يظل مجتمعنا مليئاً بالرحمة والاحترام للمسنين في أغلب الأحوال، ولكن هناك حالات شاذة ترك المسنون فيها لعذاب السنين. فتركوا بلا عناية ولا اهتمام من قبل بعض الأبناء هداهم الله وأحياناً تكون العناية بهم من قبل المجاملة ومن أجل إخراس ألسن الناس ولكن ليس من باب الواجب وأهمية ما لهم من حقوق أقرها الشرع والدين والواجب الإنساني. أحياناً ينتهي الأمر بالمسنين إلى دار العجزة وهي دار حكومية ترعى من ضاقت بهم السنون ولم تجد من يرعاهم سواء إذا عدموا من يرعاهم أو تكاسل من هو مسئول عنهم. وأحياناً أخرى ينتهي المسن في قارعة الطريق وهذه ولله الحمد ليست ظاهرة في مجتمعنا. على الرغم من حث ديننا الحنيف على رعاية الوالدين والاهتمام بهما وفضل رعايتهما إلا أنه أحياناً يكون فيه نكران وجحود من الأبناء فوجود جمعية تعنى بأمر المسنين في المملكة يكون دواءً شافياً لحالات التجاهل هذه. نأمل من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزيرها الجديد الدكتور أحمد العثيمين وهو رائد من رواد العمل الاجتماعي في المملكة العمل على تأسيس هذه اللجنة وإقامة مقر لها ووضع اجتماعات دورية لدراسة أمور المسنين بالذات الذين بقوا بلا رعاية لأي سبب كان. في الدول المتقدمة يحظى المسنون بعناية فائقة تضمن لهم العلاج المجاني، وتوفير المكان إذا افتقد المكان، كما يحصلون على خصومات خاصة في المطاعم والفنادق وعلى تذاكر السفر. لأن المسنين يظلون أصحاب مساهمات جمة على أوطانهم ويأتي رد الجميل لهم حينما يبلغون من الكبر عتياً ويكونون بحاجة للمساعدة هذا من الجانب الرسمي، أما من الجانب الشخصي فلا أمتع ولا أفضل عند الله من رعاية الوالدين والجلوس معهما والاستماع إليهما وأخذ عصارة تجربتهما في الحياة التي تغني عن تجارب كثيرة ومواقف كثيرة. مازال لدي قناعة كبيرة أن مجتمعنا من أفضل المجتمعات في العناية بالمسنين والاهتمام بهم واحترامهم بل أننا أحياناً نصبح مضرب الأمثال في هذا المجال لما يحثنا عليه ديننا الحنيف في هذا المجال، ولكن هذا يجب ألا يدعنا نركن إلى المسلمات ونترك أرض الواقع فوجود لجنة تعنى بشؤون المسنين سيكون لها رصد حقيقي وواقعي لتلمس احتياجات المسنين في المملكة خصوصاً المنسيين منهم، ويمكن حث البنوك والشركات في المملكة على دعم إنشاء جمعيه مثل هذه لرعاية شؤون المسنين خصوصاً وأن الشركات والبنوك في الآونة الأخيرة بدأت في الاهتمام بالجانب الاجتماعي وأدركت أهمية المسؤولية الاجتماعية. وجود خط هاتفي مجاني 800يعمل على مدار الساعة يستقبل مكالمات المسنين الباحثين عن الرعاية سيكون هو المحك الحقيقي لهذه اللجنة ومدى الحاجة لها وسيغني المسن المحتاج عن سؤال الناس. المحظوظ في هذه الدنيا من كان والداه على قيد الحياة كي يحظى بفضل رعايتهما ومتعة الحديث معهما والاستئناس بآرائهما، فلا تفوتكم هذه الفرصة - أخواني القراء - لأني أقول قولي هذا ووالداي - يرحمهما الله - قد تركا هذه الدنيا وجعلاني أتمنى لحظة واحدة للجلوس معهما والحديث إليهما يرحمهما الله. @عضو موسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للمسؤليه الاجتماعيه رئيس برامج التواصل مع المجتمع في أرامكو السعوديه