يزاول العم حسن صالح مصلح مهنة حياكة البشوت منذ نعومة أظفاره، فقد تعلم هذه المهنة، وما زال إلى يومنا هذا يزاولها في دكانه الصغير وسط مدينة الباحة بالطريقة التقليدية القديمة. وقال العم حسن: إنني أعمل في خياطة البشوت وحياكتها وإنها من المهن الجميلة والشاقة معًا فهي مع ما تتمتع به من فن رفيع وروعة في التصميم والإخراج - يبدو غالبا في اللقاءات الرسمية والمناسبات العامة والخاصة - تحتاج إلى صبر ودقة في التعاطي معها وأن المشالح متميزة بحكم مكانتها الرسمية في الزي السعودي، فالذوق العام أوجب التجديد وتعدد الألوان، وساعدت القدرة الشرائية في تنامي الطلب على المشالح، وتوسط أسعارها أيضا، وعن الأقمشة قال مصلح: إن المشالح المشغولة يدويًا جودتها تكمن في نوعية القماش (إنجليزي أو حساوي أو نجفي)، فإلى جانب مصنع أقمشة المشالح في الأحساء، الذي ينتج أقمشة عالية الجودة، لا يزال في الأحساء من يصنع الأقمشة بطريقة يدوية، مستخدمًا وبر الأغنام وصوفها وألوان الصباغة الطبيعية. وتتميز هذه الأقمشة بالجودة العالية وارتفاع الثمن، كذلك توجد أقمشة نحيفة، وهي الخفيفة وكذلك الإنجليزية.كذلك تكمن في جودة خياطة المكسر وموديل خياطته و(بردغته) التي تحتاج إلى مهارة عالية، حين يقوم العامل بطرق الزري بمطرقة خاصة، كذلك نوعية القماش ويقول: المدة التي تستغرقها صناعة مشلح تصل إلى يومين، وهو يصنع مقاسات مختلفة وألوان متعددة، تبعًا للذوق العام السائد في السوق. كما أن المشلح يمر بعدة مراحل، هي تركيب الهيلة، تركيب الثاني، بعدها تأتي السلسلة، أي السميط، والبروج والكرمك والمكسر، وتركيب القيطان، وأخيرًا البردخة والتلميع وخبانة المشلح، حسب قياس الزبون وتتنوع البشوت من حيث الجودة والألوان ولكن اللون الأسود منتشر بشكل كبير بين الناس سابقًا وكذلك اللون البني، بجانب هذين اللونين هناك ألوان أخرى اليوم بسبب آلة النسيج وبسبب سهولة الحصول على الألوان التي تصبغ بها الأقمشة ومن هذه الألوان الأزرق، والسماوي، والأشقر، والعودي والبني الداكن والليموني وألوان أخرى متعددة، وعادة يحرص أهل الخليج على لبس البشت في الأعياد والمناسبات المختلفة وحتى الأطفال يتمسكون بلبسه في العيد فهو مكمل للزي السعودي والخليجي الأصيل.وسمي البشت الحساوي بهذا الاسم لتصنيعه في الأحساء حيث الأحساء معروفة بصناعة البشوت والعباءات النسائية بل إنه في فترة سابقة لم يعرف أحد غير الأحسائيين في صناعة البشوت والعباءات في السعودية والتي كانت تصدر إلى مختلف مناطق المملكة وكذلك إلى بقية دول الخليج. وعن الاقبال على خياطة البشوت يقول العم حسن: هناك إقبال متفاوت خلال العام إلا أنه في الأعياد وفي الزواجات يكون الإقبال أكثر ويتطلب الأمر الى جهد أكبر حيث إن الكثير من الزبائن يريده مستعجلًا، حيث يأتي الزبون في أضيق الوقت إلا أننا نتحلى بالدقة والمهارة في ذلك.