نقرأ في حياتنا اليومية ونعيش كثيرًا من المتناقضات العجيبة بيننا وبين الأممالغربية في حضارتهم وتقدّمهم وقد يتساءل البعض: لماذا هم متفوقون ولماذا نحن متقهقرون ؟؟؟ وقد أدركت السبب في حقيقة عايشتها قد آلمتني كثيرا وهدّت من عزمي وأصبحت لفترة من الزمن أعيش بسوء الظن بعدما كنت مشهورة بأنني أتهم بحسن الظن مع جميع الخلائق، كنت في الحقيقة أرجو أن أعود لتلك النفس التي لم تكن تحمل أي مشاعر سلبية لأحد وكنت أحمد الله أنني أنام وألا أحمل أي حقد أو حسد أو كراهية لأي خلق من عباد الله أو للمجتمع الذي أعيش فيه لأنني كنت أحس بأني أعيش آمنة مطمئنة لحقوقي العامة والخاصة إلى اليوم الذي ناقشت فيه الماجستير بحمد الله، وانتظرت الترقية من وظيفة معيد إلى وظيفة محاضر مع العلم أن بعض الزميلات في القسم قد حصلن عليها في ظرف شهر واحد من مناقشتهن وانتظرت سنة وراء سنة وراء سنة وراء سنة وراء سنة وراء سنة، والحمد لله هذا لم يثنني عن تكملة الدكتوراة والحصول عليها من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتقدير ممتاز وعنوان الرسالة شاعر الأقصى يوسف العظم دراسة في الموضوع والبنية الفنية ولكن توقف الراتب عن الزيادة لمدة عشر سنوات بحجة أنني لم آخذ درجة محاضر وحتى تعييني على رتبة أستاذ مساعد في محرم عام 1430 ه .. أي لم أحصل على مرتبة محاضر لمدة عشر سنوات ولا أي امتيازات معه، ولمزيد من إحباط أنظمتنا العربية العجيبة أنه قد جاءتني دعوة من الجامعة الإسلامية بماليزيا في مؤتمر (التعليم العالي في الجامعات الإسلامية آفاق وتحديات) للقيام بعمل بحث واخترت من بين محاور المؤتمر المحور (إدارة الجودة في الجامعات / معايير التصنيف) وتم قبوله من قبل الجامعة الإسلامية بماليزيا في كوالالمبور إلا أن الجامعة رفضت إرسالي إلى هناك على حسابها بحجة أنني لم آخذ درجة محاضر أو أستاذ مساعد مع العلم أن مناقشتي رسالة الدكتوراة تاريخها في يوم الاثنين 2/4 /1429ه وموعد المؤتمر بعده بأسبوع أي أنني ناقشت الدكتوراة قبل موعد المؤتمر فتخيل أخي القارئ أي إحباط قد يصيب إنساناً بلحم ودم وعقل إن كانوا بهذا الإهمال. إن معاملة بعض الأكاديميين في جامعاتنا العربية تجعل منه زائراً للمستشفيات النفسية على أقل تقدير، وقد كان هذا الأمر دافعاً كبيراً كي أتقدم بالتقاعد المبكر من الجامعة وحتى هنا واجهني الإحساس بالظلم لأن المعيد ليس له أي حقوق خدمة وهكذا ظلمت مرات كثيرة وحتى بعد التقاعد لم أعط الأثر الرجعي، بينما نجد في ألمانيا، وقد وصلني خبر عن أخت عربية تعمل في جامعة ألمانية ناقشت رسالتها في الدراسات العليا واحتراماً من جامعتها الألمانية وتقديراً لها لم تقم من كرسي المناقشة إلا وقد أعطيت لها الدرجة التي تستحقها مع تغيير راتبها ومسمى وظيفتها.. كل هذا في نفس الوقت أي بعد بضع دقائق من انتهاء المناقشة، فالغرب يحترمون عقولنا العربية ونحن العرب نحطم ونهمش عقول أبنائنا وبناتنا !!! فأي متناقضة هنا، أي عجيبة هنا، ولكن بعد هذا الخبر الذي سمعته أخي القارئ أنصحك بألا تسأل لماذا هم في ألمانيا متقدّمون وجامعاتنا العربية في انحسار وتقهقر، وإذا استمر الحال بتهميش الأكاديميين وأصحاب العقول فلا أقل من أن هؤلاء بدلاً من أن يكونوا داعين للسلام والحكمة والروية لمجتمعاتهم، أن يكونوا عكس ذلك ويا رب استر.