ان السياسة العربية والدبلوماسية العربية اليوم دبلوماسية نفاق فهل لنا فيها مصلحة؟ أقولها بالمختصر المفيد: ليس هناك تجمع عربي موحد يجمع الدول العربية الاثنتين والعشرين في صعيد واحد لوجود خلافات جوهرية، حتى بين الدول العربية الست في مجلس التعاون الخليجي اختلافات في وجهات النظر لكنه اختلاف لا يصل الى مستوى تمزيقنا ولا نسف التجربة وذلك لأن تفسير تعبير المصلحة الوطنية يختلف من المنظور الضيق للدولة الواحدة الى المنظور الأوسع للمجموعة ككل. العقل العربي في مأزق يصعب عليه الخروج منه لأننا لم نستوعب حتى الآن مفردات الديمقراطية ولم نفهم الدرس الأول في أدب الاختلاف! لا توجد في الخليج ديمقراطية 100% ولكننا أفضل من غيرنا، لا أحد يقتحم خصوصياتك، لا أحد يقودك ليلا من منزلك وأسرتك إلى مخافر الشرطة، لا يوجد من يمنعك من إبداء رأيك. قل واكتب ما تشاء على مسؤوليتك الشخصية.. نعم لدينا أمن واستخبارات ولكنهم لا يتجاوزون حدودهم ليتجسسوا على أفكارك فماذا نريد أكثر من هذا؟ ومع كل هذا لا نستطيع كيف نعبر؟ وكيف نوصل صوتنا للمسؤول؟ نهتف بسقوط فلان وعلان ونحرق أعلام الدول لنعبر عن استيائنا ونقذف الحجارة على المحال التجارية هذا هو تعبيرنا العربي عن غضبنا فهل هذه هي الممارسة الفعلية للديمقراطية؟ في الدول التي تحتكم الى الديمقراطية تخرج المعارضة في مسيرات منظمة، ترفع مطالباتها في لافتات كبيرة واضحة، تجوب الشوارع حتى تصل الى البيت الأبيض، تقدم مطالبها وتعود الى عملها دون أن تحتاج الشرطة الى تفريقها بالغاز المسيل للدموع.. كل هذا لأن مفهوم الديمقراطية لدينا غير واضح حتى الآن! نحن فقط نستعير المفردات ولا نحسن استخدامها. @@@ سبتمبر.. والأسد الجريح لقد كانت أحداث 11 سبتمبر أشبه بجرح أسد.. والجرح في كل الحالات أسوا من القتل لأن القتل يعني الموت الذي هو النهاية الطبيعية لكل حي أما الجرح فعذاب غير محدد المدة لذا يظل المجروح يطارد من جرحه وكل من يعتقد أنه ساهم في جرحه.. المسلمون الأوائل أدركوا هذه الحقيقة وتعاملوا معها بوعي. في معركة القادسية كان المسلمون يدركون يقينا أنهم ينازلون جيش فارس المعروف بقوته وليس أمامهم إلا القضاء عليه تماما بضربة قاضية حتى اذا هرب فلابد من تعقبه حتى آخر نفس.. وفي نهاوند كرروا نفس التجربة ونجحوا في الحالتين. أما الإيذاء دون القتل فيأتي دائما بنتيجة عكسية كما رأينا جميعا ونرى الآن بعد تفجيرات مركز التجارة. @@@ دول الخليج نحن الدول الوحيدة التي لاتتلقى مساعدات أمريكية لذا فإن قرارنا السياسي على مستوى استراتيجي ان أردنا دخول حرب أو عدم الدخول. مثلا البحرين وهي في مجلس الأمن كانت ترى ضرورة أن يكون الرعايا الكويتيون تحت مظلة الأمين العام. ان السياسة العربية والدبلوماسية العربية اليوم دبلوماسية نفاق فهل لنا فيها مصلحة؟ أقولها بالمختصر المفيد: ليس هناك تجمع عربي موحد يجمع الدول العربية الاثنتين والعشرين في صعيد واحد لوجود خلافات جوهرية، حتى بين الدول العربية الست في مجلس التعاون الخليجي اختلافات في وجهات النظر لكنه اختلاف لا يصل الى مستوى تمزيقنا ولا نسف التجربة وذلك لأن تفسير تعبير المصلحة الوطنية يختلف من المنظور الضيق للدولة الواحدة الى المنظور الأوسع للمجموعة ككل. وبين هذا وذاك هناك تطور تاريخي على كافة المستويات. @@@ الأيدلوجية التي قصدتها قد يقول المتنطعون اننا بتنفيذ هذا الخط الحديدي نسهل مهمة انتقال الإيرانيين الى الحجاز وسكان جنوبالعراق كما ننقل شعوب بحر قزوين الى جنوبالعراق. واقول لمروجي هذ االكلام: ما الغضاضة في ذلك ما دامت هذه المجموعة منذ القدم تنتقل وتتواصل في وجود الخط الحديدي وعدمه. أيضا الخط الذي ذكرته او التعاون بين دول المنطقة ولو بدون خط حديد له مردود أمني طيب لأن أي عنصر من أية دولة سيفكر بعمق قبل اتخاذ أي قرار عسكري لأنه سينظر الى مصلحته الخاصة وسيقارن بين الحرب والسلم وينحاز للسلم الذي فيه كل الخير له ولمن معه ولمن انضم معهم في ائتلاف. وبما ان تخطيطنا للأجيال القادمة فإننا نتحدث الآن عن 55 بالمائة من سكان المنطقة وهم الذين دون الخامسة والعشرين من العمر وهؤلاء بصراحة ليسوا مستعدين لقوانين جديدة وخدمة عسكرية إلزامية، ورغم ان دول الخليج من أكثر الدول خشية من الحرب وما تؤدي اليه الا أنها خلال فترة وجيزة خاضت حربين وتعيش ويلات الثالثة. @@@ الاندماج هو الحل أخاطب كل المفكرين وكل المخططين وكل صناع القرار بأن ينحازوا لخيار الاندماج الذي هو خيار العقلاء. لقد خاضت ايرانوالعراق حربا شعواء استمرت سنوات فماذا كانت النتيجة؟ واستمرأ العراق الحروب فاعتدى على جارته الكويت وجر على نفسه الويلات تلو الويلات فماذا استفاد؟ الآن تعيش الثالثة وهي أكثرها ضراوة فماذا تتوقع؟