نادت الريح في يوم رائع روحي بعطر الياسمين. (سأمنحك عطر ياسميني مقابل عطر ورودك كلها). (لست أملك ورودا، فكل الأزهار في حديقتي ميتة). (حسنا إذن ، سوف آخذ البتلات الذاوية والأوراق الصفراء ومياه النبع). غادرت الريح فانتحبت وقلت (ما الذي فعلته بالحديقة التي أؤتمنت عليها؟) هل خلد قلبي إلى النوم هل خلد قلبي الى النوم؟ هل كفت خلايا نحل أحلامي عن العمل، وهل جفت ناعورة عقلي، وهل فرغت .. المجارف ولم يبق سوى الظل بالداخل؟ كلا، إن قلبي ليس نائما. إنه متيقظ، متيقظ تماما. ليس نائما، ولا تراوده الأحلام - عيناه مفتوحتان عن آخرهما يراقب الإشارات البعيدة، ويصيخ السمع لدى حافة الصمت الشاسع. ليلة البارحة حين كنت نائما ليلة البارحة حين كنت نائما، حلمت - يا للخطأ الرائع! - أن نبعا كان يتفجر في قلبي. قلت له: عبر أي قناة سرية للماء، نأتي إلي، يا ماء الحياة الجديدة الذي لم يسبق لي أن طعمته من قبل؟ ليلة البارحة حين كنت نائما، حلمت - يا للخطأ الرائع! - أن شمسا متوقدة كانت تبث الضوء داخل قلبي. كانت متوقدة لأنني شعرت بالدفء كما لو كان منبعثا من موقد وكانت شمسا لأنها كانت تشع بالضوء وتجلب الدموع إلى عيني. ليلة البارحة بينما كنت نائما،