يقول أرسطو – الفيلسوف اليوناني الشهير -»إن المرء هو أصل كل ما يفعل» في نظرة فاحصة حول كلمات أرسطو نجد أنه لخص جملة الحياة بعبارة واحدة حكيمة، أن حياة الإنسان وإبداعاته اليوم ماهي إلا نتيجة أفكاره وأفعاله ودوافعه السابقة، فمن كان يملك الدوافع اللازمة سيصل حتماً إلى طريق النجاح المرتبط بمدى قدرتنا على تجاوز مسالكه الصعبة، فالنجاح فلسفة تبتدئ بأفكار خلاقة تستلهم من صخب الأحداث رغبة تنضح بالقوة والطموح ثم تترجمها إلى عمل منظم يحفر خطواته الأولى في رحلة الألف ميل نحو القمة، والإنسان بطبيعته يملك طاقات جبارة يحتاج فقط أن يزيل عنها هواجس الانهزام والضعف بإبعادها عن ساحة الشعور ما أمكن له ذلك، وفي هذا يقول الفيلسوف الأمريكي ويليام جيمس وهو من رواد علم النفس الحديث «إن الاكتشاف الأعظم الذي شهده جيلي، الذي يقارن بالثورة الحديثة في الطب كثورة البنسلين هو معرفة البشر أن بمقدورهم تغيير حياتهم عبر تغيير مواقفهم الذهنية». ولما كانت الأفكار هي أصل كل نجاح يتجلى الإبداع الحقيقي في تحويل هذه الرؤى والأفكار إلى إنجازات، فهناك أشخاص سلكوا وسط مصاعب كثيرة وقوى مضادة ولكن مثابرتهم وعزيمتهم في شق الطريق وركوب الأخطار والانطلاق في تحقيق الأهداف المرجوه بإصرار كبير جعلت تلك المصاعب تتراجع أمام عزيمتهم، فإن الرغبة الحقيقية في الإبداع لا تتوقف عند الواقع في معطياته الخارجية إنما تتخطى هذه المعطيات إلى إدراك جديد لها فيبدو الواقع في صورة تحفيزية جديدة تحتاج فقط إلى تلوين تفاصيلها كما ينبغي لها أن تكون، لكن المشكلة تكمن أحياناً في التخاذل والتقاعس عن العمل وانحسار أمواج الدوافع نحو شواطئ الكسل ومن ثم الركون إلى الاستسلام والجمود، وهنا ثمة سؤال قد يتوارد في أذهاننا تلقائياً، لماذا بعض الأشخاص ناجحون أكثر من غيرهم؟ هل هم كذلك لأنهم الأوفر حظاً؟ حسناً، قد يكون هذا الكلام صحيحاً إلى حد ما، بعض الأشخاص لديهم حظ كبير فعلاً ولكن هم الذين صنعوا هذا الحظ لأنفسهم لأن أرواحهم تواقة للعلا فعاشوا حياتهم من أجل تحقيق أهدافهم، بالتالي ارتفعت مستوياتهم واكتسبوا قوة نفسية وعقلية كبيرة ساعدتهم على مجابهة المحن، ميزة المبدع تكمن في قدرته على خلق حلم جميل يريد عيشه حقيقة فعلية، فيكرس كل مجهوداته لصناعة حلمه الخاص على أرض الواقع. إننا مدفوعون لتحقيق كثير من الدوافع لو آمنا أن باستطاعتنا تحقيقها، فإذا كان هناك عامل ضروري لتحقيق النجاح فإن هذا العامل هو قيمتك الذاتية؛ أي أنه شعورك الذي يعكس مدى إيمانك بقيمتك وتقديرك لنفسك من الداخل، لذا كن مؤمناً بما يجب عليك أن تكون اليوم، اصنع مجدك واستعرض جماليات قدراتك وانطلق من واقعك الموجود نحو حلمك المنشود، عليك أن تنجح فأنت تستحق ذلك ولن يستطيع أحد أياً كان إيقاف رغبتك المشتعلة للنجاح. قيل لنابليون بونابرت ذات يوم «إن جبال الألب شاهقة تمنع تقدمك، فقال يجب أن تزول من الأرض، وأردف قائلاً: إن كلمة مستحيل لا توجد إلا في قواميس المجانين».