تزدحم المعركة الرئاسية في لبنان، بالمرشحين الطامحين بالوصول إلى القصر الجمهوري في بعبدا، الا ان المعركة تبقى على أشدها بين المكونين المسيحيين الأبرز، رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، وما بين وصول أحدهما، وحصول الفراغ أو وصول رئيس توافقي لا تحدٍ الى بعبدا، يتمسك اللبنانيون بأهمية احترام المواعيد الدستورية والحفاظ على انتظام الحياة السياسية في لبنان، وأهمية قدوم رئيس قوي يبعد لبنان عن الأزمات التي تدور من حوله. الفراغ ليس قاعدة وعدد الكاتب والمحلل السياسي أحمد الغز، في حديث خاص لصحيفة «اليوم»، المواصفات التي يجب أن يتحلى بها رئيس الجمهورية، موضحاً انه «يجب ان يكون ممثلاً حقيقياً للمكون الوطني المسيحي بالتكافل والتضامن مع المكونات الوطنية الأخرى لما هو رمز للوحدة الوطنية في تصنيفه للدستور». وقال: «لذلك يجب الا نسمع بعد هذا الاستحقاق الاستثنائي عن أي كلمة حول إقصاء للمسيحيين، وإحباط للمسيحيين بما هم مكون اساسي للبنان، وبالتالي يجب اعادة الاعتبار لهذا المكون الوطني، بأن يكون له أرجحية في اختيار هذا الرئيس». وعما اذا كان انتخاب الرئيس يتعلق بالتسوية في المنطقة، لفت الغز الى انه يفترض ان تحصل تسوية في المنطقة خلال هذه الفترة، الا انه برأيي أن ملفات التسوية في المنطقة، قد اقفلت منذ الأسبوع الماضي تباعاً، بعد تعليق المفاوضات الفلسطينية»، مشدداً على ان «الفراغ ليس قاعدة بل إجراء الاستحقاق الدستوري هو القاعدة». وذكّر الغز بأن «الفراغ قد وقع في لبنان مرتين، مرة في العام 1988 عندما عرف باتفاق مخائيل الضاهر أو الفوضى ورفض ما اتفق عليه المسيحيون بقيادة البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير انذاك، وانتهت ولاية الرئيس أمين الجميل بتكليف قائد الجيش بحكومة عسكرية، أما الفراغ الثاني، فوقع قبل انتخاب الرئيس ميشال سليمان في العام 2008 وجميعنا يعلم ان الظرف كان اسثنائيا في وقتها، لذا فالفراغ ليس قاعدة». وكرر الغز التأكيد على ان «الفراغ استثناء، أما القاعدة فهي أن ننتخب رئيساً للجمهورية، وفي أحلك الظروف وعلى مر تاريخ لبنان كان لبنان ينتخب رئيساً للجمهورية حتى في سنوات الحرب والمحنة». وحول ترشح رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع للرئاسة، قال: «كان سمير جعجع في القصر الجمهوري في ربع الساعة الأخيرة مع الرئيس أمين الجميل، يوم كلف العماد ميشال عون برئاسة الحكومة العسكرية، وبالتالي وقبل سنة تقريباً حصل توافق لدى شريحة كبيرة من المسيحيين، حينما كان لجعجع وميشال عون الموقف ذاته من القانون الارثوذكسي». وأكد «أهمية أن يأتي رئيس للجمهورية يعبر عن الارادة الوطنية والاقليمية والدولية، بفصل أزمة لبنان عن أزمات المنطقة». وعلق على تمنع النواب عن حضور جلسات انتخاب الرئيس في العام 2008، موضحاً انه «في ذلك الحين كنا نؤسس للفراغ، أما الآن فالمجلس النيابي منهمك في التمديد لنفسه حتى نهاية صيف 2015، لذا قد يكون هناك جلسة لا يكون فيها نصاب، وبالتالي يصبح التهويل بالفراغ من أجل عدم قدرة الطبقة السياسية في لبنان على اجراء انتخابات نيابية لهذا الصيف، لعدم الاتفاق على قانون الانتخابات وليس لدينا القدرة على أن نسير قدماً بانتخابات في هذا الصيف، لذا قد تكون مجمل الحيوية الان تقوم قبل الشهر الثاني من المهلة الدستورية من أجل التمديد للمجلس النيابي» ، معتبراً ان «الشخصيات التي تعتبر شخصيات تحدٍ هي ناخب كبير وصاحبة رأي أساسي في الاستحقاق الرئاسي». كرر الغز التأكيد على أن «الفراغ استثناء، أما القاعدة فهي أن ننتخب رئيساً للجمهورية، وفي أحلك الظروف وعلى مر تاريخ لبنان، كان لبنان ينتخب رئيساً للجمهورية حتى في سنوات الحرب والمحنة» الرئيس القوي وفي استفتاء ل «اليوم» حول رئاسة الجمهورية في المناطق والأحياء ذات الغالبية المارونية، اعتبر المواطن حبيب. ن (39 عاماً) ان «رئاسة لبنان لا يستحقها سوى الدكتور جعجع، لمواقفه الوطنية الثابتة ولدفاعه عن حقوق المسيحيين». أما المطران جورج. ب. (28 عاماً)، فقال: «لا يهمنا من يأتي رئيساً للبلاد، ما يهمنا هو أن يكون عادلاً ويعمل لمصلحة لبنان، وليس لمصالح دول أخرى» ، معتبراً أن «جعجع وعون لا يستحق أي منهما ان يكونا رئيساً كونهما ينتميان لأحزاب وعلى الرئيس ان ينتمي فقط لوطنه». وأكدت المواطنة كوليت. ق. (47 عاماً) ان «عون هو رئيس قوي ويتمتع بشعبية كبيرة، وهو يستحق ان يكون رئيساً». أما كريستان. أ (24 عاماً) فرأى ان «لبنان لا يحتمل فراغاً في موقع الرئاسة الاولى، وهناك مرشحون توافقيون كثر، أمثال حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، وروبير غانم. لماذا لا نختار رئيساً على شاكلة هؤلاء»، قائلاً: «على رئيس الجمهورية ان يكون نظيف اليد، ويعمل لمصلحة البلد، وليس لتنفيذ أجندات اقليمية ودولية وعربية». ويذهب ميشال. ض (66 عاماً) في مخيلته الى الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة لبنان، قائلاً: «نريد رئيساً قوياً كبشارة الخوري، وبشير الجميل، نريد رئيساً له كلمة لا ينفذ الأوامر»، رافضاً «كل الاسماء المطروحة في الاعلام». أما جورج. ح (34 عاماً)، فقال: «انني قلباً وقالباً مع الرئيس سمير جعجع، وسيحقق انجازات، لكل اللبنانيين». من جهتها، شددت المواطنة جويل. ن (23 عاماً) على ان «لا قرار لنا باختيار الرئيس، علينا ان ننتظر كلمة السر، اما لجهة من اتمنى وصوله فهو العماد ميشال عون»، فيما اوضحت المواطنة نايلة. ط (47 عاماً) ان «الرئاسة يجب ان تكون لرئيس توافقي لا مذهبي حزبي ونقطة على السطر». وفي السياق، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري امس إلى جلسة برلمانية في الثالث والعشرين من هذا الشهر من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس ميشال سليمان وسط انقسامات سياسية حادة قد تحول دون إجراء الانتخابات في موعدها. وينهي الرئيس سليمان في 25 مايو أيار ست سنوات من ولايته، وقد يصبح أول رئيس لا يتفق على تجديد أو تمديد ولايته بعد الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام إن بري أجرى اتصالا هاتفيا ببطريرك الموارنة الكاردينال بشارة الراعي أبلغه فيه موعد الجلسة إذ ينبغي أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا ويجب على أي مرشح أن ينال ثلثي أصوات أعضاء مجلس النواب المؤلف من 128 نائبا وهو ما لا يملكه أي فريق من طرفي النزاع. وفي حال عدم انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل 25 مايو أيار فستتولى صلاحيات الرئيس حكومة رئيس الوزراء تمام سلام التي تشكلت في فبراير شباط الماضي بعد نحو 11 شهرا من الجمود السياسي. ولم يتقدم بترشيحه رسميا حتى الآن إلا زعيم القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع وهو أحد قادة تحالف 14 آذار. ويتردد اسم الزعيم المسيحي ميشال عون في تحالف قوى الثامن من آذار إضافة إلى حليفه سليمان فرنجية زعيم تيار المردة. كما يتم طرح أسماء مارونية أخرى قد يتم التوافق عليها في محاولة لتجاوز الانقسام السياسي في البلاد وتفاديا لحصول فراغ في رأس الهرم بالدولة اللبنانية.