يمكن ان يتم "في غضون ايام" تحديد موقع حطام طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي فقد اثرها قبل اكثر من شهر، وذلك بفضل الاشارات الصوتية التي رصدت في جنوب المحيط الهندي ومن المرجح ان مصدرها الصندوقان الاسودان للطائرة. وأعلنت استراليا المكلفة تنسيق عمليات البحث أمس رصد اشارتين صوتيتين جديدتين الثلاثاء الماضي بالاضافة الى الاشارات التي رصدت في نهاية الاسبوع، في المنطقة نفسها وبترداد مطابق لما يصدر عن الصندوق الاسود. واعلن مسؤول العمليات انغوس هيوستن في بيرث (غرب استراليا) ان سفينة "اوشن شيلد التقطت اشارات على مرتين بعد ظهر (الثلاثاء)، وفي وقت لاحق من المساء". واستمرت الاشارة الاولى خمس دقائق و32 ثانية والثانية سبع دقائق تقريبا. ورصدت الاشارات الاربع المتجانسة على بعد اكثر من الفي كلم شمال غرب بيرث على المسار التقريبي للرحلة ام اتش 370 التي فقد اثرها في الثامن من مارس وعلى متنها 239 شخصا. ولم تلتقط السفن المجهزة بمسبارات لتحت الماء اي اشارات يومي الاحد والاثنين الماضيين ويخشى المحققون ان يكون الصندوقان الاسودان للطائرة اذا تاكد وجودهما في هذا المكان، قد توقفا عن اصدار اشارة بعد نفاد البطاريات التي تظل تعمل لثلاثين يوما تقريبا. واوضح هيوستن ان تحليل الاشارتين الصوتيتين الاوليين من الخامس من ابريل يشير الى تطابقها مع الترددات الصادرة عن الصندوقين. وجدد هيوستن القائد السابق للجيوش الاسترالية نداءه لتوخي الحذر طالما لم يتم تحديد موقع حطام الطائرة، ملمحا في الوقت نفسه الى ان المحققين باتوا قريبين من الهدف. واضاف ان تكرر الاشارات تحت الماء من شانه ان يساعد على تحديد "نطاق صغير ضيق" لعمليات البحث، وقال "امل ان نعثر على شيء في قاع (البحر) في الايام المقبلة يؤكد انه مكان تحطم الطائرة". وتابع "اعتقد اننا نبحث في المكان الصحيح لكن علينا معاينة الطائرة بصريا". وبمجرد ان يتم تحديد الموقع المفترض للحطام على عمق 4 او 5 الاف متر سيرسل المحققون "بلوفين- 21" وهو آلية مزودة بجهاز لرصد الترداد تحت الماء (سونار). ويبدو ان هذه المرحلة الجديدة من اعمال البحث باتت وشيكة لان المحققين يعتقدون ان بطاريات الصندوقين على وشك النفاد. وقال هيوستن "اعتقد اننا لم نعد بعيدين جدا". ويقوم اسطول بحري وجوي دولي منذ اسابيع بالبحث في المحيط الهندي عن حطام او الصندوقين الاسودين لكن دون نتيجة الى ان تم رصد الاشارات الصوتية. ونشرت 11 طائرة عسكرية واربع مدنية و14 سفينة أمس للتفتيش ضمن نطاق 75423 كلم مربع. وكانت الرحلة ام اتش 370 تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين في الثامن من مارس عند الصباح عندما اختفت بعيد اقلاعها من العاصمة الماليزية. وبينما كانت الطائرة بين ماليزيا وفيتنام غيرت وجهتها فجاة نحو الغرب وحلقت فوق ماليزيا باتجاه مضيق مالاكا. وبحسب بيانات الاقمار الاصطناعية فان الخبراء يقدرون ان تكون الطائرة تحطمت في المحيط الهندي مما يعني انها غيرت وجهتها تماما لاسباب لا تزال مجهولة. ويدرس التحقيق الجنائي فرضية تعرض الطائرة للخطف او للتخريب او لعمل قام به احد الركاب او افراد الطاقم، لكن اي دليل مادي لم يتوفر بعد لمتابعة اي من هذه الفرضيات.