بحث وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل إمكانية نشر قوات في إطار رد الفعل تجاه الأزمة الأوكرانية، واعلنت روسيا انها ستتخذ اجراءات ضد دبلوماسيين امريكيين ردا على وقف مصرف جي بي مورغان الأمريكي عملية تحويل لدبلوماسي روسي، مشيرة الى ان لغة "الناتو" تذكر بمفردات الحرب الباردة، وقال مسؤول عسكري أمريكي: إن أرفع جنرال أمريكي في أوروبا يدرس خيارات من بينها إرسال سفينة حربية أمريكية إلى البحر الأسود وتعزيز المناورات المقررة لحلف شمال الأطلسي ردا على ضم روسيا للقرم، وتبني الكونجرس الأمريكي بعد أسابيع من المشاورات، خطة مساعدة لأوكرانيا تشتمل على عقوبات بحق روسيا ردا على ضم شبه جزيرة القرم. أمر مؤسف وفي التفاصيل، قالت وزارة الخارجية الروسية امس الاربعاء: إن قرار حلف شمال الاطلسي (الناتو) بوقف التعاون مع روسيا في المسائل المدنية والعسكرية أمر مؤسف حيث أنه لا يفيد لا الحلف العسكري ولا موسكو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية: إن لغة بيان الوزراء تذكر بالمفردات التي استخدمت خلال الحرب الباردة. وذكر المتحدث أن قرار الناتو سيفيد الارهابيين ومن يقفون وراء الجريمة المنظمة. وقال كبير مسؤولي السياسة الخارجية أليكسي بوشكوف: إن التحالف العسكري فقد مغزاه بنهاية الحرب الباردة وانه يستخدم الازمة الاوكرانية لضخ دماء جديدة في شرايينه. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للانباء عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب (الدوما ) قوله: إنها محاولة لإحياء التحالف من "حالته نصف الميتة". كيري يدين من جهته، ندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري باستخدام روسيا الطاقة كسلاح من أجل تضييق الخناق على أوكرانيا، وذلك بعد يوم من رفع روسيا لأسعار الغاز الطبيعي الذي تصدره إلى أوكرانيا. وقال كيري: إنه يجب تأمين خطوط إمدادات النفط والغاز في جميع أنحاء العالم من أجل منع استخدامها كوسيلة سياسية أو أداة للعدوان، وأضاف: إنه لا يجب أن تستخدم أي دولة الطاقة "لإحباط تطلعات شعب". وتحدث كيري امس الأربعاء خلال اجتماع مجلس الطاقة الأمريكي الأوروبي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وهددت روسيا أيضا باستعادة خصومات سابقة منحتها لأوكرانيا على صادرات الغاز وتقدر بمليارات الدولارات، وهو ما يصعب مهمة الحكومة التي تعاني من أزمة مالىة. ويتوقع أن تضر الخطوة الروسية بالمستهلكين الأوكرانيين في نهاية المطاف. ومن المقرر ارتفاع أسعار الغاز المنزلي في أوكرانيا بنسبة خمسين بالمائة اعتبارا من الأول من مايو المقبل. عقوبات روسية وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان: إن روسيا ترى ان "قرار مصرف جي بي مورغان تشايس وقف عملية تحويل السفير الروسي في استانا لاموال الى شركة سوغاز للتأمين بحجة فرض عقوبات على روسيا غير مقبول وغير شرعي وغير منطقي". وسوغاز مرتبطة بمصرف روسيا المدرج على قائمة الشركات والافراد التي تطالها العقوبات الأمريكية ردا على إلحاق شبه جزيرة القرم بروسيا. وحذر لوكاشيفيتش من ان "واشنطن يجب ان تفهم ان اي عمل عدائي حيال الدبلوماسيين الروس لا يشكل فقط انتهاكا فاضحا للقانون الدولي، بل هو بداية لعمليات رد سيكون لها بالتأكيد آثار على عمل السفارة والقنصلية الأمريكية في روسيا". وقالت الوزارة: إن "مصرف جاي بي مورغان لم يسد خدمة جيدة" للادارة الأمريكية. وأكد مصدر مطلع، اشترط عدم ذكر اسمه، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف "قرروا تكليف قيادة الحلف بوضع خطة يمكن أن تشمل إرسال تعزيزات وقوات من الحلف" إلى هذه الدول. ردع التهديدات وفي سياق الازمة، تعهد وزراء خارجية الدول الأعضاء في "الناتو" في بيان مشترك في بروكسل بالاستمرار في إمداد دول شرق أوروبا أعضاء الحلف بالتعزيزات المناسبة لردع أي تهديد بالعدوان على الحلف"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. كما يعتزم الناتو تعزيز تعاونه مع أوكرانيا بمساعدتها، على سبيل المثال، في تحسين قدراتها العسكرية وإصلاح قطاع الدفاع لديها، بحسب البيان. وكان وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي دعا الثلاثاء حلف شمال الاطلسي إلى نشر ألوية في بلاده، إلا أن الوزراء الآخرين أعربوا عن تحفظات بشأن نشر قوات. وقال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز: "لا.. لانحتاج أي قوات من حلف شمال الاطلسي على الحدود مع روسيا". وأضاف نظيره النرويجي بورج بريند: إنه لا ينبغي لحلف الناتو "أن يصعد الوضع بلا مبرر". وقال دبلوماسيون: إن عدة دول كانت حريصة على تجنب استفزاز روسيا. وفي البيان المشترك، تعهد وزراء الحلف بمواصلة تقديم "التعزيزات المناسبة والتأكيد على نحو واضح على أن حلف شمال الاطلسي.. ملتزم بالردع والدفاع الجماعي ضد أي تهديد بالعدوان على الحلف". وقال الوزراء في بيانهم: "هدفنا المتمثل في أن تكون المنطقة الأوروبية الأطلسية بأسرها في حرية وسلام لم يتغير، ولكنه قوبل بتحد جوهري من جانب روسيا.. إن وجود أوكرانيا مستقلة وذات سيادة ومستقرة.. هو مفتاح الأمن الأوروبي الأطلسي". وفي محاولة لتصعيد الضغط على موسكو، قرر الوزراء تجميد "جميع أشكال التعاون المدني والعسكري العملي بين حلف شمال الاطلسي وروسيا"، وتركوا الباب مفتوحا فقط أمام إمكانية حوار رفيع المستوى، ولكن "أولا وقبل كل شيء" بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال الأمين العام للحلف، أندرس فوج راسموسن: "الأزمة تشكك في المبادئ الرئيسية التي تم على أساسها بناء أوروبا الحديثة وسلامتها الإقليمية والقانون الدولي وحق الدول السيادي في اختيار مصيرها". وقال أندرس فوج راسموسن للصحفيين في بروكسل: "لسوء الحظ، لا يمكنني تأكيد أن روسيا تسحب قواتها، هذا ليس ما نراه". وأضاف: "هذا الحشد العسكري الواسع النطاق لا يمكن بأي شكل أن يسهم في تهدئة الموقف.. إن عدوان روسيا على أوكرانيا... يغير بشكل جوهري مشهد الأمن في أوروبا ويسبب عدم استقرار على حدود الناتو". أوباما يرحب من جهته، رحب الرئيس الامريكي باراك أوباما بموافقة مجلس النواب الامريكي على مشروع قانون بتوفير حزمة مساعدات لأوكرانيا. ويسمح القانون لواشنطن بتقديم "دعم حاسم لأوكرانيا، من دون ضمانات قروض" وفقا لما ذكره البيت الابيض في بيان، ولكن الرئيس الامريكي لم يكشف عن موعد التوقيع على مشروع القانون. ويتضمن القانون فرض عقوبات بحق الافراد والكيانات التي تقول الولاياتالمتحدة إنها مسؤولة عن أشكال العنف ضد الشعب الاوكراني. وصادق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على تقديم معونات إلى أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا بسبب ضم شبه جزيرة القرم. ووافق المجلس بأغلبية 378 صوتا مقابل 34 على إجراءات أقرها مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي، وهو ما يعني أن مشروع القانون سيرسل للبيت الأبيض ليوقع علىه الرئيس باراك أوباما ليصبح قانونا نافذا. وتتضمن الإجراءات مساندة ضمانات قروض بقيمة مليار دولار أمريكي لحكومة كييف إضافة إلى مساعدات بقيمة 150 مليون دولار من أجل المساعدة في إرساء الديمقراطية وتعزيز التعاون على الصعيد الأمني. أما العقوبات المفروضة فتشمل حظر منح التأشيرات وتجميد الأصول، ضد شخصيات روسية وأوكرانية تورطت في أعمال عنف أو ارتكاب أية انتهاكات لحقوق الإنسان في أوكرانيا أو قوضت سيادة كييف. خيارات أمريكية وقال مسؤول عسكري أمريكي لرويترز: إن أرفع جنرال أمريكي في أوروبا يدرس خيارات من بينها إرسال سفينة حربية أمريكية إلى البحر الأسود وتعزيز المناورات المقررة لحلف شمال الأطلسي ردا على ضم روسيا منطقة القرم إلى أراضيها. وقد يتوجه أيضا فريق صغير من نحو 10 جنود من لواء بالجيش إلى أوروبا "قريبا جدا" لتحسين الاستعداد لنشر قوة أكبر في فصل الصيف في إطار قوة للرد تابعة لحلف الأطلسي. وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه: "هذا الفريق القتالى من المقرر فعلا أن يكون جزءا من قوة حلف الأطلسي التي ستذهب في فصل الصيف". الخارجية الروسية: الاضطرابات في أوكرانيا ناجمة عن أزمة دستورية دستور أوكرانيا ودعت وزارة الخارجية الروسية الحكومة الاوكرانية امس الاربعاء إلى تبني دستور أكثر توازنا لحماية الاقليات في البلاد. وألقت الوزارة باللوم في الازمة السياسية الحالىة في أوكرانيا على عدم استقرار الاساس القانوني، وفقا لما ذكرته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للانباء. وجاء في البيان: "إن غياب قانون أساسي متوازن في البلاد، يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الجماعات العرقية على نحو كاف، هو سبب الاضطرابات السياسية التي هزت الحكومة الاوكرانية ومؤسساتها على مدى السنوات القليلة الماضية، وأثرت بالسلب على إمكانيات المواطنين الاوكرانيين لتحسين حياتهم وتطوير أنفسهم". ونقلت "نوفوستي" عن الوزارة القول: إن الازمة الاقتصادية الحالىة في أوكرانيا هي نتاج مغامرة من جانب ساسة وعدم مسؤولية عدد من الدول غير المهتمة بمصير مواطني البلاد. ودعت موسكو كييف إلى صياغة دستور اتحادي جديد يمنح سلطات أوسع للمناطق المتباينة في البلاد المقسمة بين غرب ينطق بالاوكرانية على نطاق واسع وشرق ينطق بالروسية. وقالت الوزارة: إنه لا يجب أن تكون التغييرات التي طرأت على الدستور مجرد "لمسات تجميلية لنصوص سابقة" وطالبت بتبني "اتفاق اجتماعي بصيغة جديدة يحظى بقبول المجتمع الاوكراني متعدد الاعراق بوصفه راسخا وموثوقا به".