قدم السيناتور دان كوتس مشروع قانون يدعو الرئيس الامريكي باراك اوباما لعزل روسيا عبر مزيد من العقوبات، ردا على تدخلها في اوكرانيا، وقال كوتس في حديث مقتضب ل"اليوم" ان مشروعه يتضمن حث رابطة كرة القدم الدولية "فيفا" على أعادة النظر في قرارها بعقد البطولة في 11 مدينة روسية والدعوة لعقدها في دولة اخرى. وقال كوتس عضو لجنة المخابرات في الكونغرس والسفير الامريكي السابق للولايات المتحدة في المانيا ان مشروعه يهدف الى دعم وحدة اراضي اوكرانيا، وادانة العدوان الروسي العسكري عبر اتخاذ اجراءات وتدابير وعقوبات من شأنها اجبار روسيا على الانسحاب من المنطقة الاوكرانية في شبه جزيرة القرم. واوضح السيناتور كوتس الذي يمثل ولاية انديانا ان مساهمته في مشروع القانون محاولة ذات مغزى لمنح الرئيس الامريكي باراك اوباما افكارا جديدة لاتخاذ رد فعل قوي على ما وصفه بالغزو الروسي العسكري، مضيفا ان مقترحاته صممت لعزل روسيا والحاق ألم حقيقي بالرئيس الروسي فلادميير بوتين وايذاء المصالح الروسية. واكد كوتس ان بعض مقترحاته يمكن ان تتحقق من جانب واحد فقط في حين تتطلب مقترحات اخرى الاتفاق مع حلفاء الولاياتالمتحدة للوصول الى اتفاق اوسع نطاقا. ويتضمن مشروع قانون العقوبات الروسية في الكونغرس طرد روسيا من مجموعة الثمانية وتعليق عمل عمليات الناتو مع روسيا وطرد ممثلها وخفض التمثيل الدبلوماسي الامريكي في موسكو واغلاق عدة قناصل امريكية في الاراضي الروسية والزام روسيا باتخاذ خطوات مماثلة لاغلاق قنصلياتها في الولاياتالمتحدة ودعوة "فيفا" لاعادة النظر في اقامة بطولة العالم لكرة القدم في روسيا، وتعليق اهلية الروس في الحصول على تأشيرات للعمل الموسمي في الولاياتالمتحدة. بدوره، اضطر السناتور ليندسي غراهام الى الدفاع عن تعليقاته الاخيرة والتى ربطت استجابة الادارة الامريكية للصراع في اوكرانيا بما حدث في "هجوم بنغازي" عندما قال ان مصداقية الولاياتالمتحدة تضررت عندما يقوم اوباما بتهديدات لا يتابعها. وقال غراهام ان النقطة التى يحاول توضيحها ان الرئيس اوباما قال مرات كثيرة خلال الاشهر الستة الماضية: "اذا لم تفعلوا ما اقول فسوف تكون هناك عواقب" ولكن لا شيء حدث بعد ذلك، ونفى غراهام ان تكون تعليقاته القاسية حول الربط بين احداث بنغازي واوكرانيا لها علاقة بالانتخابات النصفية القادمة. ومن بين تعليقات غراهام المثيرة للجدل قوله: "عندما يتم قتل اميركان في بنغازي ولا احد يدفع الثمن فإن هذا يدعو الى فتح الباب لحدوث عدوان مثلما يحدث في اوكرانيا" موضحا بصراحة ان قرار روسيا بتحريك قواتها الى شبه جزيرة القرم قد جاء مباشرة بعد ان فشلت الادارة الامريكية رسميا في مساءلة اي شخص عن الهجمات المميتة في بنغازي عام 2012، البيت الابيض بدوره على هذا الربط صرح بأنها علاقة وهمية مثل "قفزة سمك القرش". من جهة اخرى، لجأ عدد قليل من الجمهوريين المحافظين الذين ينظرون باحترام الى الرئيس الروسي فلادميير بوتين الى الصمت المطبق بعد احداث اوكرانيا، وبعضهم اختفى من القائمة الصغيرة التى ظهرت للتصفيق على حملة بوتين القوية ضد المتشددين في منطقة القوقاز، وقال النائب ستيف كينغ الذي طالب مرارا بالتعاون مع موسكو في الحرب ضد الارهاب وشارك مع وفد امريكي زار موسكو بعد تفجير بوسطن العام الماضي: ان هناك كثيرا من القضايا المشتركة بين الولاياتالمتحدةوروسيا، ولكن ما يحدث الآن هو تجديد للحرب الباردة. اما النائب دانا روراباتشر المدافع الاول عن بوتين في واشنطن ومنظم الزيارة المعروفة للكونغرس الى موسكو فقد انتقد سابقا الاحتجاجات الاوكرانية الموالية للغرب في ساحات كييف واستخدم موقعه كرئيس للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب لاحباط مشروع يدين الرئيس الاوكراني المخلوع، ولكنه لم يعلق بأي كلمة على قرار العقوبات الامريكية الاول ضد روسيا. وإلى ذلك، قال توم دونيلون مستشار الامن القومي السابق في ندوة حضرها مندوب "اليوم" في معهد بروكينز ان الغرب لديه قدر كبير من النفوذ في النزاع بين اوكرانياوروسيا، على النقيض مما تعكسه التحليلات الاخيرة، ورفض دونيلون المزاعم التى تقول ان الولاياتالمتحدة لا تستطيع فعل الكثير للتأثير على الوضع. مضيفا ان الولاياتالمتحدة وأوروبا على الطريق الصحيح.