كثرة الأحداث التى يشهدها الاقتصاد العالمي ثمثل وقعا سيئا في نفوس الكثير منا وخصوصا المتعاملين في أسواق المال إن كانت محلية أو عالمية حيث إنه عندما نشاهد أسواق المال العالمية تغلق على انخفاضات حادة مصحوبة بمخاوف عالمية من المصير المجهول للوضع الاقتصادي في الولاياتالمتحدة الأمريكي بالإضافة إلى وجود إشاعات حول احتمالية إفلاسها وبعض التحليلات التي تقول: إن الإفلاس مرتبط بانهيار الدولار الأمريكي وإن انهيار قيمته يعني إفلاس الكثير من دول العالم وغالبية الدول العربية لارتباطها بالدولار ويقوم الإعلام بتهويل الموضوع كما لو أننا على أبوابه فعلا. فهل يعقل أن تكون النهاية بهذه البساطة؟ من المضحك جدا أن نشاهد المسرحية الهزلية التي صورها الإعلام الغربي حول اتفاق وعدم اتفاق بين الحكومة الأمريكية ومجالسهم حول رفع سقف الدين العام والتي كانت الموافقة نتيجتها الحتمية لمن له فكرة حول الأسلوب الذي تم اتباعه وهو الضغط لآخر لحظة من أجل الحصول على أكثر تنازلات من الفئة الحاكمة هناك. إن المشكلة الأكبر حاليا هي الضغط النفسي والعصبي الذي يمر به المتعامل مما يدفعه لاتخاذ قرارات عشوائية غير مدروسة مطلقا وعليه فإن النصيحة هي الابتعاد عن الأسواق في هذه الفترات وأخذ عطلة بعيدا عن الضوضاء. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني حافظ الدولار الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي على مستويات الدعم الرئيسي الأول له أمام الين الياباني والذي يقع عند مستويات 76.49 ين لكل دولار والتي تتمثل بالقاع الأدنى الزوج خلال العقود الماضية حيث هبط دونه بعشرين نقطة ولكن سرعان ما تراجع السعر عن ذاك الهبوط وعاد إلى فوق مستويات الدعم المذكور وكانت إشارة كافية للمتعاملين ليطمئنوا حول الاتجاه القادم للزوج حتى لو كان تصحيحيا للموجة الرئيسية الهابطة والمستمرة منذ أكثر من مئتي أسبوع ... إن الارتداد الأخير كان جيدا حيث وصل بعد إغلاق الأسبوع الأخير من التداولات عند مناطق 78.47 يكون قد أضاف الدولار الأمريكي ما قيمته 132 نقطة أمام الين علما أنه وصل إلى مستويات 80.24 إلا أنه تعرض لعمليات بيع شديدة أعادته سريعا إلى ما هو عليه الآن وهنا أود التنويه على أهمية الدعم الحالي حيث إن صمد لبضعة أسابيع قادمة فسوف تزداد احتمالية دخوله في موجة تصحيحة صاعدة تخترق المقاومة العنيفة الحالية والمتمثلة بخط الميل السعري الهابط والقادم منذ منتصف العام 2007 وذلك على الإطار الزمني الأسبوعي والذي إن تم فإنه مفتاح الصعود إلى مستويات 87.74 التي تقع عند حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على ذات الإطار وعليه فإنه لابد من أخذ الحيطة في اتخاذ أي قرار أكان بيعا أم شراء حيث يجب أن يقترن بأمر لوقف الخسارة. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري تراجع الدولار الأمريكي بما قيمته 264 نقطة أمام الفرنك السويسري وهو ما نسبته 3.3 بالمائة من قيمة افتتاحه للأسبوع الماضي الذي كان عند مستويات 0.7919 والذي بدأ هبوطه العنيف في اليومين الأولين إلى أن دخل في مسار جانبي في الأيام الثلاثة البقية ليغلق أسبوعه الماضي عند مستويات 0.7655 نقطة والتي تقع في منطقة كنا قد أشرنا سابقا إلى احتمالية الوصول إليها .. إنه وعندما نضع أحد أدوات فيبوناتشي وهي المروحة على الإطار الزمني الشهري وجدت أن الشهر الماضي أغلق دون مستويات 50 بالمائة من مستويات المروحة والتي كانت كفيلة إضافة إلى الأوضاع الإجمالية التي يمر بها الدولار الأمريكي بتحقيق مزيد من الضغط على الزوج وليفتتح الدولار اسبوعه الأول من الشهر الحالي بهذا الهبوط الذي يمكن اعتباره جيدا خصوصا وعند وصوله إلى هذه المستويات ولكن وحسب ما أوضحت في مقالات تحليلية سابقة أن احتمالية وصول الدولار الأمريكي أمام الفرنك السويسري إلى مستويات 0.7200 تقريبا وهو مرهون في الوقت الحالي بإغلاق الشمعة الشهرية الحالية دون مستويات 0.7676 تقريبا أما إن كان الإغلاق فوقها فقد يعطي إشارة جيدة للمتعاملين. ما يجب الإشارة إليه أن مؤشر ال MACD على الأطر الزمنية الشهرية والأسبوعية واليومية لم يعطِ إي إشارة إيجابية بل على العكس تماما فجميعها يأتي داعما لسيناريو استكمال الهبوط وعليه فإنه يجب الحذر الشديد من الدخول في أوامر شرائية عند هذه المستويات قبل أن يطفو على السطح أحد النماذج السعرية التي تدعم انتهاء الموجة الدافعة الحالية وبداية موجة تصحيحية. مؤشر الداو جونز الأمريكي تهاوى مؤشر الداو جونز الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي بشكل عنيف حيث ارتفع باليوم الأول إلى مستويات 12320 نقطة التي تلقى الضربة القوية عندها والتي أدت إلى هبوطه شبه المتواصل إلى مستويات 11139 نقطة أي بما قيمته 1181 نقطة وهو ما نسبته 9.5 بالمائة من أعلى تداول له في الأسبوع الماضي ولكن ما يمكننا قوله إن صافي خسارة المؤشر خلال ذات الفترة كانت 700 نقطة وهو ما نسبته 5.7 بالمائة تحديدا حيث إنه بعد أن هبط إلى المستويات 11139 بدأ الارتداد بشكل بسيط في اليوم الأخير من التداولات وذلك إلى مستويات 11444 نقطة ليغلق عندها. إن اللافت ذكره أن الإغلاق عند هذه المستويات يأتي إيجابيا بالرغم من الهبوط العنيف كونه جاء فوق مستويات الدعم الرئيسي الحالي والواقع على مستويات 11397 نقطة والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي إن كسرها سوف تفتح الباب على مصراعيه للوصول إلى مناطق 10450 نقطة والواقعة على حاجز 38.2 بالمائة من الموجة السابق ذكرها على الرغم من عدم ترجيح السيناريو الأخير المتمثل بالكسر لدى الكثير من المتعاملين إلا أننا ومن خلال التحليل الفني أشرنا في تحليلنا السابق إلى احتمال هبوط المؤشر إلى المناطق الحالية وبالفعل قد هبط المؤشر بأسبوع واحد إلى هذه المستويات أما الآن فننتظر سلوك المؤشر خلال الأسبوع القادم لنتمكن من ترجيح أحد الخيارات على الآخر . الذهب سعراً قياسيًا جديدًا حققه الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بوصوله إلى مستويات 1682 دولار للأونصة الواحدة في إطار الموجة الصاعدة التي تستهدف وصوله إلى الهدف الأول له عند مستويات 1694 دولارا الواقعة على حاجز FE100 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي حيث جاء الارتداد قبل أن يصلها باثنى عشر دولارا فقط وتراجع السعر في اليوم ذاته إلى مستويات 1646 دولارا قبل أن يقوم في اليوم الأخير من التداولات بالارتفاع مجددا إلى أسعار إغلاقه الأخير عند مستويات 1661 دولارا. إن المخاوف الكبيرة لدى الحكومات ومن ثم البنوك وكبار المتعاملين من المصير المجهول الذي ينتظر الدولار الأمريكي جعلهم يلجأون إلى تحويل دولاراتهم إلى أونصات ذهبية حيث أن وقت الانهيارات يبقى الذهب ذهبا وتبقى الأوراق أوراقا. في ظل وجود تلك المخاوف وعدم وجود ما يلغيها من خلال إرادة وعزيمة صلبة لدى الحكومة الأمريكية مع اتخاذ قرارات تاريخية تساعد في لجم التكهنات سوف يبقى الذهب في حالة صعود وقد يستهدف مستويات فوق حاجز 1900 دولار للأونصة فيما لو تدهور الوضع أكثر. لقد تأصلت فكرة تأجيل الكارثة في عقول غالبية هؤلاء ولم يعد هناك ثقة في صاحبة الورقة الخضراء وعليه فإنه وعلى حسب تقديرهم أن الحلول الحالية التي تقدمها الإدارة الأمريكي لن ترقى لحل المشكلة من جذورها وإنما تأجيل الكارثة إلى وقت آخر حيث إنه السيناريو المتبع منذ أن بدأ الدين العام الأمريكي بالظهور بهذا الشكل المقلق. [email protected]