من سمات العظماء والناجحين والسعداء في الحياة التوسع في دائرة (البدائل) والاجتهاد في صنع (الاختيارات) المتعددة، فانظر إلى الوسائل المتعددة التي استخدمها نبي الله (نوح) في الدعوة وانظر إلى الرؤية الشمولية العميقة للحبيب اللهم صل وسلم عليه عندما أوجد خيار (الدعاء) لأهل الطائف وغلّبه على خيار تعذيبهم، والكثير من المشاهد مما يصعب حصره هنا. يقول صاحب كتاب (العادة الثامنة): لو سُئلت عن الفكرة الأكثر عملية وأهمية في الحياة، سأجيب بسرعة وبدون تحفظ وبكل قناعة هي: كوننا أحرارا في اختيار ما نشاء، ويؤكد هذا (جيمس فالنتين) بقوله: إن حياتك تتشكل من سلسلة من الاختيارات التي تتخذها مكونة شخصيتك بداية وصانعة مصيرك نهايةً! وقانون الاحتمالات يقول: كلما جرب الإنسان أمورا مختلفة متعددة زاد احتمال أن يصل للحل المناسب في الوقت المناسب، وأحسب أن بعد نعمة الإيمان والصحة تأتي نعمة (الاختيار) كأعظم منحة وأكبر هبة من رب العالمين، لقد وَهَبَنَا الله نعمة الاختيار، وأشرع لنا الأبواب عن آخرها لنختار بحرية وفق ضوابط ومعايير ثقافية وعقلية فنختار الخير أو الشر، ونختار السعادة أو الشقاء، الصواب أو الخطأ، النجاح أو الفشل العدل أو الظلم، الحق أو الباطل. يقول عز وجل: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ويقول سبحانه وتعالى: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}. يقول أحد الفلاسفة: (أحمد الله أني لم أُخلَق شمساً، فالشمس لا تملك أي اختيار: لا تستطيع أن تطرد أحد كواكبها، كما أنها لا تملك أن تؤخر إشراقها على بلدة صغيرة، أما أنا، فإني أعيش في حالة اختيار دائم: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، باختياري، فأصبحت أستمتع بطاعة الله، وأندم وأتوب كلما ابتعدت عنها!). وللأسف فإن الكثير من البشر قد سلب نفسه (الإرادة) ولم يقدّر ويثمن تلك النعمة العظيمة فتجدهم يتقمصون دور(الضحية) ويعتنقون مبدأ (لوم الآخرين) ولا ينفكون عن استخدام الأسلوب السيئ السمعة ألا وهو (التبرير) لأخطائهم! فتاريخ الشرفاء والعظماء كما يقول (دويغث ايزنهاور): لم يُكتب أبدا عن طريق الصدفة وإنما باختيارهم! والفارق الأبرز بين البشر والحيوانات والآلات يتمثل في كون البشر قادرا على توجيه حياته حيث يختار سلوكياته أما الحيوان والآلة فلا حول لهم ولا قوة! إن استفادة الإنسان من نعمة (الاختيار) تمكّنه بإذن الله من (إعادة) صياغة حياته واستدراك أخطائه وتغيير عاداته السيئة والتطبع بالطباع الكريمة والحديث عن تلك النعمة (ينسف) تلك النظريات (الفاسدة) التي أضعفت البشر كنظرية (الحتمية) وبعض ما آمن به (فرويد) من كون الإنسان مجرد تابع لماضيه وأسير لخبراته القديمة وهو فقط ردة فعل للطريقة التي يعامله بها الآخرون، وتلك الأمور مؤثرة لكنها لا تحدد مصير الإنسان، فعندما تتخلى عن حاضرك لماضيك فلن تنعم به وسوف تتخلى كذلك عن مستقبلك! وفي هذا الشأن ينصحك صاحب كتاب (القوة المطلقة) لكي تزيد من البدائل المتاحة أن تعمل على اكتساب(القوة الذاتية)،فالقوي في جسده في وقت الحاجة لديه أكثر من بديل ومن يملك المال لديه أكثر من بديل عندما يضطر ومن يملك شبكة من العلاقات امتلكها بحسن الخلق ولطف الخطاب فسوف تتعدد بدائله عندما يحتاج لمساعدة! تذكر أنك المصمم والمهندس والمبدع لحياتك وقد حان الوقت لتتخذ قرارات جريئة واختيارات صحيحة لذا عليك وبعد الانتهاء من قراءة هذا المقال عليك أن تختار: - أن تفوز في الحياة. - التركيز على الجوانب المشرقة وتتلمس نقاط القوة في الأشخاص والممتلكات. - تحقيق أقصى ما يمكن في الصحة. - الوصول لأقصى درجات النجاح. - أن تكون أكثر الناس لطفا وأدبا. - الاستمتاع في كل تفاصيل حياتك. - النزاهة والشجاعة في كل موقف. * ومضة قلم - إذا لم يكن بمقدورك أن تختار كيف ولا متى ولا أين ستموت، فإن بمقدورك أن تختار كيف ستعيش الآن؟!!