بوسع الأطباء تقليل الجرعات العلاجية التي يتناولها مرضى يعانون من أنواع معينة من السرطان، وذلك بناء على أدلة أفادت بأن بعض أدوية علاج الأورام يمكن الإقلال منها. جاء ذلك ضمن معلومات أخرى وردت خلال اجتماع الجمعية الأمريكية للعلاج الاكلينيكي للأورام في شيكاجو تمهد السبيل أمام الأطباء كي يحدوا من مخاطر رعاية المرضى الناتجة عن تعاطي عقاقير علاج الأورام. وأيدت عدة دراسات أخرى هذه الاستراتيجية الجديدة التي يمكنها أيضا ان تحد من تكاليف الرعاية الصحية. وجد الباحثون في مركز أندرسون لعلاج الأورام في شيكاجو انه يمكن لمريضات سرطان الثدي الذي انتشر الى العظام -وبعد العام الأول من العلاج الشهري بالبايفوسفونات- ان يقللن منه بحيث يكون كل ثلاثة أشهر وذلك دون أي أضرار. وهذا التغيير من شأنه أن يقلل من مخاطر الإصابة بمشاكل الكلى فضلا عن أي آثار جانبية أخرى -ربما تكون نادرة لكنها خطيرة- مثل ضعف مناطق من عظام الفكين أو تلفها تماما. وتوصلت دراسة منفصلة أخرى مولتها المعاهد الأمريكية للصحة الى ان بعض المرضى ممن يعانون من أورام الرأس والعنق المرتبطة بالاصابة بالفيروس الحليمي ان يتعرضوا -دون اي أضرار أو تأثير على فرص بقائهم على قيد الحياة- لجرعات اقل من العلاج الإشعاعي. وأظهرت نتائج دراسة أخرى مولتها جهات اتحادية، انه لا ضرر من وقف استخدام المجموعة الدوائية المعروفة بالاستاتين لخفض مستوى الكوليسترول لدى مرضى الأورام ممن تصل فرص توقع بقائهم على قيد الحياة أقل من عام. وأشارت الدراسة الى ان وقف استخدام عقاقير الاستاتين -التي تستخدم للحد من فرص الاصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية- لم يؤثر على فترة بقاء المرضى على قيد الحياة بل انه حد من حدوث أعراض السرطان ومنها الألم والاكتئاب والغثيان والإرهاق العام. .. وتجارب إكلينيكية لإطالة أعمار مرضى سرطان الرئة أفادت بيانات أعلنت أمس ان عقار راموسيروماب لعلاج السرطان أدى الى إطالة أعمار مرضى سرطان الرئة بدرجة لا بأس بها في دراسة شاملة لمن هم في المراحل المتأخرة ممن رجع اليهم المرض بعد فترة علاج مبدئية. وفي الدراسة التي تضمنت 1253 مريضا تعاطوا عقار راموسيروماب، اضافة الى العلاج الكيماوي المعتاد دوسيتاكسيل عاشوا في المتوسط 10.5 شهر بالمقارنة بفترة 9.1 شهر بالنسبة لم تناولوا العلاج الكيماوي العادي فقط. إلا ان الباحثين يرون ان هذا الفارق الزمني الذي يصل الى مجرد ستة أسابيع فقط مهم من الوجهة الإحصائية وذو مغزى من الناحية الاكلينيكية بالنظر الى تضاؤل فرص البقاء على قيد الحياة بدرجة كبيرة مع تطور المرض في مراحله المتقدمة، إذ يحدث ارتجاع للمرض بعد فترة علاج مبدئية. ويتطلع أطباء علاج الأورام الى تحسين ما يعرف باسم علاجات الخط الثاني لسرطان الرئة، وسميت بذلك لان جميع المرضى تقريبا يصابون بارتجاع المرض في نهاية المطاف. وتشير احصاءات الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام الى ان سرطان الرئة يمثل حتى الآن السبب الرئيس لوفيات مرض السرطان بين الرجال والنساء على حد سواء. وتشير تقديرات عام 2014 الى ظهور نحو 224200 حالة جديدة لسرطان الرئة ووفاة 159200 من المرض. ويعمل عقار راموسيروماب - الذي تنتجه وحدة ايمكلون للتكنولوجيا الحيوية التابعة للشركة - من خلال وقف نشاط تكوين الأوعية الدموية التي تغذي أنسجة الأورام. وتراجع الورم لدى المرضى في 22.9 % من الحالات التي استخدم فيها عقار راموسيروماب الى جانب العلاج الكيماوي التقليدي بالمقارنة بنسبة 13.6 % بالنسبة لمجموعة المرضى التي تعاطت العلاج الكيماوي فقط.