مع قلة الاستثناءات يتصف الموقف في العالم العربي بالاحباط بصفة عامة. هناك بعض المحاولات التي تجرى لاقامة حضانات للطلاب من اجل تحويل افكارهم الى واقع، ولكن هذه الحضانات تعاق هي الاخرى بسبب نقص المنشآت المناسبة والدعم من المجتمع الكبير او بسبب نقص التمويل المالي لها فالافكار وحدها لا تكفي لان الشباب يحتاجون الى مشاركة المجتمع الكبير من اجل ان يستفيد كل واحد في النهاية. في دول معينة تستفيد هذه المشاريع من نظام مساندة يسمى (عيادة اليوم المفتوح) حيث يتم بموجبه تخصيص يوم واحد او يومين كل شهر من اجل حضور محامين ومصرفيين ورأسماليين وشركات مقاولات استثمارية كبيرة ثم يقومون بعرض نصائحهم مجانا للمغامرين الصغار، وتبدأ هذه النصائح من كيفية اقامة شركات وكيفية زيادة المال وكيفية اعداد خطة عمل احترافية وكيفية الحصول على براءة الاختراع لافكارهم والترويج بالدعاية لمعلوماتهم واخيرا كيفية ايجاد شركاء العمل للمشروع. انهم يتركون الشباب الصغير يتقدم ويفعل مايفترض ان يفعله بأحسن صورة: يولدون افكارا دون تأثر بالبيروقراطية والروتين الرسمي الذي يجعلهم يفقدون الحماس والاهتمام بفكرة بدء المشروع اذا نظر المرء حوله في العالم العربي بصورة عامة وتخيل فقط العقبات الممكنة التي تواجهه فانه يتساءل: لماذا يفعلون ذلك اذن في دول اخرى؟ ان جميع الجهات المشاركة في تنمية المشروع سواء كانت حكومية او ممثلة في محامين او اصحاب رأس مال او مستثمرين رأسماليين في المشروع، كلهم ينظرون الى هذه الافكار على انها شركات تنمو في المستقبل، او على انهم دائنون، او على ان ذلك كان جزءا من تقلبات او تموجات ممكنة في بورصة المال. يختلط الحافز الربحي الذاتي بخدمة المجتمع وبالاعمال الخيرية وتقديم هذه الخدمات (المجانية) من الشركات يعتبر بمثابة علاقات عامة جيدة بالنسبة لها. اما بالنسبة للحكومات فان هؤلاء الذين يعتقدون ان القطاع الخاص يجب ان يكون محرك النمو، سوف يرون في الحقيقة ان تلك حالة تستحق الدراسة اذا دخل المقاولون الصغار وجازفوا وطوروا افكارا جديدة، ان القطاع الخاص المحمي من العالم الحقيقي من خلال الاعانات والتعريفات المالية والحصص النسبية سوف يعجز عن الوقوف على قدميه، على المدى البعيد مقارنة بالقطاع الخاص الذي انطلق من خلال المغامرة والابتكار وقبول المخاطرة. يعتبر الحوار الشبابي الوطني الاخير الذي عقد في المنطقة الشرقية نقطة بداية جيدة لتطوير الشباب وطموحاتهم، ومع ذلك نحن بحاجة لدعمه بوسائل تحقق طموحاتهم. تمويل برامج (الحضانة) ودعم مشاريع الطلبة، وتقديم خدمات استشارية مجانا عن طريق البنوك والمحامين ورجال الاعمال البارزين سوف يبرهن على الارتباط بالشباب بطريقة مفيدة لا تكلفنا شيئا ولكن تأثيرها على المدى البعيد يمكن ان يكون مذهلا في الحقيقة ومفيدا للمجتمع ككل. * استاذ مشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن