اعلنت وزارة الزراعة المصرية حالة الانذار القصوى في صفوف فرق المراقبة التابعة لها بعد ظهور اسراب من الجراد شمال غرب البلاد. وهذه اول مرة تذكر مصر وجود جراد على ارضها بعد ان اجتاح الجراد منذ بضعة اشهر دولا اخرى شمال وغرب افريقيا. واعلنت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان وزارة الزراعة امرت نقاط المراقبة المنتشرة على حدود مصر الجنوبية والغربية بلزوم حالة الانذار القصوى لمتابعة تطور اسراب الجراد. واوضح ناطق باسم الوزارة للوكالة ان اسرابا من الجراد كانت متجهة من جنوبالجزائر وتونس وليبيا الى شمالها بلغت مدينة السلوم (المصرية على الحدود مع ليبيا) وتمت معالجتها بين الخميس والجمعة. واضاف الناطق ان بعض مجموعات الجراد التي لا تمثل خطرا حقيقيا توغلت مسافة 75 كلم داخل الاراضي المصرية غرب مرسى مطروح، لكن تمت السيطرة عليها. من جانب اخر قدرت وزارة الفلاحة الجزائرية مساحة الأراضي التي غزاها الجراد حتى شهر اكتوبر الجاري ب 95 ألف هكتار منتشرة عبر 14 ولاية في البلاد. وحذر الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية عبد السلام شلغم من غزو الجراد الجائر للجزائر انطلاقا من الحدود الغربية للبلاد. وعزا شلغم سبب انتشار اسراب من الجراد على مساحة تقدر بخمسة في المائة من المناطق الشمالية من الجزائر الى الرياح الجنوبية التي هبت خلال الاسابيع الماضية. واكد ان الجزائر وضعت العديد من التدابير للقضاء على هذه الاسراب بصفة تامة انطلاقا من الجدار الأول في أقصى الجنوبالجزائري الى الجدار الثاني أقصى المناطق الصحراوية وصولا الى الجدار الثالث الموجود في المناطق الشمالية. واضاف ان الجزائر شددت كذلك من تدابير مكافحة الجراد عبر الولايات الغربية وذلك لمجابهة الجراد القادم من المغرب بفعل الرياح الغربية التي يرتقب أن تضرب هذه المناطق خلال الأيام المقبلة خصوصا ان 400 ألف هكتار من الأراضي المغربية غزاها الجراد. وحول المستلزمات التي اعدتها الوزارة لمكافحة اسراب الجراد قال شلغم ان الجزائر اقتنت عشرين طائرة تضاف الى ثماني طائرات موجودة مضيفا نرتقب وصول عشرين طائرة أخرى في الوقت المناسب. من جانبها قالت حكومة مالي: انها سوف تمد القرويين الذين التهم الجراد مزروعاتهم بامدادات كافية من الطعام بعد ان انحسر الى حد كبير خطر غزو تلك الحشرات. وبدأ عاملون في مجال الاغاثة في تقييم الاضرار التي تسبب فيها أكبر غزو للجراد لغرب ووسط افريقيا منذ اكثر من عشر سنوات. وهاجم الجراد منطقة مترامية الاطراف تمتد من ساحل المحيط الاطلسي الى تشاد. وقال عثمان تيام وهو متحدث باسم الحكومة: يمكن ان نعلن انباء سارة جدا وهي ان هناك انحسارا في غزو الجراد في معظم الاماكن. لن تكون هناك اي كارثة فيما يتعلق بالمخاوف بشأن الامن الغذائي لاننا اخذنا احتياطنا بالفعل. وتشير تقديرات حكومية الى ان الجراد التهم 441000 طن من الحبوب. وكان من المتوقع ان يبلغ الانتاج خلال موسم 2004-2005 ثلاثة ملايين طن في مالي التي يبلغ تعداد سكانها نحو 12 مليون نسمة. وغزا الجراد مالي والنيجر والسنغال وموريتانيا وتشاد وحذر عاملون في مجال الاغاثة من أن هذه الدول سوف تحتاج الى كميات كبيرة من المعونات الغذائية. وقال عاملون في الاغاثة يوم الاثنين: ان اسراب الجراد التي اتجهت شمالا من المرجح ان ترجع جنوبا في 2005 مما يرفع من خطر فقد محاصيل.