تستضيف عدة مدن مغربية على مدى تسعة أيام متعاقبة زهاء 23 عرضا يقدمها 150 فنانا من إسبانيا تشمل المسرح والسينما والرقص والموسيقى والأوبرا والسيرك، ضمن أنشطة الدورة الثالثة لمهرجان الضفتين الذي يرمي إلى تعزيز التفاهم بين المغرب وإسبانيا. وتعاقبت فترات من الحروب والسلام على العلاقات بين البلدين على مر القرون. وشهدت العلاقات بين مدريدوالرباط بعض فترات من التوتر في الآونة الأخيرة ووصل البلدان إلى حافة الحرب عام 2002 عندما هبط بضعة جنود مغاربة على جزيرة قريبة من الساحل المغربي تقول إسبانيا إنها تابعة لها. وظل الحب والكراهية يتعاقبان على العلاقات المغربية الإسبانية منذ غزا القائد العربي طارق بن زياد شبه جزيرة ايبيريا عام 711 وأسس دولة إسلامية في بعض أجزائها حتى عام 1492. واحتلت اسبانيا أجزاء من شمال المغرب والصحراء الغربية في القرن العشرين. ورغم الاضطرابات السياسية يسعى الفنانون المشاركون في المهرجان من الجانبين إلى بناء الجسور بين البلدين الذين يفصل بينهما مضيق جبل طارق. وأكد لويس بلاناس بوتشاديس سفير إسبانيا لدى المغرب أن الفن والثقافة يساهمان في تحقيق التقارب بين البلدين. وقال "الفن أحد مكونات الحياة ويتعين أن يفهم المرء الآخرين ليعيش. لذلك ينبغي تشجيع الفن والثقافة. المغرب بلد عظيم في مجال الفن والثقافة وأنا مدرك لمدى تقدير المغاربة لمثل هذه الأحداث الفنية. أنا سعيد أننا تمكنا من تنظيم هذه الأنشطة بين المغرب والاتحاد الأوروبي وبين المغرب واسبانيا." وغصت قاعة العرض بالمسرح الوطني محمد الخامس في الرباط بالمتفرجين ليلة افتتاح المهرجان التي أحيتها فرقة إيفا يربابوينا الاسبانية المشهورة لرقص الفلامنجو. والقوة المحركة الرئيسية لمهرجان الضفتين هي رئيسة خوسيه مونليون الذي يتولى أيضا إدارة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي وهو من أكبر المؤمنين بتشجيع الحوار بين الشعوب من خلال الفن والثقافة. ومن بين تسعة أعمال فنية ستتجول في أنحاء المغرب في إطار المهرجان ستة من اسبانيا واثنان إنتاج مشترك وعمل مغربي وحيد بعنوان "رسالة من سارة". كما يشمل المهرجان عروضا مسرحية خاصة للأطفال. وعلل العربي الحارثي نائب رئيس المهرجان قلة العروض المغربية المشاركة بالمعايير الصارمة للمهرجان التي لم يتمكن العديد من الأعمال المحلية من تحقيقها. وأضاف "مهرجان الضفتين ليس مصطلحا بلاغيا لأن هناك أعمالا تمت في المغرب وأخرى في اسبانيا. ومن أهداف المهرجان تحسيس (إطلاع) الآخر من الجانبين على التعددية الثقافية للمغرب واسبانيا وفي نفس الوقت تحسيس الشعوب بحقائق الدولتين." ومن أبرز الأعمال المشاركة في الدورة الثالثة لمهرجان الضفتين عرض لأوبرا كارمن تقدمه فرقة أوبرا الأندلس.