بات القطاع السياحي يشكل عنصرا هاما في تطوير الاقتصاد المغربي والمساهمة في التنمية المحلية، لذا كان من الطبيعي أن يترأس العاهل المغربي جلسة عمل مخصصة للقطاع السياحي بتزامن مع صدور أرقام تظهر القفزات التي شهدها الميدان خلال السنة الماضية والمرتقب تحقيقها خلال العام الحالي. فقد سجلت الأشهر السبعة الأولى من سنة2004 ارتفاعا مهما على صعيد عدد السياح الوافدين وعدد الليالي السياحية بالفنادق واللذين سجلا ارتفاعا ب19 و17 في المائة على التوالي مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. ومن شأن هذه الزيادة أن تمكن المغرب من تجاوز سقف الخمسة ملايين سائح لأول مرة خلال السنة الحالية، نتيجة الجهود المكثفة التي قام بها جميع المتدخلين في مجال النقل الجوي والتسويق والأسعار والخدمات والفنادق. العاهل المغربي الملك محمد السادس وخلال هذه الجلسة أكد على أن هذه النتائج المشجعة، بالرغم من أهميتها، لا يجب أن تحجب المشاكل التي تبقى مطروحة على القطاع وخاصة تلك المتعلقة بمناخ النشاط السياحي وبالتنشيط الثقافي والترفيه وبتحسين الخدمات المقدمة، مذكرا بأنه لا يمكن أن تكون هناك سياحة ذات جودة بدون خدمات جيدة، أمر جلالة الملك بمراجعة نظام تصنيف المؤسسات الفندقية. وتهدف تدابير التصنيف الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ سنة2005 إلى ضمان الملاءمة بين الخدمات المقدمة فعليا ومستوى تصنيف كل مؤسسة مما سيمكن البنيات التحتية السياحية المغربية من مسايرة أفضل المعايير الدولية. كما أبرز محمد السادس ضرورة تكاثف جهود جميع المتدخلين في إطار منهجية للجودة مستمرة في الزمان تمكن المنتوج المغربي من الارتقاء بشكل مستمر إلى أفضل المعايير الدولية، مستفسرا من جهة أخرى عن التقدم المنجز في إطار المخطط الأزرق للبنيات الأساسية الممولة بفضل مساهمة صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة، ومسجلا بارتياح من جهة ثانية التقدم المحقق من أجل انطلاق عملية إنجاز المحطات السياحية الأربع في كل من السعيدية "أقصى شرق المغرب" ومنطقة الصويرة موغادور والجديدة مازغان"وسط ساحل الأطلسي" والعرائش لوكسوس" الشمال الغربي" . وفي هذا الإطار، أعطى العاهل المغربي التعليمات ا لإطلاق مسلسل منح عملية تهيئ محطة تاغازوت السياحية المزمع إقامتها بضواحي منتجع أغادير جنوب المغرب، إلى أحد المنعشين وفق مقاربة جديدة، وذلك من خلال منافسة دولية تروم انتقاء أفضل المهنيين على الصعيدين العالمي والوطني. من جهة أخرى، أبرز محمد السادس أهمية برنامج إعادة تموقع وتوسيع الوجهات السياحية التقليدية المغربية والذي يجب أن يترجم بإحداث 75 ألف سرير، مشددا على ضرورة أن تعكس السياحة، بالإضافة إلى مزاياها الاقتصادية ، قيم الانفتاح والتسامح وكرم الضيافة التي تشكل جوهر الهوية المغربية. بتزامن جلسة العمل هذه توقع وزير السياحة المغربي عادل الدويري أن يحقق المغرب رقما يتجاوز خمسة ملايين سائح خلال سنة2004 وذلك لأول مرة في تاريخ السياحة بالمملكة. وأوضح الوزير أن قطاع السياحة شهد خلال شهر يوليو الماضي ارتفاعا ملموسا على صعيد المملكة في عدد المبيتات يقدر بنسبة28 مقارنة مع نفس الشهر في سنة2003 مشيرا إلى أن الفترة الممتدة ما بين شهر يناير ويوليو من السنة الجارية شهدت ارتفاعا في عدد المبيتات بنسبة17 في المائة وكذا في عدد السياح الوافدين على المغرب بما يقدر بنسبة19 في المائة. وأوضح الدويري من جهة أخرى أن الاجتماع الذي ترأسه الملك محمد السادس بالقصر الملكي بمنتجع إيفران الجبلي تركز بصفة خاصة على دراسة نتائج نشاط القطاع السياحي برسم سنة2004 وتحليل النتائج الإيجابية التي حققها المهنيون المغاربة. وأضاف أن الاجتماع تدارس أيضا نتائج الاستثمارات السياحية خاصة ما يتعلق منها بالمحطات الشاطئية الجديدة المبرمجة في إطار المخطط الأزرق وكذا البرامج الاستثمارية في القطاع السياحي للمدن والوجهات السياحية التقليدية. وحسب إحصائيات وزارة السياحة المغربية فقد زار المملكة خلال السبعة شهور الأولى من السنة الجارية نحو 3.16سائح وهو ما يمثل زيادة قدرها19 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وسجل القطاع الفندقي حسب المصدر نفسه حوالي 7.37 مليون مبيتا خلال الفترة الممتدة من يناير حتى يوليوز2004 مقابل 6.32 مليون لنفس الفترة من السنة الماضية وهو ما يمثل زيادة قدرها 17 في المائة. وبلغت مداخيل السياحة في نهاية يوليوز2004 نحو 17.53 مليار درهم وذلك بنسبة زيادة قدرها 4.5بالمقارنة مع الفترة السابقة وبنحو27 في المائة مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية.