قال مسؤولون أفارقة إن مانحي المساعدات لم يتحركوا بسرعة ازاء اسوأ غزو للجراد تشهده افريقيا. ودمرت أسراب من الجراد مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية وغزت المنازل وانهكت ميزانيات حكومية ضعيفة بالفعل. وقال وزير المالية السنغالي عبد الله ضيوف ان بلاده لفتت انتباه المانحين الى المشكلة في فبراير الماضي اي بعد أربعة اشهر من اصدار منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة "الفاو" لتحذير مماثل ولكن لم يتم اتخاذ اي اجراء. وأضاف ضيوف على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي: انتظروا حتى تفاقم الموقف ثم جاءوا لمساعدتنا. واردف قوله: إنه لو كانت المساعدات قدمت بصورة أسرع لامكن الحد من هجوم الجراد. وغزت أسراب الجراد حوالي ثلاثة ملايين الى اربعة ملايين هكتار في غرب افريقيا ولكن لم ينقذ سوى 300 الف هكتار حسبما ذكرت الفاو.ويوجد نحو 6ر1 مليون هكتار منها في موريتانيا وهي بلد لحقت به أضرار فادحة على وجه الخصوص لانها تقع في مسار هجرة الجراد. وقال وزير المالية والتنمية الموريتاني سيدي ولد ديدي ان مشكلة الجراد لا يمكن معالجتها على انها موقف طاريء كل ستة أو سبعة أعوام. ولابد من وضع آليات للسيطرة والحيلولة دون هذه الهجمات. واضاف قائلا: (مارأيناه هذا العام لم نر مثله من قبل قط). وقدر البعض: ان أسراب الجراد دمرت ما بين 40 الى 50 في المئة من محاصيل موريتنانيا. وقال الوزير: استغرق تعبئة المساعدات وقتا. ليس هناك من هو سعيد. وقال الوزير: إنه من المبكر تقدير اثر غزو الجراد على الاقتصاد ولكن بلاده تعاني ايضا من ارتفاع أسعار النفط. وقال سكان محليون ان الجراد غزا العاصمة الموريتانية نواكشوط للمرة الثالثة خلال عدة شهور مكونا اسرابا جديدة ضخمة تلتهم في طريقها ما تبقى من خضرة المدينة. واحدث اسوأ اجتياح للجراد في غرب افريقيا على مدار اكثر من عشر سنوات دمارا في بعض من اشد دول العالم فقرا وألحق اضرارا كبيرة بمحاصيل الحبوب على امتداد آلاف الفدادين في منطقة كثير من سكانها فلاحون يعتمدون على الزراعة كمورد للرزق. وقال محمد الحسن ولد جعفر رئيس العمليات في مركز مكافحة الجراد الصحراوي بموريتانيا: جاءت الاسراب التي شوهدت في نواكشوط في الايام الاخيرة من تناسل الجيل الاول الذي هبط من الشمال. واضاف: إنها (حشرات) صغيرة السن ذات اجنحة في بداية هجرتها وتسمن قبل الانطلاق. انها جائعة جدا. وجرى الاطفال في شوارع المدينة غير المرصوفة يضربون الهواء بالعصي في محاولة لطرد الحشرات بعيدا.. السكان الاكبر سنا تطلعوا الى الجراد برعب مشوب بالاستكانة. وقال الفا الذي دمرت الحشرات الطائرة مساحة من الارض المزروعة بالخضروات يمتلكها في وسط المدينة (هذا يصبح قدرنا اليومي). وقالت زينب القائمة برعاية نباتات قطعة ارض مجاورة: يتعين ان نترك الامر لله لانه ليس هناك شيء يمكن ان نفعله في مواجهة مثل هذه الظاهرة. وقال وزير البيئة احمد ولد احمد ان الجراد دمر ما يتراوح بين 40 و50 في المئة من محاصيل موريتانيا وما يصل الى 60 في المئة من مراعيها. وتم رش المبيدات في ثمن المناطق المتضررة فقط. وقال مسؤولون: ان المانحين الاجانب يدفعون اموالا لمحاربة آلافة الا ان عدة دول في غرب افريقيا لا تزال تعاني بشكل حاد من نقص الطائرات والمواد الكيماوية واكثر الدول تضررا هي موريتانيا ومالي والنيجر والسنغال. ودقت منظمة الغذاء والزراعة "الفاو" ومقرها روما جرس الانذار قبل عام بشأن حشود جراد في المنطقة. وتتهم وكالات الاغاثة والمانحون الاجانب والحكومات الافريقية بعضها بعضا منذ ذلك الحين ببطء التصرف اكثر مما ينبغي. وقالت منظمة الاغذية والزراعة ان حشودا جديدة وردت تقارير بأن احدها يمتد بطول 70 كيلومترا دخلت شمال غرب موريتانيا في الاسبوع الماضي وانها ايضا تهاجم الصحراء الغربية وجزر الرأس الاخضر. وتعتمد موريتانيا بشكل كبير على الزراعة وهي في حاجة لكثير من المساعدات بدءا من المبيدات الحشرية الى الطائرات والسيارات والافراد لتفريق الجراد. ووافق البنك الدولي الاسبوع الماضي على تقديم اعانات عاجلة قدرها 5ر12 مليون دولار الى سبع دول هي بوركينا فاسو وتشاد وجامبيا ومالي وموريتانيا والسنغال. و تتضمن شروط تقديم المساعدات توفير التخزين المناسب والاستخدام السليم للمبيدات الحشرية لمنع الاضرار بالبيئة والناس. مساعدات المكافحة وصلت متاخرة