احرزت القوات الأميركية والعراقية تقدما ملحوظا في عمليتها الهادفة لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة. أن التقدم السهل في الفلوجة وما زامنه من اندلاع أعمال عنف في أماكن أخرى من العراق قد يفسر على أن مجموعات المتمردين ربما آثرت الانسحاب من المدينة على خوض معركة شرسة مع القوات الأميركية والعراقية. وهذا يعني أن عملية استعادة الفلوجة لن تؤتي ثمارها في القضاء على حركة التمرد أو انحسار الأعمال الإرهابية. غير أنها تعتبر أن بسط سيادة الدولة على المدينة، كي لا تعود مجددا ملاذا للإرهابيين، يعد خطوة للأمام. ان المقارنة بين المعركة الحالية وتلك التي خاضتها القوات الأميركية سابقا في شهر أبريل الماضى تثير الدهشة. السبب أن العملية السابقة راح ضحيتها عدد كبير نسبيا من المدنيين ولم تتمكن القوات الأميركية من السيطرة على المدينة. كما أن القوات العراقية كان لها دور ضعيف في تلك العملية بالإضافة إلى أن مواجهات وأعمال عنف اندلعت في مدن أخرى في العراق. وبالنسبة لهذه العملية، فإن الأنباء تفيد بأن عدد الإصابات بين المدنيين ضئيل الى الآن على الرغم من الدمار الذي لحق بالمباني في المدينة، كما أن هناك عددا لا بأس به من القوات العراقية المشاركة في المعارك وتشهد مدن أخرى حالة من الهدوء، خصوصا تلك المدن التي اندلعت فيها مواجهات في أبريل عام 2004 كالنجف وكربلاء ومدينة الصدر. ويبدي الآن العديد من العراقيين تأييدهم لقرارات حكومة علاوي الرامية للاستعانة بالقوات الأميركية في عملية بسط سلطتها على الأرض. المهم أن النجاح الحالي الذي تحققه الحكومة العراقية يعتمد كليا على مقدرة علاوي في المحافظة على وجود الدولة في الفلوجة بعد أن تنهي القوات الأميركية عملياتها العسكرية بنجاح وتنسحب منها. وترى أن علاوي سيواجه تحديين حرجين أولهما اختباره لولاء قوات الأمن العراقية وكفاءتها، والثاني قدرته على كسب زعماء السنة واستمالتهم للانخراط في العملية السياسية. خلاصة القول إن نهاية الحرب في العراق لن تكون قريبة، لكن فرص تحقيق الاستقرار الدائم ستزداد بنجاح العمليات العسكرية والمبادرات السياسية والاقتصادية.