قد يستغرب البعض منا حين يقارن حجم الانعكاس الذي حصل في اليومين الأخيرين من تداولات الأسبوع الماضي وذلك في مؤشرات الأسواق المالية بالأسباب التي أدت لذلك وهنا يأتي أمامنا أحد الخيارات التالية تبريراً لذلك فإما أن تكون المؤشرات انخفضت سابقاً بشكل مبالغ به وعندما أدركت ذلك استغللت أي خبر ولو كان ضعيفاً للاستفادة منه لإعادة الوضع إلى مناطق جيدة كنوع من خلق حالة توازن في المؤشر أو أنه كان عملاً مقصوداً به رفع قيم المؤشرات وخلق حالة من التفاؤل لدفع صغار المتعاملين لمساندة الكبار في المحافظة على هذه المستويات وتأمين مشترين جُدد يتقاسمون المصيبة سوياً .. عندما ننظر إلى الأسواق المالية في الولاياتالمتحدة وأوروبا نجد أنها تسير في توجّه واحد تقريباًً بتفاوت بسيط لا يكاد يُذكر ولكن هل يعكس هذا التحرّك بشتى توجّهه إن كان صاعداً أم هابطاً الصورة الداخلية لاقتصاد تلك البلدان؟ الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني على الرغم من ارتفاعه أمام الكثير من العملات إلا أن الدولار الأمريكي انخفض بشكل واضح أمام الين الياباني الذي تغلبت قوته على قوة الدولار الأمريكي الأمر الذي أدى إلى تراجع الزوج بما يقارب 134 نقطة، حيث كان افتتاحه المتفائل عند مستويات 78.14 بعد أسبوع صاعد إلا أنه خالف التوقعات وانخفض ليغلق عند مستوياته الأخيرة 76.80 ين لكل دولار وهنا ما تجدر الإشارة لذكره أن السعر قد وصل إلى مستويات 76.30 والتي تعتبر أدنى قاع وصل له الزوج في عقود من الزمن وعليه فإن العودة إلى تلك المناطق تعطي انطباعاً كبيراً بأن الدعم الحالي لن يصمد كثيراً وأن كسره بات قاب قوسين أو أدنى والذي إن حصل فإنه سيفتح الباب للوصول إلى مستويات 73.73 تقريباً حيث إنه أول الدعوم التي من الممكن أن يقف عندها الزوج. من الواضح أيضاً أن المؤشرات التي ترافق السعر عادة توحي بعدم وجود انعكاس متوقع خلال الأيام القليلة القادمة ولكن كما ذكرنا فإنها تتبع السعر وليس العكس ولكن قد نستطيع أن نعطي ولو نسبة بسيطة لما تقوله تلك المؤشرات على سبيل الاستئناس فقط. على الرغم من تراجع نسبته إلا أنه وفي حال ثبات الدعم الحالي ودخوله موجة تصحيحية فإن الهدف الأول له سيكون عند مستويات 87.74 الواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي وللوصول إلى تلك المناطق يتوجّب على السعر أن يخترق خط الميل السعري الهابط على ذات الإطار المذكور أعلاه والقادم منذ ثلاث سنوات. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري كانت بدايات التداول في الأسبوع المنصرم مخيّبة للآمال والتي هبط بها الدولار الأمريكي إلى مستويات لم يشهدها من قبل وذلك أمام الفرنك السويسري، حيث وصل جرّاء الضغط بأول يومين إلى مستويات 0.7111 التي ما لبث السعر أن وصلها إلا أنه ارتد منها بشكل عنيف في الأيام الثلاثة الباقية من تداولات الأسبوع وكانت حصيلة الارتداد 663 نقطة إلى أن وصل إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مناطق 0.7774 والذي كسب به فعلياً ما يقارب المائة وخمسة وتسعين نقطة وهو ما نسبته قرابة ال 2.5 بالمائة من قيمة افتتاح الفترة الزمنية والجدير ذكره أن إغلاق الشمعة الأسبوعية جاءت على نموذج انعكاسي يطلق عليه Bullish Hammer والتي تعدّ من الإشارات القوية خصوصاً في موقعها الحالي في أدنى موجة هابطة ولكن ما يؤكد قوتها وتفعيلها خلال الفترة القادمة هو الشمعة الأسبوعية القادمة، حيث إنه فيما لو صمد الدعم الحالي ولم يتم كسره فإنما ستعتبر هذه المستويات مناطق دعم رئيسية نظراً لهذا الارتداد الكبير والأفضل يكون بتحقيق إغلاق أعلى من أعلى مستوى تم تحقيقه في هذه الشمعة 0.7785 ويكون بذلك قد أعطى إشارة البدء للدخول في موجة تصحيحية للهبوط المستمر منذ منتصف العام الماضي. إنه وفي حال ثبات الدعم الحالي فإن الهدف الأول للصعود هو مستويات 0.8200 الواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي يليها في حال الاختراق مستويات 0.8876 والواقعة على حاجز 38.2 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه ولكن لا أعتقد أنه من السهل الوصول إلى المستوى الثاني خصوصاً في ظل وجود من مخاوف كبيرة من انخفاض قيمة الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى. مؤشر الداو جونز الأمريكي أثار انخفاض مؤشر الداو جونز الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي إلى مستويات 10588 نقطة حفيظة الكثير من المتعاملين بشتى مستوياتهم مما دفعهم للجم ذاك الهبوط بعمليات شراء كبيرة أعادته إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مناطق 11269 نقطة، وبذلك يكون المؤشر قد خسر مائة وأربعاً وستين نقطة فقط وهو ما نسبته 1.4 بالمائة من قيمة المؤشر عند الافتتاح ومن الواجب ذكره أن الانخفاض جاء في اليوم الأول من التداولات ليصل في اليوم الثاني إلى تراجع وصل إلى ما يربو على 845 نقطة، حيث دخل حينها مسار عرضياً بسيطاً بقية الأسبوع وهو على ما هو عليه منذ ذاك الوقت وعلى الرغم من هذا الارتداد الكبير الذي وصلت قيمته إلى قرابة سبعمائة نقطة إلا أن التوقعات تشير إلى بقاء المؤشر ضمن المستويات الحالية ولا يحقق قاعاً جديداً لهذه الموجة الهابطة خصوصاً بعد إغلاقه عند المستويات المذكورة أعلاه والتي تأتي دون مستويات المقاومة الأولى للمؤشر والواقعة عند 11397 نقطة والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي، كما أنه من المتوقع أيضاً ألا يتجاوز في صعوده خلال الأسبوع القادم مستويات 11950 والتي إن عاد إليها فإنما سيعود من باب إعادة اختبار مناطق دعم تم كسرها سابقاً. إن اللافت ذكره أن مؤشر الداو جونز قد كسر قبل أسبوعين خط الميل السعري الصاعد والقادم منذ سنتين ونصف السنة، وهو كسر يجب ألا يتم إهماله مطلقاً حيث إنه من الإشارات القوية جداً فيما لو حافظ على كسره تلك المستويات. الذهب بلا مبالاة وبشكل عنيف جداً اخترقت أسعار الذهب مستويات المقاومة العنيفة التي كانت من الممكن أن تكبح صعود الأسعار الجنوني والتي تتمثل بحاجز FE100 بالمائة من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي تأتي عند مستويات 1694 دولاراً، حيث لم يقف عندها ولم يُعرها أي انتباه بل تجاوزها ليصعد بشكل متواصل إلى أعلى قمة تاريخية تم تحقيقها إلى الآن عند مستويات 1814 دولاراً للأونصة الواحدة قبل أن يتراجع في اليومين الأخيرين من تداولات الأسبوع الماضي إلى مستويات 1745 دولاراً للاوقية بنسبة بلغت 5ر1 بالمائة دولار، ورغم تراجعه فإن المعدن الاصفر يُنهي الاسبوع على مكاسب قدرها 3.6 بالمائة مضيفاً ما يعادل 61 دولاراً وهو ارتفاع جيد خصوصاً في مثل هذه المستويات السعرية، كما انه مرتفع بنسبة 22 بالمائة عن مستواه في بداية العام بفعل المخاوف بشأن النمو ومستويات الدين في كل من الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو. ومن الواضح تماماً أن الطلب على الذهب بات كبيراً بالرغم من وصول أسعاره إلى أرقام مبالغ بها إلا أنه لا بديل عنه في الأوقات الحالية خصوصاً في أزمة تتعلق في قيمة الدولار الأمريكي نفسه إضافة إلى تخفيض التصنيف الائتماني وسقف الدَّين الذي تم رفعه باللحظات الأخيرة والذي إن أوحى لشيء فإنه يوحي إلى عدم اتفاق بين صُناع القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية الأمر الذي دفع الأسواق إلى التراجع بشكل كبير وارتفاع أسعار الذهب بالمقابل وذلك جراء المخاوف التي سكنت عقولهم من عدم اتفاقهم في مرة قادمة والتي ستكون بلا شك ضربة قاسمة لا هوادة فيها. [email protected]