يقول الدكتور أحمد عبدالقادر المهندس في كتيبه القيم الموسوم ب(الماء.. ثروة الحاضر وأمل المستقبل) الذي نشرته المجلة العربية مشكورة في شهر محرم 1419ه ما نصه: (الماء هو سر وجود الاحياء، وهو الاساس في جميع ما يحدث في الارض من انشطة تؤدي الى سعادة الانسان او تؤدي الى شقائه، فالمكان الذي يوجد فيه الماء تزدهر فيه الحياة والمكان الذي ينعدم فيه الماء تنعدم فيه مظاهر الحياة والاحياء. وقد ورد ذكر الماء في القرآن في حوالي 64 سورة، ومما يؤكد اهمية الماء في حياتنا وقيمته قوله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) - سورة الانبياء - الآية 30). والمياه العذبة هي المصدر الاساسي لحياة الكائنات الحية وهي تشكل حوالي 1% من كمية المياه الموجودة على سطح الكرة الارضية. ويمضي الدكتور أحمد في طرحه العلمي لهذه القضية ويمنحنا هذه المعلومة القيمة فيقول: تقع بلادنا ضمن المناطق الجافة التي يندر وجود المياه السطحية بها، وذلك بسبب قربها من مدار السرطان ومناخها الصحراوي وقلة سقوط الامطار عليها، وارتفاع درجات الحرارة وتدني الرطوبة في المناطق الداخلية منها ولذلك تعد بلادنا من الدول الفقيرة نسبيا في كمية المياه المتاحة، حيث لا يوجد فيها انهار او ينابيع كبيرة. وعندما نعيد قراءة تاريخ بلادنا، ندرك كم كان للماء من اهمية بالغة في تشكيل تاريخها وتحديد ملامحها الجغرافية فقد تركت ندرة المياه بصماتها واضحة على الارض والانسان والكائنات الحية والنباتات في وقت واحد فالارض اصابها الجفاف وتحولت الى صحار تغطيها الكثبان الرملية، والنباتات جفت وأضحت هشيما، والحيوانات نفقت عطشا وجوعا. عزيزي القارئ: من النصوص السابقة يتبين لك خطورة الموقف الذي نحن فيه.. هذا الموقف الذي يبرر هذه الحملة المائية للترشيد والتعامل مع هذا العنصر الحيوي - الماء - بعقلانية ولقد أحسنت وزارة المياه حين تحملت عبء هذه الدعوة الاعلامية والاعلانية لتوعية المواطن بالنشرات والملصقات واللافتات التي تحث على عدم التبذير في سائل الحياة الاولى. فتفهم عزيزي القارئ معنى هذه الدعوة واجعل من نفسك ركنا مهما في التوعية والترشيد.. وتذكر انه من عمل صالحا فلنفسه.