كشفت صحيفة «الوطن» الكويتية نقلاً عن تقارير للادارة العامة للأدلة الجنائية الكويتية عن وجود شبكة تخريبية تسعى الى القيام بأعمال تفجير في عدد من المواقع الحيوية بالكويت، وذلك بعد ان تأكد لها ان عجينة «تي ان تي» التي عثر عليها داخل مركبة في ميناء الشعيبة مؤخراً تحتوي على مواد شديدة الانفجار.. مشيرة إلى أن الادارة قامت برفع البصمات عن المركبة التى تتبع وزارة الكهرباء والماء الكويتية في محاولة للتوصّل الى الشخص الذي وضع العجينة بهدف ادخالها الى الميناء بطريقة سرية. منظر عام للكويت وذكرت الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء أن التحريات كشفت عن ان من وضع العجينة عضو في شبكة تستعد لتفجير منشآت حيوية في الكويت تنفيذاً لأجندة احدى الدول المجاورة - لم تسمها -. واتضح للادارة ان الشبكة منظمة وعلى علم بالسيارات المسموح بدخولها الى الميناء، واستخدمتها دون علم أصحابها لإدخال المتفجرات قطعة قطعة ليتم تجميعها داخل الميناء كما تبيّن ان الشبكة لها تخطيطات مدروسة وصاحبة خبرة وتضمّ عناصر مدرّبة، حيث لفت العجينة بقطعة قماش وألصقتها أسفل دعامية المركبة حتى لا تتوّصل إليها الكلاب البوليسية. ورجّحت الادارة وجود عناصر مندسّة وأعضاء في الشبكة من الموظفين والفنيين وهم من يستلمون العجينة داخل الميناء. وكانت مصادر أمنية كويتية رفيعة المستوى قد كشفت الاثنين عن احباط محاولة ادخال سيارة تحمل مواد متفجرة قبل يومين الى ميناء الشعيبة، مشيرة الى ان السلطات المختصة تتابع تحرياتها لمعرفة الجهة التي فخخت السيارة. وقالت عمليات وزارة الداخلية الكويتية انها تلقت ليلة الجمعة - السبت الماضية بلاغاً عن ايقاف حاجز التفتيش في ميناء الشعيبة سيارة - نصف نقل - مستأجرة لخدمات وزارة الكهرباء الكويتية ويقودها موظف آسيوي، بعد اشتباه كلاب الاثر في حملها مواد متفجرة. فى السياق ذاته، نقلت صحيفة «الأنباء» الكويتية الثلاثاء عن مصدر أمني كويتى ان رجال أمن الدولة الكويتيين انتقلوا في ساعة مبكرة من فجر الاثنين الى سكن مخصّص للعمالة الوافدة للشركة التابعة لها المركبة في منطقة المهبولة الكويتية وتم توقيف 3 وافدين بخلاف الآسيوي الذي ضبط خلال قيادته السيارة المشبوهة، كما جرى التحفظ على اجهزة حاسوب داخل سكن العمال لإعادة فحصها من الخبراء والاطلاع على معلومات قد تقود الى فك طلاسم العجينة المتفجرة التى تم العثور عليها. وأكد المصدر الأمني الكويتى أن التحقيقات الموسّعة التي تجريها أجهزة وزارة الداخلية الكويتية في هذا المجال نظراً لخطورة القضية تزامنت ايضاً مع اعادة تمشيط عدة مواقع استراتيجية نفطية خشية تسلل كميات متفجرة بنسب بسيطة الى هذه المنشآت المهمة ويتم تجميعها بالداخل. وقال المصدر الأمني ان عمليات تمشيط المواقع الاستراتيجية خاصة ميناء الشعيبة والمصافي النفطية لم تسفر عن ضبط كميات اضافية.. مشيراً إلى أن كل الاحتمالات في هذه القضية مفتوحة وهناك عدة احتمالات قيد البحث ومن بينها ان هناك خلايا نائمة أو عناصر لها علاقة بأجهزة استخبارات كانت تخطط لعمل إرهابي ما وأدخلت هذه الكمية البسيطة لجسّ نبض اجهزة الداخلية الكويتية في رصد المتفجرات وكانت هذه العناصر تراقب مدى جدارة اجهزة الداخلية في اكتشاف المتفجرات بحيث تدخل كميات أخرى. ورجّح المصدر الأمني الكويتى احتمالاً آخر من أن الخلايا النائمة ادخلت من قبل كميات أخرى وجمعت في أماكن داخل ميناء الشعيبة ولم يستدل عليها كما يظل الاحتمال الآخر وهو أن هناك عناصر تعمل داخل الميناء لديها مخطط أحبط في مهده. وقال المصدر ان جهاز أمن الدولة الكويتي بدأ في إعادة بحث ملفات عاملين في ميناء الشعيبة وأن شكوكاً دارت حول 5 موظفين كويتيين يعملون داخل الميناء، لافتاً الى ان الموظفين الخمسة سيتم التحقيق معهم لمعرفة ما إذا كانت لهم علاقة بالعجينة التي عثر عليها داخل مركبة في ميناء الشعيبة مؤخراً. وبشأن الموقوفين من الوافدين، أكد المصدر الأمني أن جميع من تم توقيفهم في القضية هم من الذين سبق ان استخدموا المركبة وأكدوا في التحقيقات معهم انعدام الميول الإرهابية والمتطرفة، مشيرا الى ان الفريق المختص بفحص اجهزة الحاسوب سيخلص ما إذا كانوا قد دخلوا الى مواقع متخصصة في تصنيع المواد المتفجرة. فى السياق ذاته، طالب النائب الكويتى ضيف ابورمية وزارة الداخلية الكويتية بتمشيط جميع المواقع الحيوية في الكويت للتأكد من عدم اختراق العابثين لهذه المواقع وتتبع هؤلاء المجرمين والقبض عليهم بأسرع وقت وتسليمهم للعدالة ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر. وقال ابو رمية فى تصريح صحفي امس ان على وزارة الداخلية الكويتية كشف الحقائق للشعب الكويتي وكشف الجهات الداعمة لهؤلاء المخرّبين، سواء كانت دولاً او جهات اخرى واتخاذ كل الاجراءات القانونية ضدهم ومطاردتهم دولياً، كما على وزارة الداخلية مكافأة رجال الامن الذين احبطوا هذه العملية التخريبية.