في عام 1983ميلادي توجهت إلى مكتب أخي وصديقي الأديب الكاتب شاكر الشيخ بمقر جريدة اليوم في الدمام لأعرض عليه أول قصة قصيرة أكتبها، قابلني الرجل الذي كان ذائع الصيت، بتواضع كبير وبترحاب وأشعرني أنني أنتمي إلى الوسط الثقافي رغم أنني كنت في بداية الطريق . وبعد مناقشتي في القصة وكان عنوانها " وردة ذبلت " فوجئت بأنه يقول إنها صالحة للنشر. ولم يكتف بذلك بل قال كلمات كانت دافعاً قوياً لي للاستمرار في الكتابة الأدبية، ورغم مرور قرابة الثلاثين عاماً على تلك المقابلة لا تزال كلماته ترن في أذني : " استمر فسيكون لك مستقبل في ميدان القصة القصيرة ". فجِعتُ كما فُجِع كل محبيه وأصدقائه وتلامذته بنبأ رحيله، وسالت الدموع حارة تنعى أخا وصديقا، وكاتبا وأديبا، وقبل كل ذلك انسانا. أستاذ في أفضاله وكريم في أخلاقه وعظيم في شمائله أجمع الناس على محبته فأسكنوه في قلوبهم. لا شك أنه سيترك فراغاً كبيرا يصعب سده وندعو الله له بالرحمة والمغفرة.