بعد تجربة الدوحة والبحرين الثقافية والكويت الثقافية تتصدى دار (الصدى) للصحافة والنشر والتوزيع لاصدار مجلة ثقافية جديدة تحمل اسم (دبي الثقافية) وهي مجلة فصلية تعنى بالأدب والفن والفكر وقد جاء العدد الأول متضمنا العديد من الدراسات والبحوث والتحقيقات والمقالات والحوارات تندرج تحت ثمانية عناوين رئيسة هي: قبضة جمر، وقريبا منهم، ودراما الحياة، وألوان وظلال، واجنحة الخيال، ودراسات، ونسيم من هناك، وايقاع الروح وتجىء افتتاحية العدد التي كتبها رئيس التحرير (سيف المري) مؤكدة على اهمية الثقافة ودورها في تأسيس العقل العربي وضرورة النهوض بها. ويتساءل المري في افتتاحيته معترضا على تغييب الثقافة والمثقف عربيا قائلا: ما وجهة الثقافة العربية واين هو المثقف العربي وكيف غيبت الثقافة العربية؟ ويؤكد ان الصراع القائم الآن بيننا وبين الغرب هو صراع ثقافي، وبين ان الاصدار الثقافي (دبي الثقافية) لايمثل حلا سحريا ولكنه يعد ورقة عمل تضاف الى ملايين اوراق العمل التي يحتاج اليها الانسان العربي، ولكن بالوان لم يسبق ان استخدمها احد من قبل. وتبدأ المجلة موضوعاتها ببنوراما عن (خور دبي شريان الحياة والبهجة) وباستطلاع عن مدينة (فوه) بمصر التي تضم 365 مسجدا اثريا على شاطئ النيل. وتحت (قبضة جمر) نرصد لمجموعة من التحقيقات والقضايا تناولت الكاتبات المغربيات ودور المراكز الثقافية الاجنبية في الاردن وفلسفة الاسماء عند الفلسطينيين، والمبدعين العرب والصحافة، وصعاليك بغداد.. شعراء بلا قصائد وتحت (قريبا عنهم) مجموعة من الحوارات مع نخبة من المبدعين منهم محمود درويش، د. عبدالعزيز المقالح، وآمال موسى. اما (دراما الحياة) فقد تضمنت مجموعة من المقالات والدراسات والاستطلاعات عن المسرح والسينما والتليفزيو والاذاعة تناولت السينما المصرية السينما والمسرح اليمني وتليفزيون الواقع ويتضمن (الوان وظلال) الفنون التشكيلية والتصوير عبر موضوعات عدة عن التشكيل اللبناني ومتحف مونيه وفيرمير/ والناقد كما رسمه الفنان. وخصص (أجنحة الخيال) للابداعات (قصة قصيرة وشعر) وشارك فيه 15 مبدعا عربيا بنصوصهم القصصية والشعرية وهو من اكبر ابواب المجلة بزاوية دراسات التي تتضمن مجموعة من البحوث والمقالات منها: اليهود في الشعر العربي/ واطلاله على هوية السودان الثقافية/ وادباء بارزون خلف سور الصين. وأولت (دبي الثقافية) الترجمة عنايتها فتضمن (نسيم من هناك) مجموعة من القصص والقصائد المترجمة ويختتم (ايقاع الروح) ابواب المجلة متضمنا مجموعة من التحقيقات والتقارير عن الموسيقى والغناء. وتجىء ورقة النهاية (حتى نلتقي) بمقال لناصر عراق مدير التحرير مشيرا الى ان (دبي الثقافية) تسعى لترسيخ قيم الحرية والحق والخير والجمال، قيم الأدب الرفيع والفكر الحر والفن الممتع. والعدد يقع في 226 صفحة من القطع الكبيرة في اخراج جيد وطباعة متميزة.