برعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وحضور ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة تتجه الانظار مجددا الى استاد جاسم بن حمد في نادي السد الذي سيشهد المباراة النهائية لدورة كأس الخليج العربي السابعة عشرة لكرة القدم بين المنتخبين القطري المضيف الذي ذاق طعم الفوز باللقب في خليجي 11 ، والعماني الذي يسعى الى تذوقه للمرة الاولى في تاريخه. وتفصل المباراة النهائية اليوم بين حلم العنابي بتكرار انجاز عام 1992 عندما احرز لقبه اليتيم في دورات كأس الخليج على ارضه وبين جمهوره، وبين طموح عمان التي تحولت من ضامنة للمركز الاخير في اغلب الدورات الى منافسة بجدارة على الاول. وافضل انجاز عماني في دورات كأس الخليج حتى الآن كان المركز الرابع. والتقى المنتخبان في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الاولى ضمن الدور الاول وفازت قطر 2-1، ولكن كان العماني ضامنا التأهل الى نصف النهائي بينما لعب القطري للفوز فيها لحجز بطاقته. واتفق مدرب قطر البوسني جمال الدين موسوفيتش ومدرب عمان التشيكي ميلان ماتشالا على ان لقاء المنتخبين في النهائي يختلف كثيرا عن سابقه وانهما سيتركان نتيجته خلفهما ويركزان على النهائي فقط. وكانت المباراة النهائية مقررة في السابق على استاد احمد بن علي في نادي الريان، لكن اللجنة المنظمة قررت اقامتها في نادي السد. وخاض المنتخب القطري مبارياته الاربع في البطولة حتى الان على ملعب السد، ففي الدور الاول، حول تأخره امام الامارات صفر-2 الى تعادل 2-2، واهدر فوزا على العراق عندما تقدم عليه 3-2 حتى الثواني الاخيرة قبل ان يخرج متعادلا معه 3-3، ثم فاز على عمان 2-1، وفي نصف النهائي، تغلب على الكويت 2-صفر. ولعب المنتخب العماني ايضا مبارياته الثلاث في الدور الاول على ملعب السد، ففاز على العراق 3-1، والامارات 2-1، قبل ان يخسر امام قطر 1-2 بعد ان كان اول المتأهلين الى نصف النهائي، ثم انتقل الى ملعب الريان ليفوز على البحرين 3-2 في نصف النهائي. ويعتمد القطري على سلاحي الارض والجمهور، فاولا يتفاءل اعضاؤه باللعب على استاد السد، وثانيا يشعرون بمؤازرة جماهيرية قوية لقرب المدرجات من ارض الملعب المبني حديثا. من الناحية الفنية، تطور مستوى منتخب قطر تدريجيا في هذه البطولة، فبعد مباراة عادية امام الامارات، طرأ تحسن كبير على ادائه وتحديدا منذ الشوط الثاني امام العراق الذي كان نقطة تحول بالنسبة له ساعدته كثيرا في اجتياز العقبة العمانية في المباراة الثالثة ضمن الدور الاول. وظهر ترابط الخطوط القطرية في نصف النهائي امام الكويت حيث احسن موسوفيتش تأمين منطقته الدفاعية جيدا واقفال المساحات لعدم ترك الحرية للاعبين المنافسين بالتحرك جيدا خصوصا من وسط الميدان. ويملك موسوفيتش اوراقا رابحة في المنتخب ابرزها وليد جاسم اللاعب الصاعد الذي لفت الانظار بتحركاته وتمريراته وتسديداته القوية، وصانع الالعاب المميز حسين ياسر الذي يرهق اللاعبين بمراوغاته وتمريراته من الجهة اليسرى، والمهاجم السريع والمشاكس سيد علي بشير. ويملك المدرب البوسني مهاجما مشاكسا آخر على مقاعد الاحتياطيين شارك في الدقائق الاخيرة امام الكويت هو ناصر كميل صاحب البنية القوية. ويضم العنابي ايضا المهاجم المخضرم مبارك مصطفى، الوحيد من بين اللاعبين الحاليين في المنتخب الذي احرز اللقب الخليجي عام 1992 وفاز فيها ايضا بلقب الهداف. وقال موسوفيتش مواجهة منتخب عمان في النهائي ستكون مختلفة عن المباراة الاولى معه في الدور الاول، لكنه منتخب قوي يجب احترامه لانه يضم اكثر من لاعب مميز ، مضيفا نحن جاهزون للمواجهة ورفعنا درجة التركيز الى اعلى مستوياتها املا في احراز اللقب لان المنتخب القطري يلعب على ارضه وبين جمهوره . في الجانب الاخر، يوجد ماتشالا الخبير في دورات كأس الخليج حيث يشارك فيها للمرة الرابعة، ففي خليجي 16 قاد منتخب عمان ايضا، وكان قبلها قد فاز مع الكويت باللقب مرتين في خليجي 13 و خليجي 14 . وقدم المنتخب العماني امتع العروض واقواها حتى الان فلفت الانظار بشكل لافت وبات المرشح الابرز لإحراز اللقب، لكنه يفتقد الى الخبرة المطلوبة في مثل المباريات النهائية لانها المرة الاولى التي يحتل فيها احد المركزين الاولين في تاريخه. ويملك المنتخب العماني اكثر من لاعب مميز منهم عماد الحوسني متصدر ترتيب الهدافين برصيد اربعة اهداف، وبدر الميمني وفوزي بشير وخليفة عايل وهاني الضابط، وسينضم اليهم المتألق احمد مبارك الذي طرد في الدقيقة الاخيرة امام قطر بالذات في الدور الاول، والذي يمتاز باندفاع هجومي وتسديدات قوية. ويقول ماتشالا : اجتاز لاعبو المنتخب العماني حاجز الرهبة الذي كان ينتابهم في السابق واكتسبوا الخبرة المطلوبة للمباريات المصيرية، مضيفا : انا محظوظ لاني اشرف على عدد من اللاعبين الموهوبين الذين اثبتوا جدارتهم خلال المباريات واعتقد انه حان الوقت لهذه المجموعة منهم ان تحقق شيئا وتبدأ مسيرة احراز الالقاب. ويمتاز المنتخب العماني بالسرعة والاداء الجماعي والتمريرات المتقنة والتحركات المستمرة للاعبيه وتبادل المراكز فيما بينهم، فضلا عن المهارة الفردية التي تشكل احد مفاتيح الفوز. سيد بشير (قطر) المنتخب العماني في لقاء العراق