فيما أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن قوات نظام الأسد استخدمت أسلحة كيميائية، مثل الكلور بشكل منهجي في مدن سوريا وأريافها. وقصف طيران النظام السوري أمس مخيمًا للنازحين بجوار الحدود الأردنية ما ادى إلى مقتل 20 شخصًا على الاقل أغلبهم من الاطفال والنساء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود عيان رووا أن مروحيات بشار الأسد أسقطت قبل فجر الأربعاء عدة براميل متفجرة على المخيم في قرية الشجرة على مسافة كيلومترين من الحدود الاردنية. وقال أبو محمد الحوراني المزارع في القرية: أنه ساعد في نقل الجثث بعد الغارة. «النساء كن يولولن بهستيريا بعد أن رأين أطفالهن القتلى على الأرض». ونزحت مئات الأسر إلى البلدة الحدودية في ريف درعا هربًا من القصف الأهوج الذي يقوم به طيران الأسد ومدفعيته في الاشهر الاخيرة في مناطق من جنوبسوريا، حيث يواصل حملة قصف جوي أدت الى مقتل نحو الفي مدني بينهم حوالى 500 طفل منذ مطلع 2014، وقد قصف خلال الأيام الثلاثة الماضية أحياء في مدينة حلب فسقط عشرات القتلى، وأتبعها أمس بقصف ببراميل الموت على حي الأنصاري في مدينة حلب. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن «جميع الضحايا من المدنيين، وهم اشخاص هربوا من اعمال العنف في مناطق اخرى من محافظة درعا» الحدودية مع الاردن. وأغلق الأردن حدوده مع سوريا في العام الماضي بعد أن استقبل مئات آلاف اللاجئين السوريين. وتسمح سلطات عمان حاليًا لأعداد قليلة من اللاجئين بالدخول إلى الأردن عبر معبر حدودي تموله الأممالمتحدة في منطقة نائية قريبة من الحدود مع العراق، وتقول وكالات إغاثة: إن اللاجئين يعانون لأيام قبل الوصول إلى وجهتهم. وأدى النزاع السوري المستمر منذ أكثر من ثلاثة اعوام الى نزوح ما يقارب نصف عدد سكان البلاد البالغ 23 مليون شخص، بينهم نحو ثلاثة ملايين لجأوا الى الدول المجاورة، لا سيما الاردن ولبنان وتركيا. كما ادى النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011 الى نزوح نحو ستة ملايين شخص داخل سوريا، تقيم غالبيتهم في ظروف انسانية صعبة ومخيمات عشوائية تفتقر الى ادنى مقومات الحياة. في حمص (وسط) افاد ناشطون ان قوات الأسد المدعومة من حزب الله اللبناني والشبيحة والمرتزقة قصفت بصواريخ ثقيلة حي الوعر، آخر الاحياء التي يسيطر عليها الثوار في ثالث كبرى مدن البلاد. وكان نظام الاسد والثوار توصلوا في آيار/مايو الى اتفاق شرفت عليه الاممالمتحدة، قضى بخروج قرابة الفي مقاتل من احياء حمص القديمة بعد حصار استمر عامين. وأتى قصف الوعر وسط جمود في مفاوضات للتوصل الى اتفاق مماثل لهذا الحي الذي يقطن فيه مئات آلاف الاشخاص، جزء كبير منهم نازحون من احياء اخرى في حمص. أوضح تقرير لفريق المحققين أن الاتهامات ضد الأسد لا يمكن رفضها بحجة أنها غير متصلة أو عشوائية أو ذات طبيعة سياسيةوفي غياب أي أفق لحل للنزاع، قالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية: إن قوات الأسد استخدمت أسلحة من هذا النوع منها غاز الكلور السام «بشكل منهجي»، بحسب تقرير أولي لفريق من المحققين. وفي حين لم ينشر نص التقرير، ذكر مندوب الولاياتالمتحدة لدى المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرًا، مقاطع منه خلال اجتماع. وتأتي الاثباتات التي جمعها فريق مفتشي المنظمة لتدعم نظرية «استخدام مواد كيميائية سامة، على الارجح مواد تثير حساسية مجاري التنفس على غرار الكلور، بشكل منهجي في عدد من الهجمات»، وأضاف التقرير إن الاتهامات "لا يمكن رفضها بحجة أنها غير متصلة أو عشوائية أو ذات طبيعة تنسب فحسب إلى دوافع سياسية». وأفاد ممثل فرنسا في المنظمة في تصريح ان التقرير «يؤكد بالفعل استخدام الكلور في سوريا». وفي حين كان من المقرر أن ينجز تدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول 30 حزيران/يونيو، لا تزال نحو ثمانية بالامئة من هذه الترسانة على الأراضي السورية. وانضمت دمشق الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية في تشرين الاول/اكتوبر 2013 في اطار اتفاق روسي أمريكي ينص على اتلاف ترسانتها الكيميائية بعد اتهام النظام باستخدام غاز السارين في هجوم دام قرب دمشق. والمواد موجودة في موقع واحد لكن نقلها متعذر لأسباب امنية، كما يزعم النظام السوري، حيث انها موجودة في اماكن لا بد للوصول إليها من المرور بمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وبالرغم من تعذر وصول الفريق الى مكان الهجوم المفترض تمكن من مقابلة اطباء من قرية كفرزيتا، و«حصلوا على تقاريرهم الطبية بخصوص معالجة افراد يبدو انهم تعرضوا للكلور». كما حصل الفريق على تسجيلات فيديو للهجوم وذخائر، بعضها لم ينفجر. ويؤكد المحققون ان الكلور مادة كيميائية صناعية شائعة جدًا لها استخدامات متعددة وهي غير دائمة، ما يعني بالتالي ان اثبات استخدامها سيكون «صعبًا». وأكدت سوريا انها شكلت لجنة ستحقق في اتهامات اخرى باستخدام الاسلحة الكيميائية، فيما تؤكد دمشق انها صادرت مواد كيميائية اكدت انها كانت بحوزة المعارضة التي سيطرت على معمل لتصنيع الكلور على بعد 40 كلم من حلب. وما زال حوالى 8 % من ترسانة الاسلحة الكيميائية على الاراضي السورية بحسب المنظمة التي كررت ان سوريا لن تنجز تدمير مخزونها من الاسلحة الكيميائية مع حلول المهلة القصوى في 30 حزيران/يونيو. والمواد السامة تم تغليفها وهي موجودة في موقع واحد، لكن نقلها غير ممكن لأسباب امنية، كما تقول السلطات السورية. وانضمت سوريا رسميًا الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية في تشرين الاول/اكتوبر 2013 في اطار اتفاق روسي امريكي ينص على اتلاف ترسانتها الكيميائية بعد اتهام النظام باستخدام غاز السارين في هجوم فتاك قرب دمشق. وأعلن عن فتح تحقيق حول استخدام الكلور في أواخر نيسان/ابريل بعد اتهام فرنساوالولاياتالمتحدة النظام السوري باستخدام مادة كيميائية صناعية في هجمات على معاقل المعارضة. وبعد اكثر من اسبوع على «قرار» من بشار الأسد ب«العفو العام عن الجرائم المرتكبة قبل التاسع من حزيران/يونيو»، يفترض في حال تطبيقه كاملًا أن يشمل الافراج عن عشرات آلاف المعتقلين، بلغ عدد المفرج عنهم ألفين و74 شخصًا، بحسب وكالة أنباء النظام «سانا». وكان المرصد السوري أوضح قبل ايام ان مصير عشرات الآلاف من الذين يتوقع ان يشملهم العفو لا يزال مجهولًا، مقدرًا عدد المعتقلين منذ بدء النزاع بنحو 100 ألف شخص، بينهم 18 ألفًا مصيرهم مجهول، وطالب ناشطون حقوقيون بأن يشمل العفو كل المعتقلين الذين يرجح أن عددهم تخطى 100 الف شخص، بينهم نحو 50 ألفًا محتجزين في الفروع الأمنية من دون توجيه تهم لهم. كما أبدى المرصد السوري قلقه على مصير 145 طالبًا كرديًا خطفهم عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الشهر الماضي في شمال البلاد، متخوفًا من «تجنيدهم» لتنفيذ تفجيرات انتحارية في صفوف التنظيم الجهادي الذي يقاتل في سوريا، وسيطر على مناطق واسعة في العراق خلال الأسبوع الماضي. ونقل المرصد عن سكان مدينة عين العرب (كوباني) «مخاوفهم الشديدة من أن تقوم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بتجنيد ونقل الطلاب، لتنفيذ عمليات تفجير سيارات مفخخة أو تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة». وتقع هذه المدينة في ريف حلب على مقربة من الحدود التركية. وشهدت المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا وشمال شرقها معارك عنيفة في الاشهر الماضية بين الاكراد والجهاديين الذين يسعون إلى إقامة «دولتهم» الممتدة من سوريا حتى العراق.