اتهمت السلطات الاوكرانية الجديدة والموالية لاوروبا بشكل مباشر روسيا والرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش بالتورط في اطلاق النار على المتظاهرين في ساحة الاستقلال في كييف في فبراير الماضي، فيما نفت الاستخبارات الروسية تورطها في اطلاق النار على المتظاهرين، وقالت موسكو انها بانتظار توضيحات من حلف شمال الأطلسي بشأن أنشطته العسكرية في شرق أوروبا بعد ان تعهد الحلف بتعزيز دفاعاته في الدول الشرقية الأعضاء. وردا على سؤال لوكالة ريا نوفوستي، قال جهاز الاعلام التابع للاستخبارات الروسية ان "الاستخبارات الاوكرانية تحمل ضميرها مسؤولية هذه التصريحات". لافروف وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس إن بلاده تريد ردا من حلف شمال الأطلسي بشأن أنشطته العسكرية في شرق أوروبا بعد ان تعهد الحلف بتعزيز دفاعاته في الدول الشرقية الأعضاء. واضاف لافروف للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية قازاخستان "وجهنا اسئلة إلى حلف شمال الأطلسي العسكري. نحن لا ننتظر اجابات فقط بل اجابات تستند إلى الاحترام الكامل للقواعد التي اتفقنا عليها". وأصدر وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف الأطلسي خلال اجتماعهم في بروكسل هذا الاسبوع توجيهات إلى القادة العسكريين بوضع خطط لتعزيز دفاعات الحلف وربما تشمل هذه الإجراءات ارسال جنود الحلف ومعداته إلى الدول المتحالفة من شرق أوروبا واجراء المزيد من التدريبات والتأكد من قدرة قوة الرد السريع التابعة للحلف على الانتشار السريع والرد ومراجعة الخطط العسكرية للحلف. وصرح مسؤول في الحلف بأن المسؤولين عن وضع الخطط العسكرية سيعرضون اقتراحاتهم بالتفصيل خلال اسابيع. وفي رد على الانتقاد المتصاعد لوجود القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية صرح لافروف بأن روسيا لها الحق في تحريك قواتها داخل أراضيها وان القوات الروسية القريبة حاليا من حدود أوكرانيا ستعود إلى قواعدها الدائمة بعد الانتهاء من تدريباتها العسكرية. وأضاف "من الضروري تحقيق تراجع في الخطاب الذي يتخطى الحدود ويدخل إلى حيز اللامعقول". واستجابة لانتقادات بشأن تواجد القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا قال لافروف إن من حق روسيا تحريك قواتها على أراضيها وإن كييف والغرب يؤججان المخاوف. وقال لافروف "فيما يتعلق بتحركات الجيش الروسي على الأراضي الروسية- لا توجد قيود- وشركاؤنا الأوروبيون يقبلون بعدم وجود مشكلات قانونية تحول دون ذلك. لن اضخم هذه المسألة كما تفعل السلطات الراهنة في أوكرانيا ورعاتها في الغرب. نحن نعتقد أنه إذا استخدم تعبير مثل التراجع عن التصعيد فلا حاجة لتأكيد هذه اللهجة". وقال لافروف إنه قلق من تواجد قوات حلف شمال الأطلسي على أراضي أعضائه في شرق أوروبا وإنه ما زال ينتظر ردودا من الحلف. وقال "فيما يتعلق بخطط زيادة تواجد الحلف على أراضي أعضائه في دول شرق أوروبا. موقفنا هو أن علاقات روسيا مع الحلف تنظمها كذلك قواعد معينة منها إعلان روما والاتفاق الأساسي لمجلس الحلف وروسيا وبناء على ذلك يجب ألا يكون هناك تواجد عسكري إضافي مستمر على أراضي شرق أوروبا". ووجه وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال اجتماعهم هذا الأسبوع القادة العسكريين بوضع خطط لتعزيز دفاعات الحلف وربما يشمل ذلك إجراءات مثل إرسال قوات ومعدات إلى دول أعضاء في شرق أوروبا، واجراء المزيد من المناورات، وضمان أن تتمكن قوة الرد السريع التابعة للحلف من الانتشار بسرعة أكبر، ومراجعة الخطط العسكرية للحلف. وقال مسؤول بالحلف إن القادة العسكريين سيعرضون مقترحاتهم خلال أسابيع. اتهام ضباط روس واتهمت كييف، عناصر من الاستخبارات الروسية بالتورط في عمليات القتل التي شهدتها ساحة الاستقلال في نهاية فبراير واسفرت عن سقوط تسعين قتيلا قبل ان تؤدي الى سقوط النظام الموالي لروسيا. وقال كبار قادة الأمن في أوكرانيا إن قتل المتظاهرين في العاصمة كييف في فبراير شباط خلال الاحتجاجات تم تحت "القيادة المباشرة" للرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش. ووجهت هذه الاتهامات للرئيس الأوكراني المعزول في مؤتمر صحفي مشترك للمدعي العام ووزير الداخلية ورئيس جهاز أمن الدولة والذين القوا فيه اللوم على قتل أكثر من 100 محتج على شرطة مكافحة الشغب المنحلة "بركوت". واوضح المدعى العام في أوكرانيا امس أنه تم إلقاء القبض على 12 من أفراد شرطة مكافحة الشغب، الخاصة، "بيركوت" التي جرى حلها في البلاد بعد مقتل عشرات المتظاهرين في العاصمة كييف الشهر الماضى. وقال أوليه ماخنيتسكى، المدعى العام الأوكراني في بيان إنه يجري حاليا التحقيق مع أفراد الشرطة الخاصة لاتهامهم بارتكاب عمليات قتل واسعة، مضيفا ان يانوكوفيتش هو المسؤول عن حوادث القتل. وأضاف: "جاءت الاوامر من القيادات العليا، من الرئيس ورئيس أركانه ووزارة الداخلية، للأفراد بتنفيذ أعمال القتل".