قال محللون وخبراء ان من المستبعد أن يؤيد الرئيس الامريكي جورج بوش أي تأجيل للانتخابات العراقية التي من المقرر ان تجرى في 30 يناير الحالي رغم المخاوف من أن الجدول الزمني يمكن أن يؤدي الى نشوب حرب أهلية. وقال بوش الذي ينظر الى العراق بوصفه ساحة معركة من أجل الديمقراطية ان تأجيل الاتنخابات سيكون بمثابة استسلام لعزم المقاتلين على اعادة النظام الاستبدادي الذي كان سائدا ابان حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وصرح مسؤولون بالبيت الابيض يوم الاربعاء انهم ماضون قدما في اجراء الانتخابات وكان الياور في وقت سابق قد قال انه سيؤيد التأجيل. ويستشهد مسؤولون بالادارة ببيانات تستند الى استطلاعات للرأي تزعم أن أغلبية العراقيين سنة وشيعة يريدون اجراء الانتخابات هذا الشهر ويقولون ان أي تأجيل سيشجع شن مزيد من الهجمات حيث يحاول المقاتلون منع اجراء الانتخابات بشكل دائم. وقال ستيفن سايمون المحلل بمؤسسة راند كورب البحثية (تخشى الادارة من أنه اذا أرجئت الانتخابات فسينظر الى هذا باعتباره اعترافا بوجود عيب أساسي في استراتيجية الانتخابات). وزاد انسحاب اكبر الاحزاب السنية من العملية السياسية من المخاوف في العراق بأن الانتخابات لن تأتي بحكومة تمثل مختلف الاطياف العراقية بل ستزيد من الانقسامات السياسية وتؤدي الى تفجر موجة جديدة من أعمال العنف. وقال لاري دياموند من مؤسسة هوفر البحثية وهو مستشار سابق لسلطة الائتلاف المؤقتة التي كانت تحكم العراق الى أن تم تسليم السلطة للعراقيين رسميا في يونيو الماضي (الخوف هو أن الوقت أصبح متأخرا جدا لاقناع السنة بالاشتراك في 30 يناير ومن أن البلاد متجهة نحو وضع خطير للغاية). وأضاف دياموند الذي يعتقد أن مشاركة السنة في الانتخابات قد لا تزيد على عشرة بالمئة (سيكون هناك تصعيد في أعمال العنف). وسببت الشكوك في امكانية اجراء الانتخابات القادمة انقساما داخل الحكومة العراقية المؤقتة حيث أعرب بعض الزعماء ومن بينهم الرئيس العراقي غازي الياور صراحة عن قلقهم بشأن ما اذا كان من الممكن اجراء انتخابات ذات معنى وسط العنف المتزايد. وقال مصدر قريب من الحكومة المؤقتة في بغداد ان المخاوف دفعت كلا من الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي الى تحبيذ تأجيل الانتخابات على الاقل سرا. وأضاف المصدر (لن يقولا هذا علنا لانهما يخشيان من احراج بوش). وتعهد علاوي بالالتزام باجراء الانتخابات في الموعد المحدد لها في 30 يناير قائلا ان على العراقيين أن يتغلبوا على مخاوفهم. ويقول محللون بينهم دياموند ومايكل اوهانلون من مؤسسة بروكينجز البحثية ان التأجيل لمرة واحدة يمكن أن يكون مفيدا اذا ارتبط باتفاق محدد يعيد السنة الى العملية السياسية.