شهد العالم تغييرات كبرى وتحديات وفرصاً مختلفة لم يسبق في تاريخ البشرية ان اجتمع مثلها تنوعاً وتأثيراً ودلالة، ومن اهم ما ظهر على الساحة العالمية "اتفاقية الجات" وما انبثق منها من اتفاقيات ومن اهمها "اتفاقية حقوق الملكية الفكرية - التربس" ومن اهم القطاعات الصناعية التي تطبق عليها بنود حقوق الملكية الفكرية قطاع صناعة الدواء وتعتبر هذه الصناعة من اهم الصناعات الحديثة نظراً لارتباطها بصحة الانسان. في هذا الاطار حصلت الباحثة ايمان وديع عبد الحليم على درجة الدكتوراة من جامعة عين شمس عن موضوع "التحالفات الاستراتيجية بين الشركات المصنعة للدواء كمدخل لتحسين القدرة التنافسية" تناولت خلاله اثر اتفاقيتي الجات والتربس على صناعة الدواء. حيث اشارت الى ان اتفاقية حقوق الملكية الفكرية جاءت بعدة احكام خاصة في مجال براءات الاختراع وطول مدة احتكار المركب الدوائي وغيرها من التحديات والعوائق التي قد تقف حائلاً لتقدم صناعة الدواء على المستوى المحلي حيث تكمن الخطورة في احتكار الدول المنتجة لحق انتاج وتصنيع وبيع الدواء الجديد في الاسواق العالمية، والغاء حق التراخيص للمستحضرات الدوائية المستحدثة، فلا يمكن لأي دولة ان تعرف سر تركيبة الدواء لتلك العقاقير الجديدة في محاولة للاستفادة منها محلياً، اضافة الى زيادة تكلفة اجراء البحوث لأي مستحضر دوائي مما سيؤدي الى افتقار اسواق الدول النامية ومنها مصر الى انواع الدواء المستحدثة عالية الجودة والتي تمتاز بالتكنولوجيا العالية في علاج الامراض المستحدثة مثل "الايدز - السرطان.. غيرها" فعلينا ان نواجه تلك المخاطر بأساليب ادارية وعملية متطورة. وقد قامت هذه الدراسة على اساس ثلاثة محاور، تناول المحور الأول الاطار النظري للتحالفات الاستراتيجية الذي تمثل في تعريفه وخصائصه واثاره، واهمية تنوع موارد الشركات وتكاملها ووجوب توافر تلازم مؤسسي، والعمل على تقوية العلاقات بين الشركات لما لها من تأثير ايجابي على اداء التحالفات كما تطرقت الدراسة بعرض الخطوات الاساسية للتشكيل المنهجي للتحالفات واهمية تكوين ادارة قادرة على تحقيق اهداف التحالف. كما تم عرض بعض حالات تحالفية عملية طبقت في مجالات متعددة للاستفادة منها، كما تطرقت الباحثة لاسلوب القياس المقارن كأحد الاساليب الادارية الحديثة لما له من قدرة على امداد الشركات بكل التطبيقات والممارسات الناجحة التي تمت في صناعة الدواء عالمياً للاستفادة منها والبداية من حيث انتهى الآخرون، هذا بالاضافة الى الاستعانة بكثير من الدراسات العربية والاجنبية التي ساعدت في وضع تصور مبدئي من جانب الباحثة لبعض النماذج المقترحة في هذا المجال. وتناول المحور الثاني: البحث الميداني حيث قامت الباحثة بجمع بيانات عن طريق استمارة استقصاء تم توزيعها على مديري ورؤساء الشركات المصرية المصنعة للدواء وكانت عينة الدراسة الفعلية (252) مفردة. ويعتمد المحور الثالث على تحليل البيانات التي تم جمعها وذلك عن طريق اختيار الفروض التي تعمل على تحقيق اهداف الدراسة، وقد تمت الاستعانة ببعض الاساليب الاحصائية منها التحليل العنقودي - تحليل كونونكل للارتباط - تحليل الانحدار المتعدد اختبار "ت" لعينتين مستقلتين - تحليل التباين احادي الاتجاه وغيرها من الاساليب الاحصائية.