قال كبير القادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي أمس الأحد: إن قوة روسية كبيرة توجد على الحدود الشرقيةلأوكرانيا. وأضاف أنّه يشعر بالقلق من أن تُهدِّد القوة منطقة ترانسيستريا الانفصالية الواقعة في مولدوفا. وقال الجنرال الأمريكي فيليب بريدلوف القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا في ندوة نظمها صندوق جيرمان مارشال فاند البحثي: «القوة (الروسية) الموجودة على الحدود الأوكرانية الآن ناحية الشرق كبيرة جدًا ومستعدة للغاية». وأضاف أن الحلف قلق للغاية بشأن تهديد ترانسيستريا. وقال: «توجد قوة (روسية) متمركزة على الحدود الشرقيةلأوكرانيا تكفي قطعًا لتدخل ترانسيستريا إذا اتخذ القرار بذلك وهذا أمر مقلق للغاية» وقال: «تتصرف روسيا بصفتها ندًا وليس كشريك كما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل إدارة روسية في القرم التي انضمت حديثًا إلى روسيا بحلول نهاية الأسبوع». وطبقًا لمرسوم صدر أمس الأحد، يجب أن تلتزم الشرطة والدفاع المدني والاستخبارات المحليَّة وغيرها من الهياكل الحكوميَّة بالقوانين واللوائح الروسية بحلول السبت المقبل. ولدى روسيا بالفعل سيطرة عسكرية على شبه جزيرة القرم الأوكرانية سابقًا. وجاء المرسوم بعد أسبوع من إجراء استفتاء في القرم حيث صوت 95 بالمئة من الناخبين لصالح الانضمام إلى روسيا وذلك بعد يومين من توقيع بوتين على معاهدة تقضي بضم القرم إلى روسيا. وصادق البرلمان الروسي بمجلسيه الدوما والاتحاد الروسي أيْضًا على ضم القرم وهو الأمر الذي لا يعترف به دوليًّا. وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصاديَّة ضد روسيا احتجاجًا على ذلك. وسيجرى تبني العملة الروسية (الروبل) اليوم الاثنين في القرم بوصفها عملة رسمية إلى جانب عملة «الهريفنيا» الأوكرانية. وفي الوقت نفسه، ترفع سفينة القيادة والتحكم الأوكرانية الحربية «سلافوتيش» علم القرم الجديد في القاعدة التابعة لأسطول البحر الأسود في مدينة سيفاستوبول لا الساحلية. وتسيطر روسيا منذ الأسبوع الماضي على أكثر من 70 قاعدة عسكرية ومركزًا إداريًّا أوكرانيًّا وأكثر من 30 سفينة تابعة للبحريَّة الأوكرانية. وفي غضون ذلك أعلن أمين عام مجلس الأمن الوطني والدفاع الأوكراني اندريي باروبي أن قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعدة لمهاجمة أوكرانيا «في أيّ وقت». وقال أمام آلاف المتظاهرين في وسط كييف: إن «هدف بوتين ليس القرم وإنما كل أوكرانيا وأن قواته المحتشدة على الحدود جاهزة لشن هجوم في أيّ وقت». ومن جانب آخر نظمت تظاهرة من أجل وحدة أوكرانيا أمس الأحد في الميدان في كييف، مركز حركة الاحتجاج التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، فيما تواصل القوات الموالية للروس سيطرتها على قواعد عسكرية أوكرانية في القرم. وهذه التظاهرة التي تنظم صباحًا تتبعها جلسة لمجلس الوزراء الأوكراني. وسيطر جنود روس من النخبة بدعم من آليات مدرعة على قاعدة أوكرانية في القرم، مما يدل مرة أخرى على تصميم موسكو في مواجهة العقوبات والجهود الدبلوماسية التي يبذلها الغرب. وعرض القوة هذا كان الأكبر منذ وصول القوات الروسية إلى القرم قبل ثلاثة أسابيع والحاق شبه الجزيرة الأوكرانية بروسيا الثلاثاء. وتزامن ذلك مع اتهامات ألمانيا، الشريك الاقتصادي الكبير لروسيا، لموسكو بمحاولة «تقسيم أوروبا» وذلك خلال زيارة وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير إلى أوكرانيا. من جانب آخر يلتقي وزير الخارجيَّة الروسي سيرغي لافروف مجدَّدًا نظيره الأمريكي جون كيري في مطلع الأسبوع المقبل. ويرتقب أن يعقد لقاؤهما الذي يتمحور حول أوكرانيا على هامش قمة لاهاي التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وستعقد اليوم الاثنين. ويُتوقَّع أن تهيمن الأزمة الأوكرانية على قمة الأمن النووي التي دعا إليها أوباما التي سيشارك فيها قادة الدول الصناعيَّة الكبرى السبع: بريطانيا، فرنسا، كندا، إيطاليا، اليابانوالولاياتالمتحدة. وميدانيًّا، في القرم تواصل القوات الروسية سيطرتها على القواعد الأوكرانية. وفي بيلبيك القريبة من سيباستوبول دخلت قوات نخبة روسية ومسلحون موالون للروس إلى قاعدة جويَّة. وكانت قاعدة بيلبيك قالت على موقعها على الإنترنت السبت: إنها تلقت إنذارًا من القوات الروسية يطلب من الجنود الأوكرانيين إلقاء سلاحهم والاستسلام والا فإنَّهم سيهاجمون. كما اجتاح نحو 200 شخص غير مسلح القاعدة الجويَّة في نوفوفيدوريفكا، غرب شبه جزيرة القرم، حسب ما أفاد مراسلو فرانس برس. وعلى وقع هتافات «روسيا روسيا» دخل المهاجمون القاعدة وبدأوا بتحطيم نوافذها. عندها تحصن الجنود الأوكرانيون داخل الأبنية وأطلقوا قنابل دخانية باتجاه المهاجمين. وفي ذات السياق أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في القرم أن مسلحين موالين لروسيا استوَّلوا على سفينة القيادة الأوكرانية «سلافوتيتش» الراسية في ميناء سيباستوبول. وكتب المتحدث باسم الوزارة فلاديسلاف سيليزنيف على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أن «مصادر في سيباستوبول أفادت بأن عناصر من قوات الدفاع الذاتي (الموالية لروسيا) في القرم وجنودًا من الوحدات الخاصَّة في الجيش الروسي استوَّلوا على سلافوتيتش». والخميس الفائت سيطر مسلحون ينتمون إلى نفس الجهة على البارجة تيرنوبيل الراسية على مقربة من السفينة الحربية سلافوتيتش. وكانت البحريَّة الروسية فرضت أخيرًا حصارًا على هاتين السفينتين الحربيتين في ميناء سيباستوبول.