عزيزي رئيس التحرير الواحد منا ربما يملك أسبابا قوية تفتح له باب السعادة لكنه إذا لم يعرف كيف يفتحه فانه يدفع في الجهة الخطأ ويقضي الليل بطوله في الأرق والأفكار السلبية. الكل يتمنى السعادة لكن يندر وجود السعداء الذين يعرفون كيف يطبقون قوانين السعادة. نحن نقضي حياتنا في نقض هذه القوانين وإنكار السعادة وفي هذه الحال يستحيل علينا أن نكون سعداء خاصة إذا سيطرت أفكار الكآبة وخمود الهمة والضجر وترددت على لسانك هذه العبارات عدة مرات باليوم: (ليس لي حظ .. لا يحبني أحد .. لن اتغلب على مصاعبي) فإنك لا تبني جداراً بينك وبين السعادة، بل تجذب إليك المصائب والهموم. يقول روبرت هولدن: اذا كانت حياتك لا تسير على ما يرام, فانك مطالب بالتخلي عن الافكار والمعتقدات والمفاهيم والعادات والمخاوف التي تمنعك من المضي قدما. لن تتحقق لك المعجزات طالما كنت متمسكا بهذه المفاهيم القديمة. ان الالم علامة تبين لك انك يجب ان تبدأ في التخلي عما يعوقك والانفتاح ومحاولة البحث عن شيء جديد. وحذر الفيلسوف (ابيكتيوس) بوجوب الاهتمام بازالة الافكار الخاطئة من تفكيرنا اكثر من الاهتمام بازالة الورم والمرض من اجسادنا. ان السعادة الداخلية لا تتحقق في يوم واحد, لابد من تغيير كثير من العادات, فأنت لا تستطيع ان تتعلم لغة غربية في يوم واحد. حيث تقول: انا تعيس.. لقد افلست.. انا كئيب.. انا غير محظوظ.. وغيرها من التعابير الدالة على الاخفاق ستمعن وتؤكد فشلك واحباطك. احد الفلاسفة العظماء تبنى شعارا له في حياته هذه العبارة التالية: لا يتأثر الانسان بما يحدث مثلما يتأثر برأيه حول ما يحدث. اهم واعظم فكرة ستتوصل لها ولو قرأت آلاف الكتب في علم النفس للتخلص من الاحباط والقلق والهموم هي: اننا مجموعة افكارنا كما يقول (وليام جيمس) ان اعظم اكتشافات جيلي هو ان الانسان في امكانه تغيير حياته بواسطة تغيير توجهاته العقلية. يمكن ان نعيش تجارب حياتية متماثلة وتختلف نظرتنا لها وربما يصل الاختلاف الى حد التناقض, فمثلا: اذا حصل مجموعة من الموظفين على ترقية بعضهم يبتهج ويفرح بهذه المناسبة ويندب الآخرون حظهم على المسؤولية المضافة اليهم. ان كيفية رؤيتنا للحياة اهم من رؤيتنا لواقع الحياة فافكارنا عن الحياة هي التي تولد فينا السعادة او الكآبة وان كانت احداث الحياة لها تأثير الا انها ليست بالمقدار الذي تؤثره. لا يعني هذا ان نتجاهل مشاكلنا وليست بعض مشاكل الحياة بمثل هذه البساطة ولكن ان نعمل على حلها دون قلق او خوف او تضخيم للمشاكل. ولكن بعض الناس يجعل من الحبة قبة (والمشاكل البسيطة مصائب عظيمة او يصور فكرة له ذلك وكما يقول المثل: (هونها وتهون). قال الامبراطور والفيلسوف الذي حكم الامبراطورية الرومانية (ماركوس اوريليوس) لقد احتملت الف نوع من الشقاء لانني لم اقتصر على ارشادات دليلي الداخلي وقال: (حياتنا هي ما تصنعه افكارنا). سأعطيك مفتاحا بسيطا وعظيما للسعادة والنجاح عبارة لا عليك الا ان ترددها من قلب وبصدق: (الحمد لله على السعادة). قال تعالى: (... لئن شكرتم لأزيدنكم..) 7 سورة إبراهيم. @@ فؤاد أحمد البراهيم