منذ طفولتها نشأت في بيت يسوده الاحترام وحب العلم، وعلى يد أب يحمل دبلوماً في الرياضيات واللغة الانجليزية في زمن يندر فيه من يعرف القراءة والكتابة. تفوقت في دراستها لكنها لم تجد مدارس حكومية للبنات في المنطقة الشرقية حينها، فالتحقت بمدرسة خاصة ثم حكومية ثم عادت للخاص في المرحلة المتوسطة لتحقق حلمها بأن تصبح طبيبة، ثم درست بنظام المنازل لعامين في المرحلة الثانوية بجهدها الخاص مع مجموعة من زميلاتها، ثم أكملت الثانوية العامة في مدرسة الكريمات بالرياض، فحصلت على بعثة خارجية لدراسة الطب في جامعة فاطمة جناح في باكستان، عانت من الغربة، لكن بفضل الله تعالى ثم بتشجيع والدها وتحديه لمجتمعه في تلك الآونة أصبحت أول طبيبة سعودية في جامعة الملك فيصل على مستوى المنطقة الشرقية. إنها طبيبة النساء والولادة الشهيرة على مستوى المنطقة الدكتورة منى عثمان ابراهيم الدليجان، تحمل بكالوريوس الطب العام والجراحة من باكستان، وهي أول معيدة وطبيبة سعودية بجامعة الملك فيصل في الدمام، حصلت أيضا على دبلوم عال في تخصص النساء والولادة بجامعة دوبلن ايرلندا، وهي عضو في جمعية الشرق الأوسط للخصوبة وأمراض العقم، وعضو في الجمعية الأوروبية لعلوم التناسل البشري. لم تكن التخصصات الدقيقة حينها متاحة داخل المملكة، ولم يكن من السهل أن تغيب من 4-6 سنوات عن والدين مريضين، وزوج وطفلتين صغيرتين، ففضلت البقاء رضى بالدبلوم العالي، وبراً بوالديها. حضرت العديد من المؤتمرات والدورات التدريبية في مجال النساء والولادة والطب العام في الداخل والخارج، إضافة إلى دورة مكثفة للتدريب مع وحدة أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض. ولظروف عائلية اضطرت للتقاعد المبكر من العمل الحكومي بعد 10 سنوات من الخدمة، وبدأت العمل في عيادتها الخاصة بجوار منزلها لتكون قريبة من والديها وعائلتها، وبفضل الله تعالى، ثم بدعم من زوجها البروفيسور سليمان عودة العودة وعائلتها الصغيرة استطاعت أن تضع بصمة في مجتمعها بمثابرتها وإخلاصها في العمل لتكون أول سعودية تفتتح عيادة خاصة بها، وكان زوجها يذكرها دائماً بأن ما أنجزته من النجاح في مجال النساء والولادة والعقم، وما أدخلته من السعادة لكل بيت اشتاق إلى طفل لم يصل إليه أي من أصحاب الشهادات العليا. وها هي ترى ثمرة جهودها في أبنائها: أمل ماجستير حشوات وتجميل في مجال طب الأسنان، ليلى الزمالة السعودية والعربية في تخصص طب الأطفال، محمد موظف بشركة أرامكو السعودية، بكالوريوس في علوم فيزياء البترول من جامعة هيوستن أمريكا، وريم تدرس الماجستير في علوم الكمبيوتر بجامعة واشنطن.