وقع وزير الثقافة المغربي محمد الأشعري ونظيرته الإسبانية كارمن كالفو يوم الاثنين الماضي بالرباط على مذكرة تفاهم ترمي إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات ثقافية متعددة. وعقب حفل التوقيع أكد الأشعري ونظيرته الإسبانية كارمن كالفو خلال مؤتمر صحفي على الإرادة القوية التي تحدوهما للدفع بالتعاون الثنائي في المجالات الثقافية. وعبر الأشعري عن استعداد وزارته التام لتمتين علاقات الصداقة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، مبرزا أن المذكرة التي تم تشكيل لجنة مشتركة للسهر على تنفيذ مقتضياتها تهتم بالتبادل الثقافي والتظاهرات الفنية تترجم فكرة (إقامة سنة المغرب في إسبانيا وسنة إسبانيا في المغرب) التى طالما راودت البلدين، معتبرا أن الطريقة الواقعية والطموحة التي صيغت بها المذكرة ستمكن ولاشك من تحقيق طموحات الجانبين في الرفع من وتيرة التعاون في قطاع الثقافة. وقال أن مضامين المذكرة تترجم الإرادة المشتركة من اجل إعطاء التعاون الثقافي بعدا جديدا عبر التنصيص على نقط واضحة وواقعية ستعتمد آليات تنفيذية فاعلة. أما المسؤولة الإسبانية كارمن كالفو فقد أبرزت أن زيارتها للمغرب أتاحت لها فرصة التعرف على المشهد الثقافي المغربي المتنوع، مستحضرة أجواء الثقة المتبادلة التي تم في إطارها التوقيع على المذكرة مشيرة إلى أن هذه الأخيرة ستعزز توجه البلدين نحو تحقيق شعبيهما مزيدا من التقارب، مشددة على أن تنظيم زمن المغرب بإسبانيا وزمن إسبانيا بالمغرب سنتي2005 و2006 سيعززان دور الثقافة والفن في فتح قنوات متجددة للتعاون وإبراز القيم الحضارية التي نسجها البلدان عبر قرون عديدة. وتنص المذكرة التي يأتي توقيعها في إطار تفعيل مضامين التصريح المشترك الصادر عن الدورة السادسة للاجتماع الرفيع المستوى المغربي الإسباني المنعقد بمراكش في الثامن من ديسمبر الماضي , على تنظيم ملتقى ثقافي إسباني مغربي تحت إسم (زمن المغرب بإسبانيا وزمن إسبانيا بالمغرب) بهدف الدفع بالتعاون وإرساء أرضية لإنجاز مشاريع ثقافية متواصلة. ويرمي الملتقى حسب المذكرة إلى تعميق المعرفة المشتركة بين الثقافتين من خلال وضع برنامج ثقافي إسباني بالمغرب وبرنامج ثقافي مغربي بإسبانيا. واستنادا لهذه المذكرة اتفق الطرفان على القيام بعمليات مشتركة في مجال الأركيولوجيا والمحافظة على الممتلكات الثقافية وترميمها ونشر التراث السينمائي للبلدين وعقد ملتقيات بين محترفي القطاع الذين بإمكانهم تشجيع آليات الإنتاج السينمائي المشترك وتنظيم ندوات وموائد مستديرة وملتقيات أدبية للفنانين وأخصائيي المعمار والمتاحف والوثائق والمكتبات وفنون الاستعراض والموسيقى بهدف إقامة جسور للتعاون من أجل دعم الشراكة الثقافية والاجتماعية والانسانية. كما تنص على تنظيم معارض للفنون التشكيلية وإيلاء الجانب المغربي والاسباني عناية خاصة لترجمة أعمالهما الأدبية إلى اللغتين العربية والاسبانية ووضع برامج للنشر المشترك بينهما والعمل على إنجاز مشاريع ثقافية مشتركة من أجل المحافظة وصيانة ورد الاعتبار لتراثهما الثقافي. وجاء في المذكرة أيضا أنه من المرتقب وضع برنامج مكثف متعدد المواد والفقرات يهتم بتكوين أخصائيين في الثقافة خصوصا في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال والتعريف بالتراث التوثيقي والبيبلوغرافي والمحافظة عليه وترميمه وكذا في مجال المتاحف على أساس ان يتم إنجاز هذه الأنشطة التكوينية من خلال الندوات والمحترفات وتبادل زيارات الموظفين والخبراء . وستعمل وزارتا الثقافة المغربية والاسبانية بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية في هذا الصدد على دراسة الطرق الكفيلة بإعادة الاعتبار لمسرح سيرفانتيس بمدينة طنجة شمال أقصى المغرب، وتحويله إلى مجال ثقافي يربط بين ضفتي المتوسط.