قاوم مسنون في دار الرعاية في مكة قيود العزلة المجتمعية وخرجوا من الغرف الصامتة إلى داخل مخيم ربيعي في خطوة تعتبر قناة للترويح عن فئة المسنين. وذكر مدير دار الرعاية في مكةالمكرمة عبيدالله المسعودي أن الدار شرعت في بناء مخيم مجهز بدورات مياه مخصصة لكبار السن ومطبخ فرضت عليها حراسات أمنية بهدف التحقق من جاهزيتها، حيث يتم نقل المسنين كل يومين إلى داخل المخيم بحيث تخصص حفلات سمر للرجال وأخرى للنساء بحضور المشرفات والمشرفين تتخللها برامج ترويحية؛ منها سرد قصص الماضي الجميل والحكايات الشعبية وبعض الألعاب الخفيفة. وكشف مدير إدارة الرعاية الاجتماعية والتوجيه الاجتماعي في الوزارة فهد بن صالح القرناس أن رعاية المسن تتطلب تغيير صورة المسن (النظرة السلبية) في نظر المجتمع من شخص عاجز إلى عضو فاعل في المجتمع وقادر على العطاء وجعلها صورة إيجابية، وترسيخ المفهوم الصحيح لبر الوالدين، بما ينسجم مع الميراث المجتمعي العريق والمعايير الشرعية والتربوية. وكذلك من خلال حملة وطنية لنشر مفهوم التوعية تجاه المسنين في المجتمع وتوعية الأسرة بضرورة مشاركة المسنين في كل جوانب الحياة اليومية والأسرية وعدم عزله أو إبعاده من محيط الأسرة، وإبراز الجوانب السلبية من تصرفات البعض تجاه المسنين، بالإضافة إلى بيان ما نصت عليه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمواثيق الدولية تجاه الاهتمام بالمسنين ورعايتهم، كذلك من خلال التنشئة الاجتماعية الأسرية التي هي المحضن الأول للطفل ومن ثم الأجهزة والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية من خلال المدرسة ومراحل التعليم الأخرى ومن خلال التربية الدينية السليمة التي حث عليها الدين الحنيف، ومن ثم الدور المؤثر والفاعل لوسائل الإعلام. ولا يستثنى من ذلك أية جهة رسمية وغير رسمية وعلى جميع المستويات الفردية والاجتماعية عن طريق التوعية الاجتماعية للأسرة حيث تتحمل المؤسسات التعليمية والإعلامية هذا الدور الكبير لتعريف الأسرة والمجتمع بالمسن وما هي احتياجاته النفسية والاجتماعية وطريقة التعامل معه ومع مظاهر الشيخوخة.. الخ. ويوجد لدى دور الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة الخبرة والبرامج المعدة للمسنين من قبل الكوادر المتخصصة في هذا المجال. ويمكن لوسائل الإعلام أن تساهم في نشر ثقافة المسن للتعريف بها في المجتمع. وعن الملامح الاستراتيجية الخاصة بالمسنين قال الاستراتيجية الخاصة بالمسنين وضعت منذ فترة طويلة ودائما يتم العمل على تطويرها بما يتوافق ويتواكب مع ما يعيشه الوطن من تقدم. وعن آخر إحصائية عن عدد الدور والمسنين في المملكة قال يبلغ عدد كبار السن من الجنسين ذكورا وإناثا في دور الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة خلال العام من 650 مسنة ومسنا، ويبلغ عدد الدور حاليا عشر. من جهته، أبان وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لشؤون الرعاية والتنمية الدكتور عبدالله اليوسف أن الوزارة تهدف لتقديم أوجه الرعاية لكل مواطن ذكرا كان أم أنثى من خلال دور الرعاية الاجتماعية للمسنين والمسنات إذا بلغ سن الستين سنة فأكثر وأعجزته الشيخوخة عن إمكانية العمل أو القيام بشؤونه الخاصة، وهذه الدور تقدم الرعاية للمرضى المسنين الذين لا عائل لهم منذ لحظة استقبالهم وتقوم بدراسة أحوالهم والتعرف إلى ظروفهم الاجتماعية والنفسية ومن ثم إسكانهم في الدور مع مراعاة ظروفهم العمرية والصحية وصرف مستلزماتهم الشخصية.