لم تثر الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر العربية» في دوراتها الماضية (الثلاث)، ما أثارته في قائمتها القصيرة لهذا العام من تباين في وجهات النظر، بل ومن مخاوف أججها وصول اثنين من الكتاب المغاربة إلى القائمة القصيرة، التي ضمت ست روايات. وتخوف عدد من المثقفين والروائيين المصريين من حدوث عملية توازنات إقليمية تتمثل في إهداء جائزة هذا العام لروائي مغربي، بعد فوز مصر بأول دورتين، وحصد المملكة لجائزة الدورة الثالثة. ورغم تجدد الجدل كل عام حول الجائزة، إلا أن استبعاد الأسماء الكبيرة هذا العام من المنافسة عليها وخروج روائيين أمثال المصري خيري شلبي والجزائرى واسيني الأعرج وفواز حداد، أكسب الجائزة وفريق تحكيمها حيادية وشجاعة. ورفض الروائي خيري شلبي التعليق على خلو القائمة القصيرة من روايته «إسطاسيه»، وقال : «أتمنى أن تذهب الجائزة لمن يستحقها»، لأنه لم يقرأ الأعمال المرشحة، وإن كانت تستحق التوقف. وأشار القاص إبراهيم أصلان إلى أنه ليس منطقيا أن يتمنى فوز أحد وهو لم يقرأه، وقال : «قرأت بعضها»، متمنياً أن «تذهب الجائزة لمن يستحقها». وقالت الروائية سلوى بكر: «الاعتبار الفكري والأدبي يجب أن يكون هو المعيار في الرواية الفائزة، وما يتردد عن ذلك لا يجوز فنياً»، مضيفة أن «العمل الأدبي هو الذي يفرض نفسه على الساحة بغض النظر عن كون كاتبه رجلا أو امرأة». ويثير فوز مصر بالدورتين الأوليين والمملكة بالثالثة، مع وجود روايات تنافس في القائمة القصيرة من كلا البلدين علامة استفهام حول شجاعة لجنة التحكيم. ففوز واحدة من هذه الروايات الثلاث، سيعني أن الجائزة وقعت في مأزق الاحتكار السعودي المصري، بينما استبعاد أي من هذه الروايات سيجعل الجائزة متهمة بأن التوزيع الجغرافي كان سبباً في استبعاد أسماء لها الأحقية في الفوز. ويرفض الناقد عبد الناصر حسن التعليق على الجائزة أو توقع الفوز لأحد الأعمال المتقدمة، مكتفيا بقوله: إن الجوائز العربية الآن أصبح فيها الكثير مما يشوبها. أما الروائية هالة البدري فأكدت أنها لا تشعر بأي قلق من وجود سياسة توازنات في نسخة هذا العام، مشددة على أن العمل الجيد يفرض نفسه أيا كانت السياسات. يذكر أن الروايات الست المنافسة على الجائزة في دورتها هذا العام، هي: «القوس والفراشة» و»معذبتي» للمغربيين محمد الأشعري وبنسالم حميش، و «رقصة شرقية» و «بروكلين هايتس» للمصريين خالد البري وميرال الطحاوي، و «طوق الحمام» للسعودية رجاء عالم، و «صائد اليرقات» للسوداني أمير تاج السر ، وسيكون إعلان الرواية الفائزة في 14 مارس المقبل.