتاج أن أنظر لنفسي في المرآة فأجعل منها حبيبا فقدته وأغني لها: أهرب من قلبي أروح على فين ليالينا الحلوة في كل مكان مليناها حب احنا الاتنين وملينا الدنيا أمل.. أمل.. وحنان.. وأنتم قرائي الأعزاء ماذا تحتاجون أعدوا قائمة واحتفظوا بها.. بعضها سيتحقق. [email protected]