كشفت صحيفة عراقية الأثنين أن بغداد وواشنطن توصلتا إلى شبه اتفاق لتمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق حتى نهاية عام 2016. ونشرت صحيفة «المدى» اليومية المستقله تقريرا تناولت فيه مذكرات سرية حصلت عليها تظهر «وجود نقاش مكثف بين الحكومتين العراقية والأمريكية بهذا الصدد للتوصل إلى عقد اتفاقية تكون بشكل عقد خاضع للقوانين المحلية من أجل الاستخدام المؤقت لقطع معينة من الأراضي العراقية من قبل سفارة الولاياتالمتحدة لغرض دعم البرامج الدبلوماسية المشتركة والتي تتضمن المساعدة العسكرية وتدريب الشرطة والتدريب القضائي ومشاريع التنمية الاقتصادية». وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية اقترحت على الجانب العراقي «استخدام الأراضي وفقا للقانون العراقي وموافقة وزارة الخارجية على السماح لسفارة الولاياتالمتحدة باستخدام العقارات المبينة مع ملحقاتها على أساس الاستخدام بمقابل سنوي دعما لبعثة الولاياتالمتحدة في البلاد». وأوضحت الصحيفة ان المذكرة حددت مواقع وجود القوات الامريكية بعد انتهاء الاتفاقية في مدن البصرة في موقع القنصلية المؤقتة وموقع البصرة للطيران أما في كركوك والموصل فيكون في موقع السفارة في هاتين المحافظتين في حين سيكون تواجدهم ببغداد في منشأة تدريب الشرطة بالقرب من كلية الشرطة في بغداد ووزارة الداخلية وموقع بغداد للطيران داخل مطار بغداد ومنشأة دعم السفارة بالقرب من السفارة داخل المنطقة الدولية وفي أربيل يتركز التواجد في منشأة دعم للقنصلية بالقرب من مطار أربيل وداخل مطار أربيل. وأشارت المذكرة إلى أن مدة استخدام الأراضي تنتهي «بتاريخ 31 ديسمبر عام 2016 ويمكن تمديد فترة الاستخدام بعد موافقة الطرفين على ذلك». وأفادت الصحيفة بأن المذكرة تشير إلى أن وزارة الخارجية العراقية «تتعهد بأنها مخولة على نحو واف بتنفيذ ما ورد في هذه المذكرة والوفاء بالالتزامات الواردة فيها وان هذه المذكرة لا تتعارض مع حقوق وزارة الخارجية أو أية جهة حكومية أخرى ومعالجة موضوع حقوق الأفراد وملكيتهم للعقارات إن وجدت». وقال ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي امس في أول زيارة له للعراق ان الولاياتالمتحدة قلقة من تسليح ايران لمتشددين عراقيين وانها قد تتحرك بشكل منفرد اذا لزم الامر للتعامل مع هذا الخطر. وقال بانيتا: نحن قلقون للغاية بشأن ايران والاسلحة التي تقدمها لمتطرفين هنا في العراق. ونحن نرى نتائج هذا. في يونيو خسرنا عددا كبيرا من الامريكيين نتيجة هذه الهجمات. ولا يمكننا ببساطة ان نقف مكتوفي اليدين ونسمح باستمرار هذا. من جانبه لوح مقتدى الصدر، بإعادة تفعيل إحدى الوحدات المسلحة التابعة له حال لم تنسحب القوات الأمريكية، كما هو مقرر، في الموعد المحدد بنهاية العام الحالي، مبقياً التجميد على «جيش المهدي» القائم منذ عام 2008، في تهديد تزامن مع الإعلان بأن بغداد ستقرر خلال الأسبوعين المقبلين مصير القوات الأمريكية. وقال زعيم التيار الصدري، في بيان، إنه قرر عدم إعادة جيش المهدي التابع له إلى العمل، جراء زيادة المفاسد بين صفوف القوة، التي تعتبر الجناح المسلح للتيار ولديه كتلة برلمانية مؤلفة من 39 عضواً، وسبق وأن خاضت معارك ضارية ضد القوات الأميركية. ورجح الصدر إعادة تفعيل إحدى وحداته قائلاً: «أجعل العمل العسكري منحصرا ب (لواء اليوم الموعود) فقط في حال عدم انسحاب الاحتلال من ارض العراق». وشدد على أن «تجميد جيش المهدي سيبقى سارياً حتى في حال عدم انسحاب الاحتلال». وفي إبريل الماضي، هدد الصدر بإعادة تفعيل جيش المهدي إذا لم تنسحب القوات الأميركية في الموعد المحدد، وذلك بعد أن كان جمد أنشطة هذه الميليشيا في أغسطس 2008 اثر مواجهات دامية مع قوات الأمن العراقية. أوضحت الصحيفة ان المذكرة حددت مواقع وجود القوات الامريكية بعد انتهاء الاتفاقية في مدن البصرة في موقع القنصلية المؤقتة وموقع البصرة للطيران أما في كركوك والموصل فيكون في موقع السفارة في هاتين المحافظتين في حين سيكون تواجدهم ببغداد في منشأة تدريب الشرطة بالقرب من كلية الشرطة في بغداد ووزارة الداخلية وموقع بغداد للطيران داخل مطار بغداد وبأواخر يونيو الفائت، قال الناطق باسم الجيش الأمريكي، العقيد باري جونسون إن تصريحات الصدر في الآونة الأخيرة تشير إلى انه يفضل العنف على المشاركة في عملية ديمقراطية سلمية. وتابع «إنه ذات الموقف الذي سبب الكثير من العنف للشعب العراقي في الماضي». ومؤخراً، وجه الصدر، «رسالة شكر» إلى أتباعه، بعدما لوحوا بشن هجمات عسكرية ضد القوات الأمريكية. والأسبوع الماضي، تحدث مسؤولون أمريكيون عن وجود أدلة قوية على استخدام المليشيات الشيعية في العراق لأسلحة إيرانية، لمهاجمة القوات الأمريكية هناك، في تصريح تزامن مع بدء قوات الأمن العراقية حملة ضد تلك الجماعات بالقرب من الحدود الإيرانية. وصرح أحد المسؤولين لCNN، بأن مواد عثر عليها في أعقاب الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية«إيرانية المصدر»، وهو ما يؤكد مزاعم الجيش الأمريكي بأن تلك الفصائل المسلحة مدعومة من قبل إيران، وهو ما نفته طهران مراراً. ودفع تصاعد الهجمات ضد القوات الأمريكية بشهر يونيو الماضي ليصبح أكثر الشهور دموية في العراق منذ عام 2008، حيث قتل 14 جندياً، وفق حصيلة خاصة بCNN. ومن المقرر أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق نهاية 2011، بموجب اتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن. ولدى الولاياتالمتحدة في العراق اليوم أكثر من 46 ألف جندي، علماً أنها كانت قد نشرت في ذروة العمليات العسكرية في ذلك البلد عام 2007 ما يفوق 170 ألف جندي.