تتركز المخاوف الحالية لدى الكثير من المتعاملين حول الأخبار القادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحديدا حول الدين العام الذي سوف يصل إلى سقفه في بداية الشهر القادم وهو الأمر الذي يتم تهويله أو إعطاؤه أكبر من حجمه وهنا يأتي الكلام عن إفلاس الولاياتالمتحدة و انهيار الدولار الأمريكي وما إلى ذلك من كلمات قد تدفع المتعاملين إلى مستويات من الخوف و الرعب لم يصلها من قبل. بعيدا عن الأمور التي تتعلق بالتحليل المالي و الأساسي للأوضاع الراهنة في الولاياتالمتحدة و انعكاساتها على الأسواق العالمية يمكن لأي متعامل أن يحمي نفسه من أي تطورات غير محسوبة و ذلك من خلال تثبيت قيمة نقوده عند المستويات الحالية فلو افترضنا أن أحد المتعاملين يمتلك عشرة آلاف دولار يمكنه تثبيت القيمة لو قام بتحويل نصفها إلى عملة اليورو أو الفرنك السويسري على سبيل المثال حيث يتم تعويض خسارة الأول من ربح الثاني و هذه العملية يطلق عليها مصطلح ال «Hedge» . الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري حافظ الدولار الأمريكي على قاعه الأخير الذي تحقق الأسبوع ما قبل الماضي و ذلك أمام الفرنك السويسري عند 0.8082 حيث لم يستطع أن يحقق قاعا جديدا خلال تداولات الأسبوع الماضي مرتدا من ذات القاع إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مستويات 0.8177 محققا مكاسب تقدر بنحو 94 نقطة وهي إشارة إيجابية حيث تمكن المشترين من كبح الهبوط المتمثل بالبائعين عند هذه المستويات و لكن هل يستمر ذلك أم تفشل قوى الشراء في المحافظة على هذه المستويات والذهاب إلى مناطق الدعم الرئيسي الأول عند مناطق التقاء السعر مع خط الدعم الواصل بين القاعين الأخيرين على الإطار الزمني الشهري و الذي يأتي خلال تداولات الشهر الحالي عند 0.7940 والتي من المتوقع أن يصلها خلال ما تبقى من الشهر الحالي أو خلال شمعة الشهر القادم والجدير ذكره أن مؤشرات التشبع في أدنى مستويات التشبع البيعي و لكن و كما يعلم البعض منا أن المؤشرات تتبع السعر فقد تكون قيمة المؤشر عند الرقم واحد و يهبط الزوج لمئات النقاط و لكن المقياس المفضل عند الغالبية هو الخروج من حدود التشبع أي الصعود فوق مستويات الثلاثين مثلا كما هو الحال في حالتنا هذه و التي تعني الدخول في موجة تصحيحية أو موجة انعكاسية و هو مالم يحدث حتى الآن و عليه فإنه لا بوادر انعكاس في الحركة و لو كنوع من التصحيح . أود أيضا التأكيد على أنه من الواجب أن تكون المؤشرات داعمة للقرار و ليست أساسا له حيث أن الأساس يجب أن يكون نموذجا سعريا متكونا على الرسم البياني مثل النموذج Failure Swing أو ما يشابهها من نماذج . إن صمدت هذه المناطق لبعضة أسابيع فقد يدخل السعر موجة تصحيحية بسيطة تستهدف على المدى القريب مستويات 0.8943 المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي و لكن كما أشرنا أعلاه يجب أن يتشكل لدينا أحد النماذج الانعكاسية قبل اتخاذ قرار الدخول الشرائي . الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي لا يزال الدولار الأسترالي في حالة من التذبذب العرضي وذلك للأسبوع العاشر على التوالي حيث حقق أعلى قيمة له خلال العقدين الماضيين عند مستويات 1.1011 نقطة والتي ارتد منها بما يزيد عن الستمائة نقطة وذلك إلى مستويات 1.0390 والتي كبحت الهبوط وجعلت من نفسها الضلع الأسفل من المسار الجانبي الذي يسير به الزوج والذي تتشكل منه القاعدة التي من المحتمل أن تكون القاعدة التي سينطلق منها الزوج إلى أهدافه القادمة و التي يتمركز أولها عند مستويات القمة الكبرى المذكورة أعلاه يليها مستويات 1.1196 و من ثم مستويات المقاومة الأعنف في المسار الصاعد حاليا و الواقعة على مناطق 1.1470 و المتمثلة بحاجز FE100 بالمائة من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي من المفترض أن تكبح الصعود القادم للدولار الأسترالي ويدعم هذا التوجه التراجعات الحادة التي تشهدها قيمة الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية حيث يتدافع المتعاملين إلى بيع الدولار الأمريكي و شراء الذهب و الأسهم إضافة إلى العملات الأخرى خوفا من تراجعات إضافية للدولار مما يخلق حالة من الهلع و التدافع على البيع الأمر الذي يؤدي بشكل تلقائي إلى مزيد من الهبوط . إن الدعم الحالي الأول كما ذكرنا يتمركز عند مستويات 1.0390 يليه مستويات 1.0172 الواقعة على حاجز FE61.8 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه و تأتي بالقرب أيضا من القمة الفعلية لعام 2010 والتي كانت عند مستويات 1.0182 و عليه فإن مناطق الإغلاق الأخيرة 1.0849 تعتبر مناطق وسط و الدخول عندها قد يُعرض المتعامل إلى نسبة عالية من المخاطر لذا فمن الأفضل أن يتم الانتظار إلى أن يقترب السعر من إحدى المناطق القوية ومن ثم يتم التفكير في الدخول أو الخروج وذلك على حسب تموضع السعر بالنسبة للرسم البياني للزوج . مؤشر الداو جونز الأمريكي ارتفع مؤشر الداو جونز الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي مضيفا 249 نقطة بما نسبته 1.9 بالمائة من قيمة افتتاحه عند مستويات 12475 نقطة حيث هبط قليلا مع بداية التداولات إلى ما دون مستويات الدعم الرئيسي الحالي عند مناطق 12430 نقطة الواقعة على حاجز 76.4 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي إلا أنه تدارك نفسه في الأيام الثلاثة الأخيرة حيث صعد بشكل متسارع إلى أن أغلق عند مستويات الحالية 12724 نقطة مبتعدا عن حاجز الدعم بما يقارب الثلاثمائة نقطة وهو جيد إلى حد كبير حيث أنه وفي كل صعود تتكون لدى المتعاملين رؤية مطمئنة ولو بسيطة حول المسار القادم للمؤشر وعليه فإن المستوى المستهدف حاليا يأتي عند مستويات قمة الموجة الصاعدة الأخيرة والواقعة عند 12928 نقطة والتي تعتبر مفتاح الصعود إلى مستويات أعلى في حال اختراقها ويأتي الهدف الأول حينها عند مستويات 13170 نقطة تقريبا يليها مستويات القمة الأعلى للمؤشر عند 14280 و التي يعتبر اختراقها في الوقت الراهن أمرا ليس ببسيط حيث أنها تعتبر خلطا عنيفا للأوراق و يبقى السؤال حينها هل ستكون أسعار الأسهم التي يتشكل منها المؤشر منطقية أم مبالغ بها ؟؟؟ هل سيكون انخفاض الدولار الأمريكي كقيمة سببا في ارتفاع أسعار الأسهم ؟ تبقى هذه الأسئلة مرهونة بما سيؤول إليه الدولار الأمريكي خلال الفترة القادمة ؟ الذهب أغلق الذهب تداولاته الأخيرة عند مستويات 1602 دولار للأونصة الواحدة و ذلك بعد أن كسب خلال تداولات الأسبوع الماضي حوالي التسعة الدولارات تقريبا حيث كان الافتتاح الأسبوعي عند مستويات 1593 دولارا ويؤكد هذا الإغلاق اختراق السعر لمستويات المقاومة السابقة المتمثلة بقمة الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي كانت عند مناطق 1575 دولارا وعليه فإن الهدف القادم يتمركز عند مستويات 1635 دولارا التي تتمثل بالتقاء السعر مع الضلع العلوي للقناة الصاعدة التي يسير بها السعر منذ سنتين ونصف تقريبا يليها مستويات عدة من المقاومات إلا أنه يستهدف على المدى المتوسط أو طويل الأجل مستويات 1923 دولارا المتمثلة بحاجز FE161.8 بالمائة من الموجة الكلية الصاعدة على الإطار الزمني الشهري و هو السعر الذي يجب على الجميع أن يكونوا حذرين عند الوصول إليه حيث من المحتمل أن يتعرض الذهب إلى موجة بيع عنيفة قد تدخله قسرا في موجة تصحيحية كبيرة تخسر بها أونصة الذهب مئات الدولارت ولكن وعلى الرغم من ذلك فلا جزم بأن السعر سوف يتجه إلى هناك ولكن المعطيات على الصعيد الفني والأساسي توحي بذلك حيث أن المخاوف التي تحيط كبار المستثمرين و صناع السوق من مصير الدولار الأمريكي يدفعهم إلى اللجوء إلى الذهب كسلعة الأمان رغم ارتفاع سعرها حيث أن العملات عند تراجعها أو انهيارها فإنها ورقة لا قيمة لها ويبقى الذهب ذهبا . [email protected]