أعرب فريق من رجال البحث في المحيط الهندي عن اعتقادهم امس بأنهم على مقربة من «الموقع النهائي» للطائرة الماليزية المفقودة، وتواصلت أعمال البحث عن حطام الطائرة في قاع المحيط الهندي الخميس ضمن نطاق اضيق بالاستناد الى موجات صوتية صادرة على الأرجح عن الصندوقين الاسودين للطائرة. وقال رئيس فريق البحث أنجوس هيوستن للصحفيين في مدينة بيرث: «أعتقد أننا نبحث في المنطقة الصحيحة، لكنني لن أؤكد أي شيء إلى أن تتم مشاهدة الحطام بالعين». وتابع هيوستن القائد السابق للجيوش الاسترالية: إنه سيكون من الممكن على الارجح تحديد موقع حطام الطائرة اثر رصد سفينة اوشن شيلد الاسترالية اشارت صوتية بفضل المسبار الامريكي الذي يعمل تحت الماء. وتواصل عشر طائرات عسكرية واربع طائرات مدنية و13 سفينة امس عمليات البحث ضمن مساحة 60 الف كلم مربع، إلا أن «تركيز» أعمال البحث هو على بعد 2280 كلم شمال غرب بيرث كبرى مدن الساحل الغربي الاسترالي حيث تنشط سفينة أوشن شيلد. ومنذ الخامس من أبريل رصدت السفينة أربع مرات في المكان الواقع على المسار التقريبي للطائرة المفقودة اشارات صوتية يساوي ترددها (ما فوق 30 كيلو هرتز) التردد الصادر عن الصندوقين الاسودين. والاشارات تصدر على تردد 33,331 كيلو هرتز مع فواصل ثابتة مدتها 1,106 ثانية. ويرى الخبراء ان الصوت لا يمكن ان يصدر عن «كائن حي» كالحيتان مثلًا. بات المحققون يأملون في رصد إشارات جديدة قبل نفاد بطاريات الصندوقين الأسودين ضمن مهلة ثلاثين يومًا تقريبًا، وذلك لتحديد موقع الحطام المفترض بشكل أكثر دقة قبل إرسال آلية إلى قاع البحر ويبلغ شعاع اشارات الصندوقين الاسودين بضع كيلو مترات فقط، وهذا ما حمل هيوستن على القول بان سفينة اوشن شيلد موجودة على الارجح «قريبًا جدًا» من مكان تحطم الطائرة. وصرح المتحدث باسم الاسطول الامريكي السابق القوماندان وليام ماركس ان رصد هذه الاشارات «يجعلنا متفائلين جدًا». وبات المحققون يأملون في رصد اشارات جديدة قبل نفاد بطاريات الصندوقين الاسودين ضمن مهلة ثلاثين يومًا تقريبًا، وذلك لتحديد موقع الحطام المفترض بشكل اكثر دقة قبل ارسال آلية الى قاع البحر. ولا يسمح لأي سفينة بالاقتراب من اوشن شيلد لتفادي اصدار ضجيج من شأنه التاثير على رصد الاشارات. وقال ماركس لشبكة سي ان ان: «إصدار الاشارات يمكن ان يستمر ليوم او يومين بعد». ويشارك عدد كبير من السفن ومن الطائرات الدولية في اعمال البحث التي بدأت منذ أسابيع للبحث عن الطائرة، لكن دون جدوى الى ان تم رصد الاشارات الصوتية. وتم رصد وانتشال اجسام كثيرة من الماء منذ الثامن من آذار/مارس لكن أيًّا منها لم يكن له علاقة بالطائرة. وتمت معاينة اجسام جديدة الاربعاء لكنه تبين «أنها غير مرتبطة بالرحلة ام اتش 370» بحسب مركز تنسيق أعمال البحث بقيادة هيوستن. وبالنسبة إلى أسر ركاب الطائرة التي مضى الثلاثاء شهر كامل على اختفائها فإن الانتظار لا يحتمل. وقالت تان توان لاي وهي ماليزية كانت ابنتها تاشو كار موي على متن الطائرة: «أريد أن أرى دليلًا على أن الطائرة في قاع البحر». وكانت الطائرة تقوم برحلة بين بكين وكوالالمبور وفيتنام إلا أنها غيرت وجهتها فجأة إلى الغرب وحلقت فوق ماليزيا باتجاه مضيق مالاكا. وبحسب بيانات الأقمار الاصطناعية فان الخبراء يقدرون أن تكون الطائرة تحطمت في المحيط الهندي مما يعني انها غيرت وجهتها تمامًا لأسباب لا تزال مجهولة. ويدرس التحقيق الجنائي فرضية تعرض الطائرة للخطف أو للتخريب أو لعمل قام به أحد الركاب أو أفراد الطاقم، لكن أي دليل مادي لم يتوفر بعد لمتابعة أي من هذه الفرضيات.