أين ذهبت؟ ومع من كنت؟ هاتفي لا يهدأ من اتصالاتها وقد يصل الأمر إلى الاتصال بي من هواتف أخرى في عملها أو منازل صديقاتها تتابعني باستمرار بحثاً عن خطأ ما عن خيانة ما تبرر فيها لنفسها سبب متابعتها الشديد المبنية على أوهام لا وجود لها على أرض الواقع كم هو مزعج أن تشك في كل كلمة أو تصرف أقوله.. وأصبح كل دوري منذ لحظة دخولي إلى البيت هو أن أعد عليها خطواتي وأحكي لها ما دار من أحاديث مع أصدقائي حتى مللت وشعرت بالاختناق وأوشك أن أرمي هذا الطوق عن عنقي. مازن لماذا تبحث عن حل وهو بين يديك فإما أن تكون زوجتك معدومة الثقة بنفسها أو أنها رأت منك ما جعلها تصر على متابعتك. يا أخي راجع نفسك وانظر إلى حال زوجتك وعندما تجد الخطأ أولاً أبحث عن العلاج وهو في الحالة الأولى يتطلب أن تفعل ما يجب عليك أن تفعله مع زوجه لا تثق بنفسها حتى ولو تطلب الأمر استشارة أخصائي نفسي ليضع لك خطوات تسير عليها في التعامل معها لتحقيق الهدف. وإذا كنت أنت من تسبب في هذه الحالة من الشك التي تعيشها زوجتك عليك بمعالجة أخطائك ومراقبة تصرفاتك فلربما يدر منك ما جعلها تشعر بعدم الأمان والاطمئنان إليك وبالتالي فقدت أهم شعور تبحث عن المرأة مع زوجها واتجهت مرغمة إلى مراقبتك لتتأكد من سلامة تصرفاتك. أحرص أيها الزوج على بيتك فبيدك الحل أولاً وأخيراً. في رأيي أن المرأة التي تشك في زوجها دون أن ترى منه ما يثير الشكوك فعلاً تكون امرأة مريضة وبحاجة للمساعدة لتتخلص من هواجسها ومخاوفها. وللأسف أن الأخ مازن لم يوضح لنا أن كان قد بدأ حياته الزوجية حديثاً أو أنه مر عليه وقت طويل. وعلى كل حال ان الشكوك في مستهل الحياة الزوجية قد تبدو طبيعية ان لم يكن هناك من يقف وراءها فهناك نساء سرعان ما يستجبن لتشكيك الأخريات في زوجها. فقد يكون ما تقوم به زوجتك مجرد تنفيذ لمقترحات من صديقة أو أخت أو أم جاهلة.. ابحث عن السبب أولاً ثم عالج. وأفضل بحث هو أن تجلس جلسة مصارحة طويلة مع زوجتك تناقش فيها كل مخاوفها. فوزية كنت أتمنى لو أستطيع أن أطرح أسئلتي التالية مباشرة إلى الأخ مازن لأسمع إجاباته وأشير عليه بالحل المناسب ولكن أتمنى أن يستفيد هو من تلك الأسئلة ويصل إلى الحل المناسب بعد أن يجيب على هذه الأسئلة. هل تزوجت زوجتك بعد علاقة حب بينكما؟ هل كانت تعرف بماضيك وما قبل الزواج؟ هل أنت ممن يدمن مدح جمال الأخريات أمام زوجته وينسى أن يمتدحها هي رغم حبه لها وإعجابه بتصرفاتها؟ هل أنت قاس وجاف في تعاملك معها؟ هل تحرجها وتقلل من قدرها بين أهلك وأصحابك وأهلها.. لو أجبت يا مازن عن كل هذه الأسئلة بصراحة ولنفسك فقط ستجد الحل. وأعانك الله. سعاد ناصر