الكبر والعجب وجهان لعملة واحدة, وهما من الخصال الذميمة التي يتخذها بعض الناس ليكملوا بها النقص في شخصياتهم الذاتية, ولماذا يتغافل بعض الناس او يتجاهلون من أن صفة الكبر لا تكون الا لله؟ ولماذا بعض الناس ينظرون الى غيرهم نظرة السيد الى العبد, فأين هم من قوله تعالى ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغيرالحق) الاعراف.. وهذا يشير الى أن الله يمنع المتكبرين فهم الحجة والهداية, ويذلهم بالجهل لعنادهم وتكبرهم على الاخرين, حيث انهم يرون انفسهم افضل من غيرهم فيترفعون على عباد الله في المجالس بالتعالي والكبرياء والغرور, وينسون ان الاستكبار في حد ذاته يؤدي الى الوقوع في الاجرام وعدم الانصياع الى طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وجل القائل:( وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين) الجاثية, والمتكبر يحصد جزاء تكبره الذل حينما يجعله الخالق كحشرات صغيرة من الذر كما جاء في السنة: عن شعيب عن ابيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( يحشر المتكبرون امثال الذر يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون الى سجد من جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الانيار, يسقون من عصارة اهل النار طينة الحبال). الابتعاد عن الكبر يؤدي الى الجنة, والى رضوان الله ومن ثم رضاء الناس, بينما المتكبر, والمعجب بنفسه يرى نفسه كبيرا أمام الناس والناس يرونه حقيرا في الوقت نفسه, فأين من يتكبر او يعجب بنفسه مما جاءت به السنة الشريفة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي والعظمة ازاري من نازعني فيهما ألقيته في جهنم). ولذا كيف يغيب عن بال بعض الناس نتيجة التعالي على الله فيصف بصفات هي من حق الخالق؟ (ثم كيف يتكبر على غيره ويمشي بالخيلاء والغرور, فأين هو من قول الاحنف بن قيس (عجبا لإبن آدام يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين؟ وأين المتكبر بنفسه من قول الشاعر:==1== ولو فكر الناس فيما في بطونهم==0== ==0== ما استشعر الكبر شبان ولا شيب يا ابن التراب ومأكول التراب غدا ==0== ==0== اقصر فانك مأكول ومشروب==2==