بعض من الناس هداهم الله واصلح بالهم يظنون ان المال او المركز او القوة او الصحة او الصلاحيات هي كل شيء فتراه معجباً بنفسه، وينظر بفوقية، ويتكلم من راس انفه، ويشير باصبعه اشارات، ولا يلقى السلام على الغير ولا يرد السلام على الغير، ويحب ان يرفع صوته على من هو دونه، ويحب ان يشعر الاخرين ان له فضل في هذا وفي ذلك ويحب ان يبدأ بالكلام، ويحب ان يكون الاول في كل شيء ويجر ازاره بطرا، يمشي في الارض مرحا، ونسى ان اوله نطفة وآخره جيفه، ونسى ان المتكبر كالواقف على جبل يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا، ونسى ان اعجاب الانسان بنفسه دليل على صغر عقله ونسى الاهم من كل ذلك ان الله تعالى ورسوله لا يحبون المتكبرين فسبحان الله العظيم الذي نهانا عن التكبر. قال الله تعالة في محكم كتابه الكريم: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) 146الأعراف. وقال سيد البشر اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر). وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: من تكبر على الناس ذل. وقال العرب : ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع. وقال حكيم : من تبع كبرياءه ضل ، ومن خضع لشهواته ذل وقال الشاعر : خير الدقيق من المناخل نازل واخسه وهي النخالة تصعد وقال شاعر آخر : اذا عصفت الغرور برأس غير توهم ان منكبه جناح فيا سادة ياكرام علموا اولادكم الابتعاد عن الكبر لانه مكروه ويسبب الهوان وان تعينوهم على ترك الكبر. اولا: تذكير النفس بالعواقب والاثار المترتبة عليه ثانيا: عيادة المرضى ومشاهدة اهل البلاء. ثالثا : الابتعاد عن صحبة المتكبرين ومصاحبة المتواضعين. رابعا : محاسبة ضعاف الناس وفقرائهم وصحبة الكرام. خامسا : التفكير في النفس وكيف يكون حاله لو سلبت منه نعمه واحدة. سادساً : حضور مجالس العلم . سابعاً : الاعتزار لمن تعالى وتطاول عليهم . ثامناً : خدمة الاهل والنفس بالطعام والشراب . تاسعا : المواظبة على الطاعات . وصلى الله على سيد الاولين والاخرين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين. بقلم : محمد سراج بوقس للتواصل ص.ب 198 - مكة المكرمة