بلغ حجم مبيعات المشالح في محافظة الاحساء حوالي 12مليون ريال خلال شهر رمضان المبارك ومع قرب اجازة عيد الفطر المبارك التي يكون فيها الاقبال كبيرا على المشالح الحساوية ذات النوعية العالية الجودة والمشهورة بها حيث تعد الأولى في هذه الحرفة القديمة التي ما زالت تعتمد في صناعتها على العمل اليدوي الذي يميزها عن غيرها من حيث الدقة والجودة والمواد المستخدمة وعلى الرغم من تطور الآلات الحديثة المستخدمة في الصناعة إلا أن الاحسائيين حافظوا على صناعتها يدويا وتعتبر الأحساء ممولا لغالبية محلات بيع المشالح في جميع مناطق المملكة وبعض الدول المجاورة لما تتمتع به من سمعة جيدة واوضح احد المستثمرين في خياطة المشالح الحساوية علي القطان ان المشالح الاحسائية مازالت في الصدارة من حيث استقطابها داخل المملكة وخارجها لان خياطتها تتم بأيد سعودية توارثتها ابا عن جد. واضاف ان الطلب يتزايد على المشالح السعودية بصفة عامة والاحسائية بشكل خاص حيث يزداد الاقبال على اللون الاسود وكذلك البدري المائل الى الاصفر الفاتح اقبالا متزايدا من المواطنين الذين يحرصون على اقتناء هذا النوع من المشالح المصنعة في الاحساء نظرا لما تتمتع به من سمعة جيدة لدى الجميع على اعتبار ان المشلح البشت من الزي الوطني الذي تتميز به المملكة ودول الخليج العربي. وإن الإقبال في هذه الفترة أمر طبيعي وذلك يعود لكثرة المناسبات خاصة الأعراس التي يرى البعض أن لبس المشالح أصبح سمة ملازمة لها سواء من قبل الأقارب أو الأصدقاء ولهذا يلجأ البعض إلى الشراء من السوق هذا بالإضافة إلى أن البعض يشتري هدايا يقدمها هدية للعريس .. وأوضح أن هناك العديد من الأنواع منها الملكي ويعد أفخر أنواع المشالح ويتم تطريز مقدمة وجوانب المشلح بالذهب وعادة ما يضاف فيه بعض نقوش الفضة بالإضافة إلى أن هناك أنواعاً أخرى أقل درجة من الملكي. واضاف ان صناعة المشالح مثل غيرها من الصناعات خاضعة للتطور والتحديث حيث كانت في السابق جوانب المشالح تطرز بالزري بطول لا يتجاوز 3 سنتيمترات أما الآن ونزولا على رغبة الزبائن فقد أصبحت الجوانب تطرز بالزري بأطوال تتراوح ما بين 3 إلى 7 سنتيمترات. و تستغرق المدة لخياطة البشت تتراوح ما بين يومين إلى 5 أيام تبعاً للمواصفات المطلوبة وتمر بعدة مراحل وهي الهيلة والسلسلة والبروج و الكرمك و المكسر و تثبيت القيطان والبردخة والتلميع اما الزري فيتم استيراده من الخارج خاما ويتم تصنيعه في الاحساء على ايدي احسائيين متخصصين ولهم خبرات طويلة في هذا المجال حيث ان الكثير من مستخدمي المشالح يفضلون النوع المصنع يدويا على الانواع المصنعة آليا . . وأكد القطان أن موسم عيد الفطر يعتبر من المواسم الرئيسية في بيع المشالح بالإضافة إلى مناسبات الزواج والهدايا بالإضافة إلى مواسم فصل الشتاء للاحتماء من البرد.. وحول الأسعار قال إنها تتراوح ما بين 500 ريال إلى 7000 ريال ولكن الكثيرين يفضلون المشالح التي تتراوح أسعارها ما بين 1000إلى 3500 ريال. واستعرض الألوان المرغوبة للبشت وهي الأسود والعودي والسكري والأبيض مشيرا إلى أن لكل مناسبة اللون الخاص بها وأضاف ان الاحساء اشتهرت ببروز مجموعة من الأسر تمتهن خياطة المشالح مثل القطان و المهدي والخرس والحرز والأمير و الباذر والبوخضر والبقشي و البوحليقة والبوجبارة و غيرها. وكشف القطان عن الأضرار التي لحقت بصناعة المشالح الأحسائية في الفترة الأخيرة جراء تسرب أسرارها وطرق تسويقها من الاحسائيين أنفسهم إلى العمالة الوافدة وما خالطها من الغش والتلاعب في السعر والجودة وأضاف ان العمالة الوافدة أفسدت مهارة الصنعة الأحسائية الأصيلة ولفت النظر إلى أن هناك مشاغل كثيرة لا تزال تحافظ على هذا الموروث الأصيل من خلال تشغيلها الخياطين الاحسائيين بالرغم من ارتفاع أجورها مطالباً بتوطين الصنعة وسعودتها للحفاظ عليها.