انتهى العقد الأول من الألفية الثانية والذي شهد أزمة مالية لم تشهدها أسواق المال منذ عقود فهل انطفأت نارها التي لسعت الكثيرين ودمرت آخرين مع انتهاء هذا العقد أم أن للأزمة بقية ؟ يبقى هذا السؤال مطروحا على طاولة الغالبية العظمة من المحللين الفنيين والماليين على حد سواء ... متعاملون في وول ستريت إن ما يلاحظه الكثير منهم أن الإجراءات التي تم اتخاذها لِلَجم الأزمة وإيقافها عند تلك المستويات ما كانت سوى تضميد مؤقت للجراح وتحسين لصورة من كان السبب وراء حصول هذه الأزمة ومن سمح وخطط لها ومن هو المتضرر الأكبر منها ومن هو المستفيد ... إن ما رأيته من الزاوية الفنية التي أنظر بها إلى أي حركة سعرية كان في غاية الغرابة ففي وسط أزمة تسببت في إفلاس الكثير من البنوك حول العالم وأكثرهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونرى بأن مؤشر الداو جونز على سبيل المثال استعاد 67بالمائة مما خسره خلال الأزمة المالية وذلك في أقل من عامينن فكيف حصل هذا وسط الضغوط الكبيرة جدا والتي لا تزال مستمرة إلى الآن . هل كان الهبوط السابق الذي شهدته أسواق المال في العقد الماضي مبالغ فيه أم أن هناك من اصطنعه ؟ اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد أن فشل اليورو قبل شهرين في تجاوز مستوى 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الرئيسية الصاعدة على الإطار الزمني الشهري أمام الدولار الأمريكي والواقعة على سعر 1.4259 هبط في ذاك الشهر بما يتجاوز 1250 نقطة حاول في الشهر الماضي تقليص تلك الخسارة إلا أنه لم يستطع ذلك، حيث كان الارتداد قرابة الخمسمئة نقطة فقط والتي كانت كفيلة بإبلاغ المتعاملين بشتى فئاتهم أن الانخفاض الأول كان رئيسيا وما التصحيح الذي تلاه سوى استراحة محارب أو لتقليص الخسائر عندما أيقن البعض أن الانخفاض قادم وفعلا فإن ما حصل لاحقا هو انخفاض متواصل منذ بداية الشهر الحالي، حيث تجاوزت قيمة الهبوط حتى الآن الأربعمائة نقطة ،حيث أغلق يومه الأخير عند مستويات 1.2908 أي أدنى من حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها والواقع على مناطق 1.3170 وهنا أود الإشارة إلى أنه ومن حيث القواعد الفنية فإن المقاومة الأولى هو الحاجز الأخير الذي تم ذكره، أما الدعم الحالي فإنه يقع على مناطق 50 بالمائة من الموجة ذاتها والواقعة على 1.2291 نقطة وأما الذي يلغي السيناريو الأخير هو اختراق السعر لمناطق المقاومة الثانية عند 1.4259 حينها يمكننا القول بأن الاتجاه لا يزال صاعدا والهدف الأول له عند مستويات 1.6 ولكن كما ذكرنا فإن مناطق المقاومة الثانية هي المفتاح الرئيسي للصعود . مفتاح الاتجاه الصاعد والذي يستهدف مناطق 1570 دولارا هو اختراق مناطق 1430 دولارا لكل أونصة. الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي لا يزال الجنيه الاستراليني يترنح في المنطقة ذاتها وذلك أمام الدولار الأمريكي حيث أغلق أسبوعه الأخير عند مستويات 1.5545 والتي تعتبر من المناطق المريحة فنيا والتي توحي بأن السعر لا يزال في طريقه لخلق موجة صاعدة وتكوين نموذج انعكاسي على الإطار الزمني الشهري، حيث أن الإغلاق الأخير حافظ على نقطة الدعم الحالية والمتمثلة بمستوى 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الشهري وبالتالي فإن هدفه الأول هو اختراق الخط الواصل بين قمتي العامين الماضيين يليها مناطق 38.2 بالمائة من ذات الموجة السابق ذكرها والواقعة على سعر 1.6426 والكفيلة ببث الكثير من الطمأنينة حول الاتجاه الصاعد لدى الكثير من المتعاملين، حيث إن المقاومة الرئيسية حينها والتي تعتبر مفتاح الصعود الطويل المدى مناطق 1.7042 والتي تعتبر القمة الواقعة بين القاعين الأخيرين والتي لها الأثر الكبير على المتعاملين حين اختراقها، وعليه فإن السعر قبل ذلك هو في تجاه هابط ويجب مراعاة أي مقاومة قوية، حيث إن الاتجاه العام يدعمها بقوة، وكما ذكرنا فإن المقاومات أمام السعر كثيرة وقوية، ويبقى الاتجاه الهابط هو المسيطر وإن كسر مناطق 1.5308 يعتبر استمرارا للهبوط ومفتاحا للوصول إلى مناطق خط الدعم الواصل بين قاعي العامين الماضيين . الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري حقق الدولار أدنى سعر له في عام 2010 في اليوم الأخير وذلك أمام الفرنك السويسري حيث هبط السعر إلى مناطق 0.9301 في نهاية التداولات وأغلق عقده الأخير عند مستويات 0.9342 ،وما أن افتتحت السنة الجديدة تداولاتها حتى انطلق شمالا ليحقق في خمسة أيام تداول ما يقارب 350 نقطة وصلت به إلى إغلاق الأسبوع الماضي عند مناطق 0.9669 ،حيث إنه من الواضح أن الارتداد الحالي عبارة عن عملية إعادة اختبار للمناطق التي تم كسرها سابقا والواقعة بين 0.9822 وبين 0.9929 ،حيث إن الإغلاق أعلى من هذه المستويات يعد إيجابيا للزوج من الناحية الفنية، وأن الإغلاق الشهري الحالي أعلى من مناطق 1.0065 يعتبر إنجازا قويا وأنموذجا إيجابيا قويا يشير إلى قرب انتهاء الموجة الهابطة ،حيث يكون شمعة Bullish Engulfing التي تشير إلى فوز ساحق للمشترين على البائعين وبالتالي فإنها رسالة واضحة للمتعاملين وللبائعين تحديدا بالتخلص من عقودهم ومراكزهم والتي سيتم إغلاقها مما يدفع بالسعر إلى أعلى مجددا. الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي كسر الدولار الأمريكي دعمه القوي جدا والرئيسي أمام نظيره الكندي حيث إن مستويات 0.9929 والتي كانت أدنى سعر للزوج في عام 2010 تعتبر في غاية الصعوبة، حيث صمدت لمدة عام كامل مع العديد من محاولات الكسر حتى حسب البعض أنها ستكون قاع الموجة الصاعدة ولكن ما حصل في اليوم الأول من تداولات العام الحالي انخفض السعر إلى مناطق 0.9888 محققا أدنى سعر له في واحد وثلاثين شهرا ،حيث من المحتمل أن يستمر الهبوط الحالي إلى أن يصل مناطق الدعم الأول عند مستويات 0.9430 المتمثلة بأدنى إغلاق شهري خلال الخمسة والعشرين عام الماضية يليها أدنى سعر حققه بنفس الفترة الزمنية والواقع على سعر 0.9056 والتي لا أتوقع أن يصلها السعر بسهولة وإن وصلها فسوف يكون في أواخر العام الحالي ،حيث من المستبعد أن يتم السماح للدولار الأمريكي بالهبوط 10 بالمائة من قيمته أمام نظيره الكندي بدون أي تدخلات من قبل صناع القرار في كلا البلدين . إن ما أود التأكيد عليه أن الدعم المكسور هو في غاية الأهمية، وأن عقود الشراء هي ضرب من المغامرة غير المحسوبة إلا إن كانت من مناطق الدعم التالية التي ذكرناها شريطة أن ترتبط بأوامر وقف خسارة حاسمة تقع أدنى من الدعوم ببضع نقاط وذلك لحماية الحساب من أي انزلاقات سعرية . مؤشر الداو جونز الأمريكي لم يستطع مؤشر الداو جونز الأمريكي كسب المزيد من النقاط خصوصا في ظل وجود تشبع شرائي واضح حيث ربح ما يقارب 120 نقطة فقط خلال الخمسة أيام تداول الماضية والتي أنهاها عند مستويات 11697 محافظا على توجهه الأخير الصاعد إلى مناطق المقاومة الأولى والتي تعتبر الهدف القادم لأي صعود والواقع على مناطق 76.4 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي عند 12430 نقطة ،حيث إنه لا تغيير في السيناريو الذي طرحناه منذ أشهر حين ارتد المؤشر من مناطق 61.8 بالمائة من الموجة ذاتها والواقعة على 11286 ،وارتد إلى أدنى إلا أنه فشل في تحقيق موجة انعكاسية مما جعلها موجة تصحيحية لصعود متواصل لأكثر من أربعة آلاف وخمسمائة نقطة، وبعد أن اخترق قمة الموجة الصاعدة السابقة على ذات الإطار لا يزال المؤشر منطلقا على ذات الوتيرة ولكن بشكل ضعيف الأمر الذي لا يمكن تجاهله. الذهب فشل الذهب في اختراق مناطق 1424 دولارا للأونصة وذلك بعد ثلاث محاولات نجحت واحدة منها في تجاوز السعر إلى 1430 إلا أنها فشلت في تحقيق الإغلاق أعلى من المستويات الأولى، حيث بقيت تلك المناطق مقاومة صعبة وشرسة للغاية في الطريق الصاعد لهذه السلعة التي لا تزال تحت ضغط كبير خصوصا وأن بعض الاقتصادات العالمية لم تتعافى بالشكل المطلوب، وذلك حسب تقارير تشرح الأوضاع الاقتصادية في تلك المناطق ،ولكن ما رأيناه خلال الأيام الخمسة الماضية من انخفاض في الذهب وصل إلى 71 دولارا في كل أونصة تدارك بعضا منها قبيل الإغلاق الأخير ،حيث ارتفع في النصف الثاني من اليوم الأخير ما يقارب 16 دولارا ليغلق أسبوعه عند مستويات 1368 دولارا وهو الأمر الذي يجب الانتباه منه، أن مناطق الدعم الأولى للسعر تقع عند مستويات 1369 دولارا ،المتمثلة بمستوى FE61.8 بالمائة من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الأسبوعي، يليها مناطق 1340 دولارا . هنا أود التأكيد على أن مفتاح الاتجاه الصاعد والذي يستهدف مناطق 1570 دولارا هو اختراق مناطق 1430 دولار لكل أونصة .