المتكبر كالواقف على جبل يرى ألناس صغاًر ويروه صغيراً. والتكبّر هو عبارة عن إعجاب الشخص بنفسه، والتعالي على الغير قولاً وفعلاً. وهو من أوصاف إبليس الذي حسد آدم واستكبر وامتنع عن الانقياد لأمر ربه، (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) فلتعلم أخي في الله أنه من حمل في قلبه ولو شيئًا يسيرًا مِن الكبّر حُرّم عليه دخول الجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر) رواه البخاري. والنار دار له، (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) (الزمر:60)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبِركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر) متفق عليه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (احتجت الجنة والنار، فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون ، وقالت الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم) رواه مسلم. فانزع عنك رداء الكبر والتعاظم ، فإنهما ليسا لك، بل هما للخالق، والبس رداء الانكسار والتواضع، فما دخل قلب امرئٍ شيء من الكبر قط إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك أو أكثر. ومنشأ هذا من جهل العبد بربه وجهله بنفسه، فإنه لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يستعل ولم يأنف، يقول سفيان بن عيينه رحمه الله: «من كانت معصيته في الكبر فاخش عليه ، فإبليس عصى متكبرًا فلعن». والعذاب يقع على من تغلغل ذلك في قلبه، وتكون خفته وشدته بحسب خفتها وشدتها، ويعتبر التكبر من اشد الأمراض الأخلاقية الشائعة في المجتمع ومتى تمكن التكبّر من الإنسان أوهم نفسه بهالة من الغرور فلا يسعده إلا الكلام المزيف ويتغافل حينها عن نقائصه وعيوبه ، ولا يبالي بتهذيب نفسه، وتلافي نقائصه، وقال تعالى: (ولا تصعر خدك للناس ، ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور) (لقمان: 18) وقال تعالى: (إنه لا يحب المستكبرين) (النحل: 23) وقال تعالى: (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) (الزمر: 60) فهو سبحانه الجبار المتكبر. ولكي يسلم الإنسان ويضمن الشفاء من داء الكبّر فالدواء يكمن في عدة أشياء: تذكر نعمة الله تعالى عليك . . اقتد بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم . . تذكر الآخرة . . اعرف حقيقة النفس.. اختم كلامي بقول الله عز وجل: (ولا تمش في الأرض مرحاً، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ). إبراهيم عبدالاله العصيمي