للمرة الأولى بتاريخ لبنان يتواجه الخصمان المسيحيان رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع، ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رسميًا في انتخابات الرئاسة، ولذلك ستشهد المعركة احتدامًا واسعًا في سعي كل منهما للوصول إلى قصر بعبدا الجمهوري. واستكمالًا إلى ملف رئاسة لبنان 2014، تستكمل «اليوم» إجراء حوارات مع الأحزاب والكتل النيابية، وتتطرق إلى ترشح العماد ميشال عون، حيث أكد وزير العدل السابق شكيب قرطباوي (المنتمي إلى التيار «الوطني الحر») في حوار خاص مع «اليوم»: «لا تأجيل في انتخابات الرئاسة ولا فراغ»، مشددًا على أن «التمديد غير مقبول وحسن فعل رئيس الجمهورية ميشال سليمان عند إعلانه أنه ضد التمديد». وأوضح أن «عون مرشحنا ومرشح قسم كبير من اللبنانيين»، معلنًا أن «قوى 8 آذار ستتبنى وتدعم ترشح عون»، وأشار إلى أنه «لا أحد من 8 آذار سيترشح»، لافتًا إلى أن رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية «سبق وقال بالفم الملآن: أنا مع ترشح الجنرال عون». وحول ترشح جعجع، قال قرطباوي: «لكل إنسان الحق في الترشح وللنواب والشعب أن يقرر، ولن ندخل في سجالات أو أي أمر مقابل أمر آخر»، رافضًا «صنع رئيس خارج لبنان». هنا نص الحوار: مواصفات الرئيس والانتخاب ما المواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس الجديد؟ -يجب أن يكون رئيسًا قويًا في محيطه، ويستطيع أن يجد تواصلًا بين جميع اللبنانيين، ويكون صنع في لبنان ونظيف اليد ويوحي بوجود هذه الصفات. ما مدى أهلية النواب والأفرقاء لحمل المسؤولية وانتخاب رئيس الجمهورية خلال المهلة الدستورية؟ -هذا واجبهم والشعب انتخبهم من أجل القيام بهذا الواجب، وعليهم القيام به في لبنان وبرأي اللبنانيين، وليس انتظار كلمة سر من أي مكان في العالم. برأيك ما الظروف التي قد تؤجل إجراء الاستحقاق الرئاسي؟ -استنادًا إلى بعض المعلومات التي أملكها وما أتمناه أنه لا تأجيل في انتخابات الرئاسة ولا فراغ ولا شيء آخر سوى الانتخاب. بعدما أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان رفضه التمديد له، هل احتمال التمديد وارد، نتيجة لظروف معينة؟ -التمديد غير مقبول، وحسن فعل الرئيس سليمان عند إعلانه أنه ضد التمديد، وهو سبق وأن طعن بالتمديد للمجلس اللبناني، وأنا شخصيًا ضد مبدأ التمديد في أي مكان لأي شخص أو في أي مؤسسة مهما كانت الأسباب. عندما يكون هناك استحقاق يجب أن ينفذ هذا الاستحقاق، ولا نمدد لأحد ولا نذهب إلى الفراغ. ترشح عون وجعجع متى سيعلن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ترشحه للانتخابات الرئاسية رسميًا، وهل ستدعمه قوى 8 آذار؟ -هذا أمر عائد له إن كان سيعلن ذلك رسميًا أم لن يفعل، ولكنه بالطبع مرشحنا ومرشح قسم كبير من اللبنانيين. كل فريق يقرر عن نفسه دعم ترشح عون. وباعتقادي أن قوى 8 آذار ستتبنى وتدعم ترشحه وهنالك دعم من خارج 8 آذار. هل سيكون هنالك أكثر من مرشح من قوى 8 آذار؟ -لا أعتقد ذلك؛ لأن 8 آذار ستؤيد ترشح الجنرال ميشال عون، إضافة إلى دعم التيار الوطني الحر، فنحن متميزون ببعض الأمور عن باقي مكونات وأحزاب قوى 8 آذار. لذا المعلومات التي أملكها وبرأيي أن 8 آذار ستكون بجانب العماد عون. ماذا عن استعداد رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية للترشح، وهل هذا سيحرج عون أم العكس؟ -سليمان فرنجية سبق وقال بالفم الملآن: أنا مع ترشح الجنرال عون، وهو رجل صادق وعندما يقول شيئًا على التلفزيون سيلتزم به. يتردد أن ترشح جعجع هو لاستفزاز عون، ما ردك؟ وبماذا تفسر ترشحه؟ -لكل إنسان الحق في الترشح وللنواب والشعب أن يقرر، طبعًا الشعب لا يصوت مباشرة، وإنما الرأي العام له أهميته، جعجع قرر أن يترشح وهذا حقه ،ولن ندخل في سجالات أو أي أمر مقابل أمر آخر. رئيس صنع في لبنان برأيك، هل القرار الإقليمي والدولي اليوم مؤثر بانتخاب الرئيس اللبناني؟ أم تعتقد أنها ستكون المرة الأولى التي سيكون فيها الرئيس صنع في لبنان؟ -عندما يتدخل أي إنسان غير لبناني في أي أمر لبناني أصاب بثورة غضب بيني وبين نفسي، فهل أنا قاصر كي يتدخل أي إنسان آخر بشؤوني؟ من هنا دعوتي إلى صنع كل شيء يتعلق بسياسة لبنان في لبنان، طبعًا نحن ننتمي إلى المنطقة التي نعيش فيها، ونحن جزء من هذا العالم العربي وجزء من العالم الكبير، وهناك تواصل بيننا وبين كل الدول، ولكن عندما نقرر من هو رئيسنا ومن هو رئيس الوزراء وأين يجب أن تكون القضية يجب أن تكون القضية صنع لبناني مائة بالمائة. الفراغ الرئاسي ما رأيك، بما يتردد عن أن الفراغ سيكون سيد الموقف إلى حين تبلور صورة الوضع في سوريا والملف النووي الإيراني في تموز المقبل؟ -إذا صح ذلك، يعني أننا نصنع رئيسًا خارج لبنان، وأنا ضد صنع أي رئيس خارج وضد الفراغ، ومع الاستحقاق الدستوري في أوانه ومع الانتخاب ومع صنع الرئاسة في لبنان مهما كانت الظروف في المنطقة. يقال: إن التوازنات الداخلية والوضع الاقليمي لا تسمح بوصول رئيس تحد إلى رئاسة لبنان، فهل تعتقد أن عون مرشح تحد للفريق الآخر؟ -تاريخ العماد ميشال عون لبناني، ويسعى دائمًا الى الوفاق بين الجميع، ولم يكن هذا الوفاق في المتناول، وهناك أناس عارضته وقاطعته سلفًا، إلا أنه في الفترة الأخيرة انفتح على الجميع وبقرار إرادي هو والتكتل، وها هو اليوم على تواصل مع الجميع، ولا أعتقد أن عون رجل تحد وإذا وصل إلى رئاسة الجمهورية -وهذا ما أتمناه- من المؤكد أنه سيكون رئيسًا لكل اللبنانيين وليس رئيسًا لجزء منه. ما ردك على قول البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي انه يدعم المرشح التوافقي لا ينتمي إلى 8 و14 آذار ويجب أن يكون رئيسًا قويًا؟ -لا أدري إن كان البطريرك قد قال ذلك حرفيًا أم نقلًا عنه، إنما للبطريرك رأيه، ونحن نحترم ذلك، ولقد سمعت منه مرات عدة أنه يريد رئيسًا قويًا ومقبولًا من حاضنته أي من الطائفة المارونية والمسيحيين ومقبولًا من جميع اللبنانيين، فهذا الكلام قاله بكل وضوح ونحن نؤيده. لكن الأمر الآخر انه لا يؤيد وصول رئيس من خارج 8 و14 آذار، فلا أدري ذلك، ولكنني أؤيد التوصيف الذي قاله سيدنا البطريرك عن الرئيس القوي الذي يجب أن يكون قويًا من محيطه ثم بين اللبنانيين. بما أن الاستقطاب المسيحي الشعبي سيكون حول عون وجعجع كونهما المرشحين البارزين للانتخابات الرئاسية، فكيف ستكون المرحلة المقبلة في لبنان؟ -أعتقد أنه إذا استمررنا بالنمط ذاته، وحاولنا ان يتوافق الجميع مع بعضهم البعض ستكون الأيام أفضل من سابقاتها.