فجع الوسط الأدبي والتربوي يوم أمس بوفاة الأديب المكي الأستاذ حسين بن عاتق الغريبي رحمه الله بعد مشوار طويل وحافل في ميدان التربية والتعليم ودراسة الأدب والتاريخ والتأليف الأدبي والتربوي والتاريخي، وقد أديت الصلاة عليه بعد عصر أمس بالمسجد الحرام ووري الثرى بمقابر المعلاة بمكةالمكرمة بحضور حشد كبير من المشيعين من محبيه. وعبّر عدد من التربويين والأدباء عن حزنهم العميق لرحيل الأديب والتربوي حسين الغريبي، معددين مآثره الكثيرة وخدماته للتربية والتعليم والأدب. كان أديبًا حاذقًا بداية قال التربوي سليمان بن عواض الزايدي: رحم الله الفقيد فقد كان تربويًا مخلصًا وأديبًا حاذقًا وكاتبًا بارعًا اشتغل بالهم التربوي والتعليمي واشتغل كذلك بالأدب وكلاهما نهض فيهما بأعمال جليلة ومتميزة فقد كان كاتبًا صحفيًا وهو لا يزال في حقل التربية والتعليم ثم كاتبًا ومشرفًا على ملحق صحيفة الندوة الأدبي ثم مشرفًا ثقافيًا باثنينية عبدالمقصود خوجة وله العديد من المؤلفات التربوية والأدبية والكتابات التاريخية، كما كتب الشعر وأجاده، ونحن هنا لا نملك له إلا الدعاء بالمغفرة والرضوان ولأهله حسن العزاء. متذوقًا للشعر وقال الكاتب الدكتور عاصم حمدان: عرفت الفقيد حسين الغريبي منذ ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن، كان حاضرًا في مجالات عدة منها التربية وهو ميدانه الأساس فقد كان مربيًا ومعلمًا عرفته أجيال متتابعة في مكةالمكرمة كما عرفته منتدياتها الأدبية وعندما تسلم ملحق الندوة الأدبي قبل ما يقرب من عقد من الزمن استطاع أن ينهض به ويذكرنا بالملحق في التسعينيات الهجرية برعاية الدكتور صالح بدوي، وشارك بقلمه في قضايا أدبية ونقدية عديدة في هذا الملحق وسواه ثم انتقل لجدة وكان أحد العاملين في اثنينية الوجيه الشيخ عبدالمقصود خوجة واستطاع أن يخرج بعض المؤلفات التي رعاها مؤسس الاثنينية وشاركته في اللجنة التي اختارها الشيخ عبدالمقصود لجمع تراث الأديب حمزة شحاتة وكان من أكثر الأعضاء عطاء ومن أكثرهم قدرة على تذوق الشعر والكلمة الأدبية الرفيعة حتى خرجت أعمال الأديب حمزة شحاتة في ثلاثة أجزاء وبذلك خُلدت أعمال الأديب المكي حمزة شحاتة من خلال هذه المجلدات في ذاكرة الأدب السعودي واليوم نفقده وقد درس جيل الرواد وساهم في النتاج الأدبي في مختلف مجالاته والعزاء لأسرته والاثنينية وأصدقائه ومحبيه. معلم ناجح كما قال سهل المطرفي: عرفت الفقيد منذ عام 1381ه عندما كنت في إدارة التعليم بالعاصمة المقدسة وكان معلمًا ناجحًا في المدرسة المحمدية ثم مديرًا لها وهي أول مدرسة يديرها واستمر فيها سنوات طويلة وكان ناجحًا في كل عمل أسند إليه واشتغل كذلك في الأدب والتأليف حيث اشتغل في هذا المجال كثيرًا وأنتج العديد من المؤلفات التربوية والتاريخية والأدبية كما اشتغل بكتابة المقالة الصحفية المتميزة. نقي السريرة من جهته قال الشاعر مصطفى زقزوق: عرفت صديقي وأخي الوقور الأستاذ حسين الغريبي رحمه الله في مرحلة الصبا حينما كان معلمًا متميزًا في المدرسة المحمدية وارتبطت علاقتي به في دراسة الأدب وأصوله وكان عملاقًا نقي السريرة صافي القلب فلم أسمع منه يومًا ما يخرج عن وقار الأديب المثقف فهو من أهل التقوى والصلاح نسأل الله له المغفرة والرحمة . مربّي الأجيال وقال الشاعر فاروق بنجر: أبكيه أبكيه.. صديقي ورفيق درب المنار التربوي والآفاق الأدبية وأصباح وأماسي الإبداع الأدبي مربّي الأجيال الأديب والكاتب والشاعر والمثقف والباحث الأدبي والتاريخي الأستاذ حسين الغريبي وقد لبّى نداء ربه في عافية فجر أوقاته مصليًا راكعًا ساجدًا محلقًا في مناجاة الرحمن وطاعته فهنيئًا لصاحبي حسن الخاتمة بعد أن أمضى زمنًا طويلًا في خدمة التربية والتعليم وتخرّج على يديه أجيال.. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته .