تحظى حياة الانسان بعناية خاصة منذ ولادته حتى مماته فليس على الارض ما هو اغلى من الانسان لذلك ركزت المؤسسات الصحية والتعليمية على رعاية الطفولة ورعاية الشباب كما ركزت هذه المؤسسات على تقديم خدماتها للانسان في جميع مراحل حياته العمرية لكن المسنين ظلوا وإلى حد ما بعيدا عن ذلك التركيز، خاصة في مجال الرعاية الاجتماعية .. ولابد من الاشارة هنا الى ان المسنين يختلفون عن العجزة فبعض المسنين ما زالوا قادرين على العطاء ومواصلة دورهم في الانتاج بعد ان اكتسبوا خبرة عريضة وليس من المصلحة تجميد تلك الخبرة وعدم الاستفادة منها. اندية المسنين نافذة يمكن ان يطل منها هؤلاء المسنون على الحياة الاجتماعية لاختيار ما يمكنهم المساهمة فيه سواء في الاعمال التطوعية او الاعمال الوظيفية، ونحن نرى في الدول المتقدمة ان معظم الخبراء والمستشارين هم من المسنين الذين تستعين بهم الشركات او بعض المؤسسات الحكومية للاستفادة من خبراتهم المتراكمة في اي مجال من مجالات العمل المختلفة كما ان اندية المسنين تتيح لهم فرصة مواصلة النشاط الفكري والبدني من خلال الفعاليات المتاحة في هذه الاندية، وهذا بطبيعة الحال افضل واجدى من الركون الى الراحة والجمود، مما يؤدي الى تراكم الامراض النفسية او الجسدية وتفاقمها مع مرور الايام. وكم هي كثيرة تلك الطاقات المهدرة التي صقلتها التجارب لينتهي بها المطاف في زاوية النسيان بعد كل ما قدمته للوطن من خدمات وما حققوه من نجاحات وهذه الاندية تمثل نوعا من الرعاية للمسنين، وفيها ما فيها من الوفاء لمن ساهم في بناء الوطن من موقع عمله مهما كان هذا العمل صغيرا او كبيرا. صحيح ان جميع الاندية لدينا سواء كانت ثقافية او رياضية او غيرها مفتوحة للمسنين وغير المسنين لكن هذه الاندية لها برامجها الخاصة التي لا تعني المسنين تحديدا وان اهتم بها بعضهم او هي اهتمت ببعضهم لكننا نقصد اندية خاصة بهم لها برامجها الخاصة ذات العلاقة المباشرة بهم سواء في الجوانب التوعوية او الجوانب الاخرى على اختلاف غاياتها واهدافها لتخطي الكثير من العقبات التي تعترض بعض المسنين لكي يعيشوا عيشة هادئة ومستقرة وربما منتجة. والقول ان هذه الفئة قد انتهى دورها التنموي تنقصه الدقة فهذا الدور لا يقتصر على فئة عمرية دون غيرها بل هو مناط بذوي القدرة على العطاء بصرف النظر عن سنوات عمره طالت او قصرت لان المقياس في هذه الحالة هو ماذا يمكن ان يعطي الانسان سواء كان شابا او شيخا تقدم به العمر ولم يقعده الزمن ولكن اقعده النظام بهدف اتاحة الفرصة للاجيال الجديدة لتواصل مسيرة البناء، وليس ثمة تعارض في الحالتين فالمسنون لا يستطيعون مزاحمة الاجيال الجديدة في فرص العمل، وهذه سنة الحياة لكنهم قادرون على العطاء عند الحاجة هذا الجانب والجانب الآخر هو حقهم في الرعاية والاهتمام والحياة الهانئة السعيدة بعد مشوار العمر الطويل. ترى اين مؤسسات الرعاية الاجتماعية وما دورها في رعاية المسنين؟ سؤال يفرض نفسه فهل من مجيب؟